فيما أجمع لاجئون سوريون في الأردن على أن أمنيتهم الأولى للعام الجديد، سقوط نظام بلادهم وعودتهم آمنين إلى منازلهم التي هجروها، قال آخرون إن الأماني لديهم "ماتت"، معتبرين سقوط رئيس النظام السوري بشار الأسد أمرا "محالا" كون المجتمع الدولي باتت له مصالح مشتركة معه، على حد تعبيرهم.
لاجئون تحدثت معهم وكالة الأناضول، عيونهم ما زالت تنظر بأمل، تجلس خلف التلفاز تتابع كل ما يجد من أخبار على قنوات الثورة السورية والقنوات العربية آملة بمشاهدة خبر سقوط النظام، وأخرى لم تعد نشرات الأخبار وجبتها التلفزيونية المفضلة، وليست مهتمة سوى بواقع حياتها اليومي دون الاهتمام بشيء آخر.
يقول اللاجئ يوسف المحاميد وهو أربعيني ترك منزله في محافظة درعا (جنوب)، ولجأ للأردن منذ 3 أعوام: "لم أفقد الأمل، فلا أحد يستطيع محاربة شعب بأكمله، أنا متأكد أنه سيأتي اليوم الذي يفقد فيه بشار القدرة على المواصلة وأتمنى أن يكون هذا اليوم في العام الجديد".
ويتابع المحاميد الذي يعمل بمتجر للخضار، شرقي العاصمة عمان: "أمانينا كلاجئين أولا بأن يعود الأمن لسوريا، وأن تشكل حكومة وفاق وطني تجمع الشعب السوري الذي عانى الويلات على أيدي بشار ووالده حافظ سابقا".
أما اللاجئة التي اكتفت بالتعريف عن نفسها بيسرى خوفا من نظام بلادها الذي قتل زوجها وتركها معيلة لطفلين، اعتبرت أنه "يمكن لأي نظام أو حكومة بالعالم أن تضيق على شعبها وتطردهم من منازلهم وتقتل الكثير منهم، لكنها لا تستطيع منع الشعب من الأحلام والأماني".
ولا تستبعد يسرى (30 عاما) والتي تقطن في منطقة النزهة، شرقي عمان، أن تستيقظ هي وأبناء شعبها في الشتات ودول اللجوء العام الجديد على خبر عاجل تبثه وسائل الإعلام بإبعاد أو إسقاط الأسد وتحويله للمحاكمة بجرائم الحرب التي ارتكبها، وفق قولها.
محمد ابن يسرى، 7 أعوام، يتحدث لوالدته "ما نفع العودة لسوريا وأبي ليس معنا، أتمنى أن ينال بشار ما ناله والدي".
اللاجئ كامل خضير (23 عاما)، حاله لم يختلف عن حال أبناء بلده الذين يتمنون العام الجديد عاما يعود فيه إلى بلادها لممارسة أعماله الحرة في دمشق.
ويصف خضير حاله بعد مضي أكثر من عامين عليه وهو عامل يومي بمحافظة أربد (أقصى شمال الأردن): "لقد أنهك جسدي في العمل بالبناء ونقل الأسمنت، لم أعتد على هذا العمل المتعب، أتمنى سقوط النظام وعودتي لدمشق، لقد كنت أبيع منتجات غذائية وأدوات منزلية في متجري بالشام أتمنى العودة لعملي".
وعلى النقيض مما سبق، اعتبر اللاجئ رامي الحاج علي (27 عاما) الذي تحدث للأناضول من داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين، شمال شرقي الأردن، أن سقوط النظام أمر أشبه بالمستحيل كونه "الطفل المدلل" لروسيا التي لن تتركه وحيدا لإبقاء نفسها في المنطقة.
أما اللاجئ عامر القناطرة الذي كان من أوائل الخارجين من محافظة حلب (شمال غربي سوريا) بعد استجابتها لنداء محافظة الدرعا التي ثارت على النظام فيقول: "النظام لن يسقط لأن المجتمع الدولي باتت له مصالح معه، ولا أعلم ما هي نهاية أحوالنا هل سنموت في الأردن قهرا أم نعود لسوريا ونموت بنيران النظام".
أما عاصم الهوارنة فكان مترددا في إطلاق العنان لأمانيه، إذا يقول: "لم أعد أشاهد التلفاز لأن الأخبار باتت روتينا مملا، نرى القتل والدمار ولا نرى أمرا يحصل للنظام، مع عدم قناعتي بسقوط النظام إلا أنني أتمنى ذلك".
ورأى لاجئون آخرون أن العودة لسوريا ليست مرهونة بصمود النظام الذي لن يسقط، متمنين إقامة منطقة عازلة في أي مكان بحماية من المجتمع الدولي، للتخفيف على الأردن خصوصا بعدما بات اللاجئون يشعرون بأنهم ضيف ثقيل على الأردن.
وقالت اللاجئة نيرمين الأحمد (28 عاما) من دمشق: "اللاجئ السوري أصبح ضيفا ثقيلا خصوصا على دولة فقيرة مثل الأردن، كانت تعاني دون استقبالها اللاجئين، يمكن أن نعود لمنطقة عازلة بحماية من المجتمع الدولي".
ويصل عدد السوريين في الأردن أكثر من مليون و390 ألفا، بينهم نحو 650 ألفا مسجلين كلاجئين لدى الأممالمتحدة، فيما دخل البقية قبل بدء الأزمة بحكم القرابة العائلية والتجارة، ولا يعيش من اللاجئين داخل المخيمات المخصصة لهم سوى 97 ألفا، ويتوزع البقية على المجتمعات المحلية في الأردن.
ويوجد في الأردن خمسة مخيمات للسوريين، أكبرها مخيم "الزعتري" والذي يوجد بداخله قرابة 83 ألف لاجئ، والبقية يتوزعون على المخيم الإماراتي الأردني (مريجب الفهود) ومخيم الأزرق (مخيزن الغربي)، ومخيم الحديقة، ومخيم "سايبر سيتي".
ويزيد طول الحدود الأردنية السورية عن 375 كلم، ويتخللها العشرات من المنافذ غير الشرعية التي كانت ولا زالت معابر للاجئين السوريين الذين يقصدوا أراضيه؛ ما جعل الأردن من أكثر الدول تأثرا بالأزمة السورية.