تمكنت قوات الحماية المدنية من إخماد الحريق في 4 صهاريج نفط خام من إجمالي سبعة صهاريج طالتها النيران علي مدى خمسة أيام بسبب المعارك الواقعة بالقرب من الهلال النفطي، شرقي ليبيا.
وبحسب علي الحاسي، الناطق باسم حرس المنشآت النفطية التابع للجيش الموالي لمجلس النواب المنعقد بطبرق، فإن "فرق الإطفاء المحلية التابعة للشركات النفطية الليبية، وبمساعدة متطوعين بينهم عسكريون قد استطاعوا حتى مساء الأحد، إخماد الحريق في 4 صهاريج نفط مشتعلة من إجمالي 7 صهاريج طالتها النيران بميناء السدرة النفطي".
وأشار الحاسي إلى "محدودية إمكانيات فرق الإطفاء المحلية رغم وصول فرق إنقاد من كل المدن القريبة، كما أن رجال الإطفاء يعملون رغم القصف علي المنطقة من قبل قوات فجر ليبيا"، لافتًا إلى "استمرار اشتعال النيران في ثلاث صهاريج نفط أخري".
وأوضح المتحدث باسم حرس المنشآت النفطية أن "عمال النفط يعملون في هذه الأثناء علي تفريغ النفط من ما تبقي من صهاريج لم تصل إليها النار في خزانات طوارئ معدة لمثل هذه الحالات وذلك كإجراء احترازي خشية انتقال النار إليها".
وفي ذات السياق، حذّر الباحث الليبي في شؤون النفط بمعهد استشراق (مقره موسكو)، طارق إبراهيم، من حدوث كارثة إنسانية واقتصادية لن تتوقف حدودها عند ليبيا بل ستمتد إلى دول الجوار الليبي.
وأوضح أن "الحريق قد أفرز سحبًا دخانية كثيفة وصلت مداها إلي مناطق الشرق الليبي ما أدى إلى تلوث الهواء والمياه والتربة فيها".
وطالب الباحث الليبي جميع الأطراف المتنازعة ضرورة "وقف إطلاق النار لإتاحة الفرصة لإطفاء الحرائق والحفاظ علي قوت الليبيين ومصدر رزقهم الوحيد وهو النفط".
وانتقلت النيران التي كانت قد اندلعت الخميس في صهريج نفط بميناء السدرة النفطي شرقي ليبيا بسبب سقوط قذيفة عليه إلي 6 صهاريج أخري خلال أربعة أيام ماضية.
ومجمع خزانات السدرة هو تابع لميناء السدرة النفطي، أكبر مواني النفط في ليبيا، ويحتوي علي 19 خزانًا لتخزين النفط الخام بينها ثلاثة خزانات خارج الخدمة أما الباقي فمنها 4 خزانات سعتها نصف مليون برميل و12 خزانً أخرى سعتها 350 ألف برميل.
واندلعت في 13 ديسمبر/كانون أول الجاري معارك مسلحة بالقرب من الهلال النفطي في شرق ليبيا بعد هجوم قوات فجر ليبيا المسيطرة علي طرابلس والمكونة من ثوار مدينه مصراتة والزاوية وغريان (غرب) المحسوبة على الإسلاميين علي منطقة الهلال النفطي لمحاولة السيطرة عليه ضمن عملية أطلق عليها اسم "شروق ليبيا" فيما لاقت تلك القوات مقاومة من حرس المنشآت النفطية وكتائب أخري تابعة لرئاسة أركان الجيش المعينة من قبل البرلمان.
وتهدف عملية " شروق ليبيا " بحسب القائمين عليها إلي السيطرة علي المواني والحقول النفطية في شرق البلاد والواقعة تحت سيطرة الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني والتي كانت قد تسلمتها قبل أشهر عبر اتفاق من مسلحين كانوا يطالبون بتطبيق نظام الحكم الفيدرالي في الشرق سيطروا عليها لعام كامل ومنعوا تصدير النفط منها.
وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه.
أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي