وكالات قلل خبراء عسكريون من جدوى الاستعراضات العسكرية التي دأبت إيران على القيام بها، لافتين إلى أن الهدف منها هو الحرب النفسية ومحاولة إثبات أن إيران دولة إقليمية مهمة ومن ثمة إسناد فريقها المفاوض حول الملف النووي. وأشار الخبراء إلى أن التأكيد المستمر على تطوير الأنظمة الصاروخية والقدرة على مواجهة “العدو” في المطلق يرمي إلى تحقيق هدفين؛ الأول داخلي وهو إكساب مؤيدي النظام وخاصة المتشددين الماسكين بالمؤسسات الحيوية ثقة بالنفس والاستمرار في السيطرة على الشارع الإيراني. أما الهدف الثاني فموجه إلى الخارج، ومفاده أن إيران قادرة على المواجهة والصمود حتى يقبل بها المحيط الإقليمي كطرف في مختلف الملفات، ويسكت عن الأدوار التي تقوم بها في إثارة الفوضى وتحريك المجموعات المقربة منها.
وكان قائد القوة البحرية للجيش الإيراني، الأميرال حبيب الله سياري، أكد أمس أنه سيتم استعراض مختلف القدرات الصاروخية في مناورات “محمد رسول الله”، لافتا إلى أن قاعدتين بحريتين تابعتين للحرس الثوري في ميناءي جاسك وجابهار ستشاركان في هذه المناورات الكبرى، وأنه سيتم استعراض القدرات الصاروخية للجيش.
من جهته، صرح نائب قائد القوة البرية الإيرانية العميد كيومرث حيدري بأنه سيتم استخدام المروحيات وأنواع الصواريخ المضادة للدروع والمنظومات الدفاعية، كما ستستعرض القوة البرية قدراتها في الحرب الإلكترونية في المناورة ذاتها.
وستجرى المناورة خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 31 ديسمبر الجاري على مساحة مليونين و200 ألف كيلومتر مربع، تمتد من شرق مضيق هرمز حتى جنوب خليج عدن.
واعتبر الخبراء أن القيادات العسكرية الإيرانية برمجت هذه المناورة في توقيت بالغ القيمة، وتهدف منه إلى توجيه رسالة إلى مجموعة 5 زائد 1 التي تفاوضها حول الملف النووي وخاصة إلى الولاياتالمتحدة مفادها أن إيران لا تتفاوض من موقف ضعف، وأنها قادرة على خلط الأوراق في المنطقة.
ولم يستبعدوا أن تكون المناورات المرتقبة هادفة إلى مقايضة رفع العقوبات الغربية على طهران وفك التجميد عن أموالها في البنوك الأميركية مقابل التزام إيراني بوقف التحريض على الوجود الأميركي في العراق ومحاولة إفشال التحالف الدولي على الإرهاب، فضلا عن وقف تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز ومنع حركة البواخر النفطية.
وإلى حد اللحظة ظلت الصناعة العسكرية الإيرانية أمرا افتراضيا ولم يتم اختبار فاعلية الصواريخ والقطع البحرية خاصة مع تهديدات مستمرة لقادة إيرانيين باستهداف إسرائيل، لكن الدوائر العسكرية الأميركية والإسرائيلية ما فتئت تؤكد أنها تأخذ تلك التهديدات مأخذ الجد.