تتوسع المساحة الجغرافية التي يحتلّها تنظيم "داعش" في سوريا بفتحه عدة جبهات قتالية ضد فصائل المعارضة السورية في عدة مناطق سورية، بحسب موقع "سوريا بوست". ومع انسحاب تنظيم "جبهة النصرة" من محافظة دير الزور (شرق سوريا) قبل أشهر، وتوجهه عبر الصحراء السورية إلى محافظة درعا الحدودية مع الأردن (جنوبسوريا)، فإن الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم باتت أكبر وأوسع وفيها مطارات عسكرية وآبار للنفط. وذكرت مصادر في السويداء لموقع "سوريا بوست" أن تنظيم "داعش" نشر حواجز عسكرية قرب قرية الأصفر الواقعة شمال شرق السويداء ذات الغالبية الدرزية، والتي يلجأ إليها الآن آلاف النازحيين السوريين من درعا والقنيطرة ودمشق ومدن سورية أخرى، بسبب العمليات العسكرية في مناطقهم. وتبعد قرية الأصفر عن مركز مدينة السويداء الخاضعة لسيطرة النظام السوري نحو 65 كيلومتراً، وتعتبر من أكثر المناطق السورية أمناً حالياً في سوريا. أما "داعش" فيتمركز في منطقة الصريخي، الواقعة شمال شرق السويداء، والتي تبعد عن مركز المدينة 80 كيلومتراً، وعن أرياف السويداء 30 كيلومتراً. ومنطقة الصريخي شهيرة بالكهوف والمغارات التي تسهل وجود التنظيم فيها وحمايته من قصف الطيران السوري أو قوات التحالف الدولي، كما يصعب الوصول إليه براً من قبل فصائل المعارضة أو النظام لوعر المنطقة. وفي هذا السياق، قال الناشط أبو خلدون المعروفي من ريف السويداء، إن فصائل المعارضة السورية رصدت رتلاً عسكرياً لتنظيم "داعش" شرق قرية الشقرانية التي تقطنها عشائر من البدو، وتقع شرق طريق السويداء-دمشق السريع، على بعد نحو 80 كيلومترا عن مركز مدينة السويداء جنوبسوريا. وأضاف المعروف: "يؤسفنا أن نقول إن بعض عشائر البدو في بير قصب أعلنت بيعتها لتنظيم داعش خشية تكرار مشهد المجازر الذي وقعت على أهالي عشيرة الشعيطات بدير الزور في منطقتهم". كما ذكر في حديثه مع "سوريا بوست" أسماء عدد من القرى التي أصبحت حالياً تحت سيطرة تنظيم "داعش"، وأبرزها شنوان والقصر والأصفر والساقية ورجم الدولة. ويتوقع ناشطون من محافظة درعا أيضاً أن يتوجه التنظيم إلى مدينتهم، محملين جبهة النصرة مسؤولية تسهيل دخوله للمنطقة. وعلى صعيد آخر، قال الناطق باسم "جيش الإسلام"، النقيب إسلام علّوش، إن تنظيم "داعش" فقد تسعة عناصر في منطقة بير قصب شمال السويداء في اشتباكات عنيفة مع عناصر "جيش الإسلام". وطلب "جيش الإسلام" في السويداء مؤازرة من عناصره في منطقة القلمون بريف دمشق للتصدي لأي خطر محتمل من عناصر التنظيم في المنطقة.