بي بي سي- نبدأ جولتنا من صحيفة الاندبندنت ونقرأ منها مقالا للكاتب روبرت فيسك حول أوضاع المسيحيين في ظل تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد في سوريا وركز فيه على اتباع الطائفة السريانية المسيحية التي منحت اسمها إلى سوريا. وحضر فيسك حفل زفاف لزوجين من الطائفة السريانية أقيم في كنيسة في مدينة القامشلي السورية على الحدود مع تركيا على بعد أميال قليلة من جبهة الحرب الدائرة مع تنظيم الدولة الاسلامية. وقال الكاتب إن مقاعد الكنيسة الخشبية شبه الخالية عكست الأزمة التي يعيشها المسيحيون في المدينة التي كان بها أكثر من 8 آلاف مسيحي لم يتبق منهم سوى 5 آلاف وتدور معظم احاديثهم حول سبل مغادرة البلاد. ويقول الكاتب إن محيط القامشلي كان شاهدا على مذابح الأرمن التي ارتكبتها تركيا في الحرب العالمية الاولي ويبدو أن أشباحهم سكنت تلك المدينة على حد وصف الكاتب. ويشير فيسك إلى أن الهجرة الجماعية للمسيحيين في الشرق الأوسط بدأت منذ الغزو الأمريكي للعراق لكن ذروتها جاءت مع قتل ومطاردة التنظيم المتشدد للمسيحيين في الموصل بداية العام الحالي. والتقى الكاتب بعدد من القساوسة الذين قالوا إنهم يؤمنون بأن التنظيم المتشدد لا يمثل الاسلام الذي تعايشوا مع معتنقيه لأكثر من 1400 عام وأنه من الواضح أن الغرب الذين وصفوه بالعلماني لا يريد مساعدتهم بل يريد تفكيك اتباع الديانة المسيحية وأن الحل لن يكون بمساعدة عمليات التهجير. ويقول فيسك إن مسيحي القامشلي ضربوا مثلا جديدا في تحدي تنظيم الدولة الاسلامية باصرارهم على البقاء وأن من يرغب في مد يد العون إليهم يتعين عليه مساعدتهم في البقاء في بلادهم والاحتفاظ بمنازلهم وكرامتهم. "رعاية التهدئة"
تقدم المبعوث الخاص لأمين عام الأممالمتحدة إلى سوريا بمبادرة لتجميد القتال في مناطق عدة بدءًا بمدينة حلب. نتحول إلى صحيفة الغارديان التي اهتمت ايضا بمتابعة تطورات الأوضاع في سوريا ونشرت تحليلا لمحرر شؤون الشرق الأوسط ايان بلاك حول خطط وقف اطلاق النار في سوريا. يقول بلاك إن خطط وقف اطلاق النار في المدن السورية، التي تتنازع عليها القوات الحكومية السورية و المعارضة المسلحة، اصبح يتردد صداها مؤخرا وتلقى دعما دوليا كوسيلة وحيدة لوقف عداد القتل في البلاد. وأشار الكاتب إلى أن الخطة بدأت بمقترح للامم المتحدة حول وقف اطلاق النار في حلب والذي لاقى ترحيبا من الرئيس السوري كما استجابت المعارضة المسلحة إلى حد كبير وشمل الاتفاق تسهيل دخول المساعدات الانسانية في المدينة. وأضاف بلاك أنه في ظل عدم وجود استراتيجية دولية موحدة لاعادة الهدوء إلى سوريا وارتفاع وتيرة وعنف تهديدات تنظيم الدولة الاسلامية فإن توسيع نطاق خطط وقف اطلاق النار داخل المدن والبلدات السورية قد يكون أفضل نموذج لتهدئة الصراع الدائر منذ 3 سنوات وحصد عشرات الآلاف من الأرواح. وقال بلاك نقلا عن دبلوماسيين إنه يتعين على المجتمع الدولي حال اراد توسيع نطاق التهدئة أن يحدد ادوات مراقبة اتفاقيات وقف اطلاق النار وتفعيل دور الاممالمتحدة كضامن لتلك لاتفاقات وفرض عقوبات على الطرف الذي سيخرق التهدئة. "مكة تحت التهديد"
عمليات التوسعة تكلفت مبدئيا مليارات الدولارات نعود إلى صحيفة الاندبندنت التي مازالت مهتمة بالتوسعات التي تجريها السلطات السعودية في الحرم المكي ونشرت تقريرا للكاتب اندرو جونسون تحت عنوان " مكة تحت التهديد: خطة لتدمير منطقة "مسقط رأس" النبي محمد واستبدالها بقصر ومراكز للتسوق". يقول جونسون إن المنطقة المعروفة بأنها شهدت مولد النبي محمد سيتم دفنها نهائيا تحت أعمدة ضخمة من الرخام ضمن مشروع تتعدى قيمته مليارات الدولارات في إطار توسعات في الحرم المكي والذي بدأ منذ أعوام وأسفر عن تدمير مئات المناطق الأثرية بحسب الصحيفة. وأضاف الكاتب نقلا عن معهد الخليج، الذي يتخذ واشنطن مقرا له، أن 95 بالمئة من المباني والمناطق الاثرية التي تعود لآلاف السنين تم تدميرها واحلال فنادق ومراكز للتسوق محلها، مشيرا إلى أن عمليات التوسعة دمرت مؤخرا أعمدة شيدت قبل 500 عام لتخليد ذكرى الاسراء والمعراج. وقال جونسون إن المرحلة الجديدة من التوسعة تشمل بناء قصر جديد لملك السعودية ويرجح أن يتم بناؤه في نفس الموقع الذي يعتقد أن النبي محمد ولد فيه وبني حوله في 1951 مكتبة كبيرة في محاولة لحفظ ما تبقى من حجرات بيد أن السلطات السعودية حذرت زائري الحرم من الصلاة في هذا الموقع مشيرة إلى أنه لا يوجد دليل قاطع على ولادة النبي في هذا الموقع. وأشار الكاتب إلى أنه رغم تعالى الأصوات منذ بدء عمليات التوسعة لعدم المساس بكل ما هو أثري في المدينة المقدسة إلا أن السلطات السعودية دافعت عن تلك الخطوات وشددت على أهميتها في خدمة عدد أكبر من الزائرين وتوفير وسائل الراحة والسلامة لهم.