التموين : المشروع يهدف لتحويل البقايا إلى سماد وتوفير فرص عمل وزيادة الدعم شئون البيئة: : مشروع بقايا الغذاء سيوفر السماد العضوي وهو السماد الأفضل للتربة خبير المشروعات التنموية :الفكرة مطروحة منذ 80 عام .. المسئولين يستخدمون دعم الأسرة ل"الشو الإعلامي" خبير اقتصادي : مشروع بقايا الأغذية سيوفر للدولة 150 مليون جنية
في ضوء خطة وزارة "التموين" لزيادة دعم الأسر لمواجهة ارتفاع الأسعار، وضمان حصولهم على أكبر قدر من السلع الغذائية، دون تحميل الأسرة أي أعباء مالية، قامت الوزارة بدراسة العديد من المشاريع التي تساعد الأسر في تحمل أعباء الحياة، ومن بين تلك المشاريع جاء مشروع جمع القمامة خاصة "بقايا الغذاء" في أكياس لتحويلها إلى أسمدة زراعية. حيث قال الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن مشروع جمع القمامة من الأسر في أكياس، يُدرس حاليًا بالتنسيق مع وزارة البيئة والجهات المختصة، بحيث يضاف مقابل مادي على بطاقة التموين الذكية، ويحدد عن كل كيس لتستبدل به سلع غذائية من البقال التمويني.
ومن جانبه أوضح محمود دياب، المتحدث الرسمي لوزارة التموين، أن مشروع بقايا الغذاء هدفه تحويلها إلى سماد، على أن يكون ذلك بالتناسق مع وزارة التنسيق الحضاري، مضيفاً أنه يهدف أيضاً إلى زيادة دعم الأسرة وتوفير فرص عمل للشباب والقضاء على البطالة وتشغيل المصانع وزيادة العاملين بها, بالإضافة إلى انتاج كميات كبيره من السماد لكي تعود بالنفع على تحسين الأرباح للعاملين فيها .
وأشار "دياب"، إلى أنه تم اختيار محافظة بورسعيد لمساحتها الصغيرة، كتجربة مبدئية لمعرفة الإيجابيات والسلبيات الناتجة والتعامل معها، موضحاً أن التفاصيل المادية للمشروع يتم دراستها حالياً لمعرفة ما الذى سوف يعود على الشباب وعلى ربة المنزل لخلق دوافع لديهم وتحفيزهم، وأن الإعلان عن تفاصيل كيفية الاستفادة من القمامة سيكون خلال شهرين.
وفى نفس السياق، أشادت مواهب أبو العزم، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، بفكرة تجميع القمامة في أكياس، موضحة أن تلك فكرة ليست مستحدثة ولكن بالفعل يوجد مصانع لبقايا المخلفات الزراعية، ولكن المستحدث هو إعادة تدوير "بقايا الغذاء" الذي يستخدم كسماد عضوي الأفضل للأرض الزراعية وللمنتج .
وتابعت قائلة أن جميع المخلفات كان يتم إعادة تدويرها إلا بقايا الغذاء لاحتياجه لمزارع الخنازير ولعدم وجودها في مصر كانت تلك البواقي تلقى في الشوارع، مؤكدة أنه بذلك المشروع سيتم التخلص من بقايا الغذاء بطريقة صحيحة تعيد النفع للدولة .
وأضافت في تصريحها الخاص ل"لفجر"، أن وزارة التنسيق الحضاري ستقوم بتوزيع أكياس خضراء اللون على المنازل لوضع بقايا الطعام بها، وبعد ذلك تقوم مجموعة من الشباب بالمرور على المنازل لديهم ماكينة لكى تضع ربة المنزل البطاقة التموينية بها لمعرفة أسعار هذا الكيس على مدار الشهر، وعلى حسب المبلغ الذي تحدده الماكينة تحصل في المقابل على سلع غذائية مجانية من خلال البقال التمويني، وبعد ذلك يقوم الشباب بجمع بقايا الأطعمة ووضعها في مصانع واحياء السماد التابعة لكل محافظه .
فيما عبر، خالد عبد الفتاح، خبير المشروعات التنموية، عن استياؤه من مشروع جمع القمامة، موضحاً أن هذا المشروع حقيقة تعمل بها جميع الدول منذ أكثر من 80 عاماً، وما زال حتى الآن لدينا مجرد تصريحات للمسئولين الذين لا يمتلكون آليات تنفيذه على أرض الواقع .
وتابع قائلا في تصريحه الخاص ل"لفجر"، أن الجديد في ذلك المشروع هو أن المسئولين يستخدمون كلمة "دعم الأسرة"، لافتاً إلى أنها تستخدم ل"الشو الإعلامي"، وبالرغم من الفوائد الناتجة عن تدوير المخلفات والنفايات من القضاء على الأمراض والاستفادة من تلك المخلفات مثل استخراج الأسمدة العضوية البالغة الأهمية للتربة الزراعية، إلا إنهم ما زالوا يتطرقوا إلى التفاصيل والمعطيات ولا يتطرقوا لتنفيذ تلك الحلول .
ومن الناحية الاقتصادية رحب الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، بالمشروع، حيث أنه سوف يساعد في إنتاج الأسمدة الطبيعية التي لها نجاح كبير في الأراضي والمنتجات الزراعية، وسوف يساهم اقتصاديا بتوفير 150 مليون جنية من قيمة الأسمدة التي يتم توفيرها، مؤكداً أنه سوف يعمل على إنعاش الاقتصاد المصري .
وتابع في تصريحه الخاص ل"الفجر"، أن وزير التموين قد طرح عدة مشاريع ويتمنى تنفيذها حيث أنه متوقع أن يكون لها تأثير اقتصادي قوي، وموضحاً أن بواقي الأغذية تمر على مرحلتين، الأولى منها هي تجميع البواقي من الهيئات والشركات والقرى السياحية وأخيراً المنازل، على أن تقوم هه المرحلة بفرز تلك الأطعمة، ثم تقسم في المرحلة الثانية إلى جزئين الأول مكون من الأطعمة التي تنتج من الفنادق والقرى السياحية ويتم استغلالها لعمل وجبات خفيفة رخيصة لفئات معينة من المواطنين .
وأضاف جودة، أن الجزء الثاني من بواقي أغذية المنازل هو ما طرحه وزير التموين في مشروعه ويستخدم ذلك في صناعة الأسمدة العضوية، مشيداً بخطوة الوزير بتحفيز ربات البيوت عن طريق إضافة سلع تموينية لكل من يقوم بتجميع تلك الأغذية .