إيلاف- يشكل التمديد للمجلس النيابي بالنسبة للخبراء والسياسيين هرطقة دستورية وطعنًا للديموقراطية، رغم الحديث عن الظروف الأمنية التي توجب هذا التمديد وكذلك عدم انتخاب رئيس للجمهورية. تشهد الساعات القليلة المقبلة حركة غير اعتيادية من المشاورات للتفاهم على ما يمكن أن تؤول إليه جلسة مجلس النواب الأربعاء المخصصة أصلاً لإنجاز التمديد للمجلس النيابي. ويبدو أن المشهد لا يبدو مريحًا في ظل سباق بين الكتل المسيحية الأكثر تمثيلاً على الامتناع عن تغطية التمديد، من دون أن تقدم بدائل أو اقتراحات لا تأخذ البلد إلى الفراغ، في ظل تعذر الموضوع من الناحيتين اللوجستية والأمنية حيال إجراء الانتخابات النيابية، حتى في حال التمديد تقنيًا للمجلس النيابي. وارتأى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن يعيد التأكيد أمام زواره أنه بصدد مراجعة مواقفه إذا ما أصرّ التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية ليس الاقتصار على الحضور بل الامتناع عن التصويت، ففي مثل هذه الحالة، يصطدم التمديد بالميثاقية المسيحية، وقد يؤدي إما الى تهريب النصاب أو رفع الجلسة الى وقت آخر، في هذا الخصوص وأمام موضوع التمديد الذي بات البت به قريبًا في لبنان، يطرح السؤال عن مدى ميثاقية هذا التمديد، وهل فعلاً يطعن بالديموقراطية في لبنان؟ يقول الخبير القانوني الدكتور أسعد فياض، ل"إيلاف"، إنه مع التمديد لمجلس النواب اللبناني تكون الأمور قد خرجت عن مسارها الدستوري والمؤسساتي، وقد مدّد المجلس النيابي لنفسه في السابق، وفشل اليوم بالتصويت على قانون انتخابي، وكذلك فشل مجلس النواب عندما قاطع فريق منه انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ويأتي التمديد لمجلس النواب من خلال مسار انحداري منذ سنوات عدة، ورغم أنهم يتحدثون عن أسباب تخفيفية وظروف ستؤدي إلى التمديد، وذلك بسبب الفراغ الحاصل، ولكن يمكن القول قانونيًا إن التمديد يعتبر هرطقة دستورية، وإمعانًا في العبث بالديموقراطية اللبنانية، ضمن مسار لتلك الهرطقة بدأت منذ فترة طويلة. ويؤكد فياض أن المؤتمر التأسيسي الذي يتم الحديث عنه في ظل الفراغ الذي يهدد كل مؤسسات لبنان، يفضح النوايا وراء سياسة الانحدار، وهنالك من يضع كل رهاناته على الفراغ والتهديد به من أجل جر البلاد إلى أمور لا تحمد عقباها. مخالفة دستورية وبحسب فياض يشكّل خيار التمديد مخالفة دستورية واضحة رغم كل التبريرات والحجج التي ساقها من يدعون تمثيل الشعب و ذلك لتمرير هذه الهرطقة الغريبة عن الديمقراطية اللبنانية التي كانت رائدة ومتقدمة على الأنظمة العربية المحيطة. والغريب يضيف فياض أن المتغيرات التي شهدها العالم العربي في أعقاب الثورات والانتفاضات، والتي أدت الى تداول السلطة في بعض البلدان، نرى العكس في لبنان حيث يجري نسف ذاك التداول ويتم اعتماد هرطقة التمديد الذي يشكل التفافًا ونسفًا لطموحات الشعب اللبناني في التغيير وبناء دولة حرة وديمقراطية وعصرية. الظروف القاهرة وفي هذا الصدد، يقول عضو "كتلة المستقبل" النائب عاطف مجدلاني ل"إيلاف" إن الموافقة من قبل تيار المستقبل على التمديد جاءت بسبب الظروف الأمنية القاهرة التي تحصل في لبنان وطبعًا التمديد ضد مسار الحياة الديموقراطية في لبنان ولا يعززها. ضربة للحياة الديموقراطية ويؤكد عضو "كتلة المستقبل" النائب سيرج طورسركيسيان أن التمديد للمجلس النيابي هو في الحقيقة ضربة للحياة الديمقراطية في البلاد وللديمقراطية عمومًا. الطعنة القاتلة ويحمّل عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر، الفريق الآخر ما آلت إليه الأمور، ويصف خيار التمديد بالطعنة القاتلة للحياة الديمقراطيّة اللبنانية.