يتكشف يوما بعد يوم مدى انخراط تركيا وتورطها في استهداف الأمن القومي المصري، عبر أشخاص نجحت في تجنيدهم طيلة الفترة الماضية. وفي هذا الإطار كشفت مصادر مصرية مسؤولة للعرب اللندنية، عن نجاح السلطات في ضبط شبكة تجسس تعمل لصالح المخابرات التركية، وإلقاء القبض على أعضائها، وعددهم 12 شخصا، بينهم 5 يحملون جنسيتي دولتين عربيتين ويقيمون بالقاهرة منذ فترة بسبب سوء الأوضاع الأمنية في بلادهما.
وتمكنت هذه الشبكة من تجنيد7 مصريين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تم توزيعهم على مدن القناة والقاهرة الكبرى.
وذكرت المصادر أن تجنيد المصريين للعمل بالشبكة جاء بتوصيات من بعض القيادات الإخوانية الموجودة حاليا في تركيا.
وتحدثت المصادر لصحيفة “الوطن” المحلية عن أنه جرى رصد هذه الشبكة منذ نحو شهر بعد القبض على أحد عناصرها أثناء تصويره مواقع أمنية وعسكرية بالإسماعيلية، وبالتحقيق معه كشف عن باقي أعضاء الشبكة، خاصة وأن عددا منهم كان يحاول الهرب إلى السودان وليبيا.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن ضبط شبكات تجسس تركية على الأراضي المصرية.
فقد ذكرت مصادر أمنية في أغسطس الماضي عن نجاح السلطات في القبض على شبكة تجسس كبرى بعد ثورة 30 يونيو تعمل لصالح المخابرات الأميركية والإسرائيلية والتركية وبالتنسيق مع التنظيم الدولي للإخوان. وتعالت في الفترة الأخيرة الأصوات مطالبة بقطع العلاقات نهائيا مع كل من قطر وحركة حماس وتركيا على خلفية حادثة العريش الإرهابية، التي جدت الأسبوع الماضي، وأودت بحياة أكثر من ثلاثين جنديا مصريا، فضلا عن عشرات الجرحى.
وطالب أحمد رجائي، مؤسس الفرقة 777 لمكافحة الإرهاب بالقوات المسلحة المصرية، في تصريحات سابقة ل”العرب” بإعلان حركة حماس ودولتي قطروتركيا كيانات معادية لمصر، وقطع كل العلاقات السياسية والدبلوماسية معها.
وتتخذ أنقرة موقفا معاديا من القاهرة منذ الإطاحة بحكم جماعة الإخوان وعزل الرئيس محمد مرسي، وقد تولت ماكينتها الإعلامية والدبلوماسية التحريض ضد النظام المصري الحالي، كما جعلت من أرضها ملجأ لقيادات الإخوان الفارين من المحاسبة.
ويرجع المراقبون مسلك أنقرة تجاه الدولة المصرية إلى إدراكها بعودة الأخيرة القوية إلى الساحة الإقليمية والدولية، وبالتالي تفويت الفرصة عليها من أجل أن تكون البديل في المنطقة.