تحتفل مؤسسة الفجر اليوم الأثنين بذكرى مولد مؤسسها ورئيس تحريرها الكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة وسط لفيف من تلامذته و صحفيوا الجريدة والبوابة الإلكترونية، ويعتبر عادل حمودة واحداً من الاساتذة الكبار في عالم الصحافة ، حيث تربى على يديه عدة أجيال من الصحفيين الكبار 66 عام من الوصناع الصحف. يراه الكثيرون صحفى من الدرجة الأولى، صعد سُلم الصحافة خطوة بخطوة، لم يتعجل وصوله إلى الشهرة ولكن خبرته جعلته يصل، اختار أن يسير بخطوات واضحة حتى لو أثر ذلك على نتاجة الصحفي، واستطاع أن يحفراسمه في عالم الصحافة.
منذ ان بدأ، سار بخطوات صحفية صحيحة على الرغم من إضطهاد الأنظمة له ،فبدلًاً من أن يحبطة الأمر زاد من حبه للصحافة.
نشأته
ولد ،الكاتب الصحفي ،عادل حمودة في 15 أكتوبر عام 1948 ، في محافظة الإسكندرية،وعلى الرغم من إن عائلتة كانت عسكرية إلا إنه اختار ان يلتحق بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية.
و انضم " حموده" فى شبابه إلى منظمة الشباب الإشتراكي، كما تمكن من مقابلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتحدث معه، ولكنه لم يتطلع عقب تخرجه من الجامعة إلى منصب أو جاه واتجه إلى العمل الصحفي من خلال مجلة روزاليوسف.
بدايته فى بلاط صاحبة الجلالة
تولى الكاتب الصحفي عادل حمودة منصب نائب رئيس التحرير والمسئول عن الطاقم التحريري والمادة التحريرية في مجلة روزاليوسف التي أعاد لها بريقها المفقود وجعل منها لساناً ناطقاً بلغة صحفية تجمع بين الإثارة والحقيقة، كما اقتحم من خلالها موضوعات ظلت محرمة طويلاً على الصحافة المصرية.
بعدها عمل "حمودة" كاتباً بجريدة الأهرام ثم اقتحم مجال الصحافة المستقلة ليصبح أحد روادها الكبار، فهو مؤسس ورئيس تحرير الإصدار الثاني من جريدة صوت الأمة المستقلة، كما أنه مؤسس ورئيس تحرير جريدة الفجر المستقلة، وعضو مجلس إدارة المركز الإعلامي العربي. عرف حمودة بجرأته وشجاعته في تناول الموضوعات حتى أنه في عام 2007 صدر حكم ضده بالإضافة إلى ثلاث رؤساء تحرير آخرين لصحف مصرية مستقلة، بغرامة قيمتها 20 ألف جنيه مصري لكل منهم بتهمة التطاول على
الرئيس السابق "مبارك".
كما تم إتهامه مع الصحفي "محمد الباز" بسب شيخ الأزهر وإهانه مؤسسة الأزهر، بعد أن نشرت جريدة الفجر صورة متخيلة لشيخ الأزهر وهو يرتدى زى بابا الفاتيكان، وعلى الرغم من حكم محكمة جنايات الجيزة ببراءة المتهمين من جريمة إهانة مؤسسة الأزهر، إلا أنها غلظت العقوبة في تهمة سب شيخ الأزهر، وحكمت بغرامة 80 ألف جنيه لكل من المتهمين بالتضامن مع جريدة الفجروكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ القضاء المصري التي يتم فيها الفصل بين تهمتى السب والقذف في العقوبة، وقد أثار هذا الحكم جدلا قضائيا كبيرا، حيث اعتبره خصوم عادل حمودة انتصارا كبيرا، بينما اعتبره تلامذته وخبراء القانون قيداً جديدا على حرية الصحافة. إلى جانب الإعلام المكتوب خاض الكاتب "عادل حمودة" تجربة الإعلام التلفزيوني لأول مرة من خلال تقديم برنامج "كل رجال الرئيس" في رمضان 2011م على قناة "cbc" الفضائية، ثم قام بتقديم برنامج بعنوان "معكم" على نفس القناة.
رحلة الكشف عن الفساد
قام حمودة خلال رحلة عمله الصحفى بالكشف عن العديد من قضايا الفساد، خاصة في نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، فكان قد كشف قيام الوزير الأسبق رشيد محمد رشيد باستغلال منصبه بوزارة الصناعة والتجارة ومنصبه كعضو بلجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، لتربح مبلغ 550 مليون جنيه كما تهرب من الضرائب، لافتاً إلى أنه عندما حاول التصالح مع جهاز الكسب غير المشروع حاول تقديم شيك بمبلغ 5 مليون جنيه ، مشيراً إلى أن رشيد محمد رشيد يتجول الآن في الخارج من خلال جواز سفر صادر من قطر ما بين تركيا وبريطانيا وإسبانيا دون أية مضايقات .
وقام أيضاً بنشر تفاصيل فضيحة مالية وعسكرية للرئيس المخلوع حسنى مبارك، والتي تفيد مستنداتها بأن مبارك حصل على شيك ب120 مليون دولار من الشيخ زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة السابق، كدفعة أولى نظير دخول الجيش المصري في حرب الكويت.
فقد كشف له باسل بوشناق – الفلسطيني الأصل – والذي كان يدير حافظة استثمارات الشيخ زايد المالية أنه كتب بنفسه أول شيك من الشيخ زايد إلى علاء وجمال مبارك وكان ب300 مليون دولار لافتاً إلى أنه قال له : "إن الرقابة الإدارية بجلالة قدرها لم تستطع أن تمسك عليه شيئاً يزيد عما قاله في بياناته الرسمية المعلنة.. لقد ظلمناه.. وافترينا عليه.. وأطعمنا المصريين الوهم حين قلنا إن ثروته بالمليارات". وأضاف حمودة أن شخص طلب لقائه وحينما التقى بع أعطاه ملف أوراقه محدودة العدد، مشيراً إلى أن اللقاء لم يستمر أكثر من ثلاث دقائق، وأن هذا الشخص لم يقل فيها شيئاً سوى.. "ربنا يعينك ويحميك".. وانصرف. وكشف أن الملف كانت تتصدره صورة شيك صادر من بنك أبو ظبى الوطني يحمل رقم 758628 بتاريخ 25 أغسطس 1990.. وكود حساب صاحبه "1673" وفيه أمر بأن يضعوا لرئيس جمهورية مصر العربية مبلغاً وقدره 120 مليون دولار فقط.. على أن يودعوه في حسابه في مؤسسة "مورجان ترست المصرفية"..مع جملة "رجاء وضعه فى الحساب رقم 65000357" وهو حساب حسنى مبارك هناك. وقال أن الشيك يحمل توقيعين لشخصين أجنبيين لهما حق التوقيع على الشيكات، الأول كان اسمه كيدلى، أما سفرة توقيعه فرقمها "111" والثاني كان اسمه وليكس وشفرة توقيعه رقم "34" من خلال ذلك أكد حمودة أن هذا الشيك أول دليل دامغ من نوعه على أن مبارك له حساب بنكي - أو أكثر - في بنوك أمريكية.. وأن إنكاره في بيانه التليفزيوني بأنه ليس له حسابات في الخارج لم يكن صادقاً، وأن ادعاءه بأن ثروته لا تزيد على فيلا في شرم الشيخ وحساب بنكي فيه 6 ملايين جنيه هو ادعاء كاذب.
"حمودة" والرؤساء
التقى حمودة خلال حياته برؤساء مصر بدءً من الرئيس محمد نجيب، وكان له معهم عدد من المواقف الخاصة .
عدلي منصور
روى حمودة أنه التقى الرئيس السابق "عدلي منصور"، مرتين فقط وكانا حينما التقى بالإعلاميين في قصر الإتحادية، وقال أنه وجد أن منصور مستمع جيد وودود جداً، يتسم بدقة عالية في الأداء، وكان يقرأ التقارير التي تأتي له من جهات مختلفة. وأكد حمودة أن من أهم المميزات التي وجدها في منصور هي أنه كان يرى في نفسه أنه ليس له حق في تغييرات حادة لأن مهمته كانت مؤقته، مؤكداً أنها أداها بأعلى درجة من الكفاءة والنجاح. وأشار إلى أنه في لقاء من لقاءاتهما سأله عن سبب عدم إجراء أي تعديلات في مؤسسة الرئاسة، وأن رده كان :"مهمتي تسيير أمور البلاد، مشدداً أنه رجل يعرف حدوده وقدراته جيداً.
محمد مرسي
ووصف حمودة استقباله خبر تولى الرئيس الأسبق محمد مرسي الرئاسة ب"الصدمة"، لافتاً إلى أنه أصيب بصدمة شديدة حينما علم أن رئيس أخواني أصبح يترأس مصر، وأنه فجر قبل الانتخابات قضية الملف الصحي الخاص ب"مرسي" وأنه مصاب بورم بالمخ والذي يؤثر على أعصابه ويصيبه بنوبات صرع. وكشف حمودة أنه رفض لقاء محمد مرسي 3 مرات في قصر الاتحادية، مشيراً إلى أنه في إحدى المرات في فبراير 2013 جاء له أحد رجال مرسي المقربين ليطلب منه التوسط بين الإخوان والصحفيين، وقال أنه رفض ذلك تماماً، وكان رد الشخص أن أقوم بطرح حل لمشاكل الإعلاميين على مرسي. وأضاف حمودة أنه كان له رداً حاداً عليه حيث قال له : "أنني أشعر بالعار أن محمد مرسي هو رئيسي". وكشف حمودة أنه علم بعد ذلك من مدير المخابرات أنه تلقى اتصال تليفوني من محمد مرسي طالبه فيه باعتقال ثلاثة شخصيات وكان من ضمنهم هو ولميس الحديدي وعمرو أديب، إلا أن المخابرات رفضت ذلك الأمر فاتجه مرسي وعشيرته إلى وسائل أخرى للإرهاب من بينها تحويل كل الاعلاميين في بلاغات قدمت قبل 30 يونيو، مؤكداً أن ثورة 30 يونيو ساهمت في انقاذهم جميعاً واذا لم تجري بالصورة التي حدثت لكانوا في السجون.
حسني مبارك
قال حمودة أنه التقى به في واشنطن حينما كان مسئولاً عن "روزاليوسف"، بعد ان انتهى من لقاء الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، مشيراً إلى أنه حينما سلم عليه قال :"حاجة غريبة جداً دا قالولي واحد تاني". وروى حمودة أن أحد رجال مبارك قال له ذات مرة:" الرئيس بيسألك يحصل ايه لو جمال أصبح رئيس في انتخابات 2005" ، لافتاً أن رده كان: "لا ها يقعد مبارك ولا جمال مبارك، الجيش مؤسسة تعتبر مبارك ابناً لها، وجمال غريباً عنها"، مستشهداً بذلك الموقف أنه يؤكد أنه كان ينتوي التوريث وأن ذلك أبلغ رد على من ينفي ذلك. وقال حمودة أن مبارك في آخر سنوات حكمه لم يرى أحد اقتصرت دائرة المحيطين به على زكريا عزمي وعدد من رجاله، مشيراً إلى أحد المواقف بينه وبين مبارك حينما سأله "بتعط فين" وهو من أحد مصطلحاته وأحد التعبيرات التي يستخدمها، مستكملاً : " طلبناك على تليفون المنزل والمكتب ولم ترد"، لافتاً إلى أن هذا الحوار أكد له أن المحيطين بمبارك يكذبون عليه .
السادات
قال حمودة : "في عهده كنت مسئول إدارة تحرير ب"روزاليوسف"، ما بين أعوام 1974 حتى عام 77، وكتبنا مقالة أن ما جرى ليست انتفاضة حرامية وإنما ثورة شعبية"، متابعاً : " السادات اعتقلنا واستقبلنا في سجن القناطر مع جبنة بيضاء وزيتون أسود، وقال ان الشيوعيين ضحكوا على محرري روزاليوسف ".
جمال عبد الناصر
أوضح حمودة انه التقى ب"عبد الناصر"، حينما انتقل من روزاليوسف إلى الأهرام، لافتاً إلى أنه حينما كان طالباً كان يشارك بمعسكرات منظمة الشباب، مشيراً إلى أن اللقاء كان بعد نكسة 67 حينما التقى به هو ومجموعة من طلبة الجامعة. وقال حمودة أنه سأل "عبد الناصر" وقتها : "كيف تربي بناتك، وهل تربيهم على السياسة أم تمنعهم؟".
محمد نجيب
وقال حمودة ان نجيب من أكثر الرؤساء الذين التقى بهم وجهاً لوجه، موضحاً أنه جلس معه 6 أشهر بعد اقالته في فيلا زينب الوكيل زوجة مصطفى النحاس، حيث قام بكتابة مذكراته في كتاب "كنت رئيساً لمصر"، فضلاً عن كتاب آخر بعنوان "تحية يوليو".
مؤلفاته
ل "عادل حمودة" العديد من المؤلفات منها: "لعبة السلطة في مصر" – "عملية سوزانا، أول عملية إرهابية للموساد في مصر" – "بنات العجمي، الحب على شاطئ سياسي" – "حكومات غرف النوم، المرأة بين لعبة المتعة ولعبة السلطة" – "هاربون بمليارات مصر الملفات السرية والشخصية لأشهر الهاربين" – "اغتيال رئيس" – "النكتة السياسية : كيف يسخر المصريون من حكامهم" – "النكتة اليهودية، سخرية اليهود من السماء إلى النساء".