"على أرض مصر.. أعطى نهر النيل الحياة والازدهار لمساحات شاسعة من الأراضي القاحلة منذ مهد الحضارة، وهنا أيضا يجتمع اليوم أبناء النيل لمناقشة قضايا التنمية المشتركة من خلال استغلال موارد مياه نهر النيل بما يحقق المنفعة ويمنع إحداث الضرر لأي من الدول المتشاطئة".. بهذه الكلمات بدأ حسام مغازي وزير الموارد المائية كلمته خلال اجتماعات الخبراء الوطنيين بالقاهرة بهدف اختيار المكتب الاستشاري لسد النهضة.
وأكد الدكتور علاء ياسين، مستشار وزير الري للسدود والمنشآت المائية الكبرى والمتحدث الرسمي لملف مفاوضات سد النهضة، أن اجتماعات الخبراء الوطنيين بالقاهرة يهدف إلى الاستقرار على مكتب واحد لإتمام دراسات مشروع السد، مضيفًا أن الاجتماعات تهدف أيضًا للاتفاق فيما بين الخبراء الوطنيين على مجموعة من المكاتب التسع المرشحة من الأطراف الثلاثة ليتم دعوتها لتقديم عروضها الفنية والمالية للقيام بالدراستين خلال مدة قصيرة محددة.
وأوضح ياسين، في تصريحات صحفية على هامش اجتماعات اللجنة الوطنية لسد النهضة الإثيوبي بالقاهرة، أنه في حال الاتفاق على الخيار الثاني المتمثل في دعوة عدد من المكاتب الاستشارية العالمية للتقدم بعروضها لإتمام الدراسات المطلوبة، الأمر الذي يستلزم عقد اجتماع آخر لأعضاء اللجنة الوطنية للخبراء خلال مدة قصيرة سيتم التوافق حولها بين الأعضاء وستكون في حدود أسبوعين لاختيار أفضلهم.
وقال إبراهيم نصر الدين، خبير الشئون الإفريقية، إنه لابد من وضع معايير دقيقة لاختيار مستشاري سد النهضة، لأن هؤلاء المستشارين لابد أن يدركوا تاريخ السد والصراعات الصهيونية على ذلك السد من أجل التعامل بذكاء مع القائمين على السد في أثيوبيا، مشيرًا إلى أن التأثيرات التى سوف تعود على سد النهضة ستتوقف على مصر بشكل به إيجاب أو سلب بشكل كبير.
وأضاف نصر الدين، ل"الفجر"، أن سد النهضة له تأثيرات على التدفقات المائية في مصر والطاقة الكهرومائية ومواسم الفيضانات، مطالبًا الخبراء أن يكونوا متنوعين ما بين الكهرباء والسدود والسياسة أيضًا للتعامل مع المختصين في الشأن في أثيوبيا.
فيما أشار هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام لدراسات الإستراتيجية، إلى أن هدف إنشاء سد النهضة هو سياسي استراتيجي وليس تنموي بغرض التحكم في الطاقة، لافتًا إلى أن الخبراء والاستشاريين الذين سيتم تشكيلهم لابد أن يضعوا ذلك الهدف أمامهم بشكل أساسي.
وتابع أن الاستشاريين الجدد لابد أن يعززوا دور مصر، وخاصة أن دور وزير الري اقتصر على إعادة ما يقوله نظيره الإثيوبي، منوهًا بأن استحداث اللجنة الاستشارية سيكون لصالح مصر، لافتًا إلى أن إثيوبيا تمتلك 33 مشروعا للسدود ما بين توليد للكهرباء والزراعة، مشدداً على ضرورة ان تضع اللجنة الجديدة ذلك في الحسبان.
وأكدت الدكتورة أماني الطويل، خبير الشئون الإفريقية بمركز الأهرام، أن اختيار مستشاري المكتب الاستشاري لسد النهضة بالقاهرة يعد خطوة جيدة، مشيرة إلى أن معايير اختيار الأفضل من بين المكاتب الاستشارية سيكون طبقًا للخبرة والتخصص في إعداد دراسات حول مشروعات عالمية مماثلة وهذا يعد مكسب لمصر.
وشددت الطويل على ضرورة زيادة التفاعل المصري الإفريقي واتساع الحلقة المصرية الخاصة بالعلاقات الإفريقية، والتي تقتصر على العلاقات المائية فقط، والتي يمكن أن تحقق بعض النجاح وليس كله، إلى حلقة أوسع لتشمل جميع المجالات.