عن أبي كُريمة المقدام بن معد يكرب- رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول: "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه". رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه".
فمع حلول عيد الأضحى المبارك يكثر الناس من تناول اللحوم متناسين مدى الأضرار التي قد تسببها اللحوم بمختلف أنواعها.
ورغم الفوائد العديدة للحوم، إلا أن الإفراط فيها يجلب مشاكل صحية متعددة، وحتى تمر أيام العيد بخير، حرصت "الفجر" على أن تقوم بتوضيح كيفيه تجنب أضرار اللحمة خلال عيد الأضحى المبارك.
من جانبه، قال الدكتور حسين شعبان، استشاري التغذية العلاجية والأعشاب بالأكاديمية الدولية للطب البديل: " قبل أكل أي لحوم من الأفضل أن نأكل الخضروات والفواكه وهذا مصداقا لقول الله عن وصف أكل أهل الجنة، قال تعالى:" وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21) سورة الواقعة".
وأوضح في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن الإكثار من تناول اللحوم يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية التي ترتبط بحدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي وحدوث انتفاخ، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع مستوى الكولسترول، نظراً لما تحتويه اللحوم عامة ولحم الضأن خاصة من أحماض دهنية مشبعة، كما أنها تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، محذراً من تناولها بكميات كبيرة، خاصة لمرضى القلب والسكر وكذلك مرضى الكبد، حتى لا تشكل عبئاً كبيراً عليه نظراً لخطورة تكون مركبات الأمونيا.
الكبدة والكلي
أما بالنسبة للأعضاء الداخلية للذبيحة مثل الكبد والكلي وخلافه، نصح شعبان بعدم الإكثار من تناولها أيضاً لإحتوائها على كمية كبيرة من الكوليسترول، هذا بالإضافة إلى ما تحتويه من مركبات نيتروجينية تشكل عبئا على الكلى لكي تتخلص منها، ويُحذر على مريض القلب والسكر وأيضا الكلي على وجه الخصوص من تناولها.
فائدة الكوارع
أما بالنسبة للكوارع، قال استشاري التغذية، أنها مادة غنية بالجيلاتين، وهو بروتين سهل الهضم ويزيد من تنشيط العصارات الهاضمة وفاتح للشهية، ولكن فتة الخل والثوم المصاحبة له قد يكون لها تأثير على مرضى قرحة المعدة والاثني عشر، ناصحاً هؤلاء المرضى بعدم استعمال الخل والثوم في مأكولاتهم.
أضرار الإكثار
وأوضح شعبان، مدى الضرر الذي يسببه الإكثار من أكل اللحوم، قائلا: "أكل اللحم بكثرة يحفز العصب السمبتاوي، والذي يؤدي إلى زيادة إفراز الغدة الدرقية، وهذا يعمل على زيادة النشاط وزيادة الانفعالات، كما يؤدي الإكثار من تناول اللحوم إلى زيادة تكوين حصوات المرارة وذلك من زيادة نسبة الكوليسترول ،كما يؤدي الإسراف في تناولها إلى الإصابة بمرض النقرص وتكون حصى في الكلي وحدوث أمراض الحساسية".
وتابع: "من المؤسف حينما نجد أن الفتة مصاحبة للحوم الضأن في هذه المناسبة السعيدة، والخطأ الذي يقع فيه بعض الأسر عندما يقوموا بتحمير الخبز في مادة دهنية فيزيد الحمل الدهني الداخل لجسم الإنسان، وأيضا صواني الرقاق وإضافة الدهون في تصنيعه".
إرشادات عامة
وأوصى شعبان بضرورة إتباع النصائح التالية للتقليل من مخاطر تناول اللحوم في عيد الأضحى:
1- إعداد الجسم قبل العيد بأسبوع بعدم تناول اللحوم الحمراء والتركيز فقط على تناول الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز الأسمر، ولو اضطررنا لأكل اللحوم في العيد فعلينا التركيز على لحوم الطيور والأسماك والتونة التي تحتوي على الأوميجا 3 التي تنقي الدم من الدهون الضارة.
2- ضرورة إزالة كل الدهون المرئية من على اللحوم الحمراء قبل طهيها وضرورة تناول كميات معتدلة من اللحوم موزعة على عدة وجبات لإعطاء الفرصة للكبد وأجهزة الجسم لهضمها والتخلص من آثارها.
3- إضافة عصير الليمون للشوربة بعد إزالة الدهون التي تطفو على سطحها، كما يمكن إضافة الليمون للحوم المشوية مع ضرورة وضع اللحوم المشوية مع البقدونس لقدرته على امتصاص نسبة من الدهون الموجودة باللحوم.
4- ضروري في كل وجبة تناول طبق سلطة يحتوي على نسب عالية من الخضروات الغنية بالألياف والمواد المضادة للأكسدة مثل الكرنب والطماطم والجرجير والبقدونس والبر وكلي والخيار والفلفل الأصفر والأحمر، وتقليل الملح على السلطة وتعويضه بعصير الليمون و الزعتر وبعض القطع من الثوم الطازج الذي يمتاز بقدرته الهائلة في خفض نسبة الكولسترول في الدم.
5- يمكن إضافة صنف من الخضروات المطهية على البخار يضاف عليها قطرات من زيت الزيتون بجانب اللحوم مثل الكوسا والجزر والخرشوف، وكلها خضروات تمتاز بقدرتها على تنقية الجسم من السموم لتأثيرها المضاد للأكسدة ،كما أنها مصدر مهم للألياف الطبيعية التي تساعد على هضم الدهون.
6- يمكن استبدال الأرز الأبيض الذي يدخل كمكون رئيسي في طبق الفتة بالأرز الأسمر" البني" لاحتوائه على نسبة من قشرة الأرز الخارجية، وهذه القشرة تحتوي على نسبة من الألياف الخشنة التي تنظف جدار الجهاز الهضمي من تراكم أي سموم وتساعد في هضم الطعام.
7- ضرورة استبدال الخبز الأبيض بالخبز الأسمر الذي لا يضاف إليه سكر حيث توجد به نسبة عالية من الردة "النخالة" تعطي إحساس بالشبع وتمنع حدوث سوء الهضم والإمساك.
8- تناول الفواكه والخضروات التي تساعد على الهضم قبل الوجبات بربع ساعة حيث تساعد على الهضم وممنوع منعا باتا أكلها أثناء أو بعد الوجبات.
9- عدم تناول الحلويات الشرقية بين الوجبات نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون الضارة التي تتراكم مع دهون اللحوم وتسبب أضرر بالغة للجسم وأصحاب الأمراض المزمنة.
10- استبدال الشاي والقهوة والمشروبات الغازية بالمشروبات التي تساعد على الهضم وحرق الدهون مثل البابونج والزنجبيل والشاي الأخضر والينسون.
11- لابد من الحركة أو المشي نصف ساعة يوميا على الأقل على أن يكون في الهواء النقي لتزويد الجسم بالأكسجين الضروري لعمليات الهضم وحرق الدهون مع ضرورة الإكثار من الماء.
وأخيرا، أوصى استشاري التغذية العلاجية والأعشاب، مرضى السكر والكبد والأوعية الدموية بمراجعة الطبيب التابعين له عند الشعور بأي انتكاسة أو أعراض جانبية مثل آلام الصدر أو الدوخة وسرعة ضربات القلب أو الشعور بعدم التركيز والدخول في غيبوبة.