أكد اللواء جمعان الغامدي، مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون الأمن ل«الشرق الأوسط»، أن الأمن العام وضع خططا مكتملة، ونعد من قدم للحج ضيفا زائرا يؤدي شعيرة، ولا يوجد لدى منسوبي الأمن أي سوء نية حيال أي حاج، إلا حينما يظهر من الشخص ما يؤكد ذلك، وسيجري التعامل معه حسب الموقف الذي يقوم به، ولدينا سيطرة على كل المواقع في المشاعر المقدسة، سواء من خلال الرصد التوثيقي أو الرصد الإحصائي. وجاءت تأكيدات اللواء جمعان ردا على سؤال حول إثارة بعض الشعارات في موسم الحج، حيث قال مساعد قائد قوات أمن الحج، إن الخطط التي وضعت مكتملة، ونأمل من كل القادمين لأداء مناسك الحج أن يمتثلوا لقول الله بعدم الرفث أو الفسوق أو الجدال في الحج، ونعمل من خلال توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالاهتمام بضيوف الرحمن وخدمتهم.
وعن الإجراءات التي يتبعها الأمن العام لرصد عمليات السرقة والنشل في المشاعر المقدسة، قال اللواء جمعان، إن الأمن العام وفر كل الإمكانات لذلك، وهناك نوعان من الرصد والمراقبة لهذه الجرائم، أولهما الرصد التوثيقي، من خلال توثيق كل موقع في المشاعر المقدسة، بالتعاون مع غرفة القيادة والتحكم، بتزويد الجهات المعنية بما يحتاجونه، والرصد الإحصائي يتمثل في العدد والأساليب الإجرامية ومواقعها، وتعمل من هذا الرصد المستمر كل الخطط التي تواجه مثل هذه الحالات، لافتا إلى أن عدد الكاميرات المنتشرة في المشاعر المقدسة يزيد على 5 آلاف كاميرا لرصد ومتابعة كل المواقع.
وأعلن اللواء جمعان خلال المؤتمر الذي عقد بمقر الأمن العام في مشعر منى، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط 50 مكتبا وهميا في عدد من المدن السعودية تروج لحملات وهمية، مشددا على أهمية البحث عن الشركات المصرح لها من خلال موقع وزارة الحج.
وعرج اللواء جمعان على دور شؤون الأمن الذي يعد من إحدى منظومات الأمن العام التي تباشر مهامها وتتكامل مع جميع القيادات الأخرى المشاركة من الأمن العام والجهات الأخرى، موضحا أن هذه الإدارة بها 4 قيادات، منها قيادة الأسلحة والمتفجرات، التي تغطي المشاعر المقدسة ومداخل مكة بفرق أمنية مدربة ومجهزة بأعلى التجهيزات، وكذلك قيادة الشُرَط، التي تغطي جميع المشاعر المقدسة بنحو 30 مركز شرطة، وهناك قيادة الضبط الإداري، التي تحتوي على 7 قيادات أهمها قيادات الدوري التي تغطي المشاعر المقدسة بنحو 400 دورية راكبة، و100 دورية بدراجات نارية، و60 دورية بالزي المدني، بالإضافة إلى دوريات للظواهر السلبية مثل ظاهرة المتسولين والباعة الجائلين.
من جهته، قال اللواء خالد قرار، قائد قوات الطوارئ الخاصة، إن مهام قوات الطوارئ التي توجد في جميع المواقع، بداية من المدينةالمنورة، تقوم بمساندة قوة الحرم المدني في تنظيم حركة الحشود الزائرة لقبر الرسول الكريم، والروضة الشريفة، بالإضافة إلى تنظيم الزيارة في البقيع، من خلال محورين، محور تنظيمي بإدارة الحشود، وآخر أمني في المدينةالمنورة.
وأضاف اللواء خالد أن وجود قوات الطوارئ في مكةالمكرمة يكون في الجهة الجنوبية للحرم المكي، عبر قوات تنظيمية لإدارة حركة الدخول والخروج، والتنسيق مع القيادة الموحدة لمعرفة القدرة الاستيعابية في الداخل، للتحكم من خارج الحرم وجعل الحركة انسيابية.
وأردف قائد قوات الطوارئ الخاصة، أن وجود إدارته في المشاعر المقدسة يتمثل في الوجود بمشعر عرفات، من خلال تنظيم الحركة في مسجد نمرة، وجبل الرحمة، وعين زبيدة، بالإضافة إلى القوات الأمنية الموجودة في المشعر، وفيما يخص مشعر مزدلفة، هناك قوة موجودة للتدخل الأمني أو التنظيمي، وكذلك مشعر منى، حيث إن هناك قوات أمنية منتشرة في جميع المناطق وتعمل على خدمة الحجاج، لافتا إلى أن أكبر قوة موجودة في منشأة الجمرات التي تحتاج إلى عملية تنظيم، مع تقديم الخدمات الإنسانية لكبار السن والمعاقين والأطفال.
وعن دور الأدلة الجنائية في الكشف عن الجريمة والأعمال التخريبية، قال اللواء أحمد زائد، قائد الأدلة الجنائية، إن دورنا يتمحور حول كشف غموض الجرائم في مسرح الحادث بمختلف أنواعها الإرهابية، أو جرائم القتل، حيث تنقسم إلى أقسام عدة منها: المختبرات الجنائية للكشف عن السموم والمخدرات والمتفجرات، وإدارة تحقيق الشخصية، التي من مهامها رفع البصمات وتصوير موقع الحادث، بالإضافة إلى إدارة التزييف والتزوير، وإدارة فحص الجرائم المعلوماتية، التي يتركز عملها في فحص الهواتف الجوالة وأجهزة الحاسب الآلي، وإعادة ما حذف من هذه الأجهزة.
وأشار قائد الأدلة الجنائية إلى أن الإدارة دُعمت هذا العام بمركبات مجهزة بكل التجهيزات الحديثة، التي تحتوي على مختبرات سريعة الفحص، ومقصورة متكاملة تقدر قيمتها بنحو 10 ملايين ريال، خاصة بإجراء عمليات التشريح السريع في المشاعر المقدسة، حيث تعد المملكة سادس دولة تمتلك هذه النوعية من المركبات.
وأوضح العميد محمد الشريف، قائد ركن العمليات بإدارة تنظيم المشاة، أن الخطة المدرجة لتنظيم المشاة تمر ب4 مراحل، بدءا بأيام التروية، تليها النفرة والتصعيد إلى عرفات، ثم التصعيد من مزدلفة إلى منى، ثم المرحلة الأخيرة المتمثلة في تسهيل عملية التعجيل لمن أراد التوجه إلى الحرم المكي.
وأردف العميد الشريف، أن من أبرز الأعمال التي تقوم بها إدارة تنظيم الحشود، هي تفتيت الكتل البشرية لضمان سلامة الحجاج، والعمل على منع عمليات الافتراش بالمشاعر المقدسة، وسحب الأمتعة أثناء عملية الدخول إلى أي مشعر، مع رصد ومنع أي تجاوزات.
وحول رصد الحجاج، ومنع تسرب المخالفين إلى المشاعر المقدسة، قال العقيد فهد المديهش، قائد مراكز الضبط الأمني، إن الضبط الأمني يعد الخط الأول للقادمين إلى المشاعر المقدسة، حيث قسمت مواقع رصد الحجاج إلى 5 مناطق، تتمثل في منطقة البهيدة، في حين تمثل باقي المناطق الجهات الأربع لمكةالمكرمة.
واستطرد العقيد فهد أن هناك مواقع أخرى ترصد من قبل الضبط الأمني، والمتمثلة في الطرق الجبلية والأودية التي قد تستغل من بعض الأشخاص في إيصال حجاج غير نظامين إلى المشاعر المقدسة، من خلال دوريات تعمل على مدار اليوم، وتقوم بفحص الحجاج المخالفين وتسليمهم للجهات المعنية.
ولفت قائد مراكز الضبط الأمني إلى أن الفرق الأمنية كانت تعمل على إغلاق المواقع بين الجبال والأدوية، وفي هذا العام عمد عدد من المواطنين، في خطوة تمثل حرصهم على البلاد إلى وضع حواجز لمنع دخول المخالفين المشاعر المقدسة، مما أسهم في إيصال أفراد الأمن إلى مواقع أخرى جرى التعامل معها.