أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ، أن التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة الآن لحشد المجتمع الدولى ضد التنظيم الإرهابى داعش هو التفاف على مجلس الأمن الذى فشلت خلاله الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى فى استصدار قرار بشأن سوريا يعبر عن ارادتهما بسبب الفيتو الروسى والصينى. وأوضح سلامة فى تصريحات خاصة "للفجر" أن ما جاء بالخطاب الذى القاه الرئيس الأمريكى باراك اوباما مؤخرا عشية الذكرى الثالثة عشر من أحداث الحادى عشر من سبتمبر ، والذى اعلن خلاله عن قيام الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربات عسكرية ضد تمركزات داعش فى العراقوسوريا، فى حد ذاته بصرف النظر عن تنفيذ ما به من تهديدات به خرق لمبدأين فى القانون الدولى، مبدأ عدم التهديد باستخدام القوة المسلحة لتسوية النزاعات ين الدول الأعضاء طبقا لميثاق الأممالمتحدة، ومبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأعضاء فى الأممالمتحدة طبقا لذات الميثاق.
وتابع: أن ميثاق الأممالمتحدة هو أهم صك فى مجال القانون الدولى ويعلو على ما عداه من اتفاقات ومعاهدات دولية أخرى، ومن ثم لا يجوز تخطى الاختصاص الأصيل والحصرى لمجلس الأمن فى ترخيص استخدام القوة المسلحة، مضيفا ، طبقا لمجلس الأمن فإن هناك حالتان فقط يجيز فيها استخدام القوة، وحق الدولة العضو فى الدفاع عن نفسها حال حدوث عدوان مباشر عليها، والأخرى هى التى يتصرف فيها مجلس الأمن وفقا لتدابير واجراءات الأمن الجماعى المنصوص عليها فى ميثاق الأممالمتحدة، والتى تتدرج من التدابير العقابية والزجرية وصولا إلى استخدام القوة المسلحة طبقا للفصل السابع من الميثاق.
واشار سلامة إلى عدم جواز قيام الولاياتالمتحدة سواء بشكل فردى أو جماعى من خلال قوات حلف الناتو أو من خلال تحالف دولى أن تقوم بأية عمليات عسكرية دون استصدار قرار من مجلس الأمن.
واضاف: هناك سوابق تاريخية مشابهة لمثل هذا السلوك أولا حينما قامت الولاياتالمتحدة بقيادة حلف شمال الاطلنطى عام 1999لتوجيه ضربات عسكرية بالطيران على القوات الصربية فى كوسوفو، دون ترخيص من مجلس الأمن الذى رخص تلك العمليات لاحقا عقب 79 يوما من القصف والأخرى ، حين قامت الولاياتالمتحدة بسيناريو مشابه عام 2003فى حربها ضد العراق دون ترخيص من مجلس الأمن الذى رخص تلك العمليات فيما بعد وطالب المجتمع الدولى بالتعاون مع القوات التى لم يسمها بقوات الاحتلال ، وإنما سماها بالقوات متعددة الجنسية بادارة العراق، مفسرا ذلك بأن مجلس الأمن هو كيان أمنى سياسى تحكمه الاعتبارات السياسية ، وتتحكم فيه الدول الخمس دائمة العضوية وسبق له وأن انحاز للأمر الواقع لاعتبارات سياسية.
كما أوضح سلامة أنه على الرغم من صدور قرارات من الأممالمتحدة عقب أحداث 11 سبتمبرلمجابهة الجريمة الارهابية ، من خلال الزام الدول الأعضاء بالتعاون الاستخبراتى واللوجستى لتجفيف منابع الارهاب والقاء القبض على العناصر المتورطة وحظر تمويل الجماعات الإرهابية، الا أن السلوك الأمريكى بالتهديد باستخدام القوة المسلحة ثم استخدامها وإن كانت تحت مزاعم الحرب على الإرهاب هو عدوان صارخ على الشرعية الدولية والأممالمتحدة التى من المفترض أن يحتكم إليها الجميع حتى لا يئول المجتمع الدولى إلى عالم فوضوى، مختتما حديثه قائلا: أن "اليانكى" الأمريكى يجنح بالمجتمع الدولى إلى فوضى.