وكالات أعلنت كييف أمس عن مصادقة وشيكة للبرلمان على اتفاق الشراكة التاريخي مع الاتحاد الأوروبي الثلاثاء المقبل والذي سيسري مفعوله في نوفمبر المقبل، بالتزامن مع عقوبات جديدة فرضتها واشنطن وبروكسل على أكبر بنك روسي وشركات دفاع وتجميد أرصدة عدد من كبار الساسة الروس.
وقال الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو بمؤتمر صحافي في كييف إن «المصادقة على هذا الاتفاق السياسي والتجاري ستكون لحظة تاريخية للبلاد». مشيراً إلى أن «الشعب الأوكراني واجه اختباراً صعباً في ممارسة حقه أن يكون أوروبياً»، في إشارة إلى النزاع الذي شهدته البلاد واستمر خمسة أشهر وأدى إلى سقوط أكثر من 2700 قتيل ونزوح عشرات آلاف الأشخاص.
وأوضح الرئيس الأوكراني أن اتفاق الشراكة سيدخل حيز التنفيذ في الاول من نوفمبر المقبل بعد المصادقة عليه في وقت متزامن الثلاثاء المقبل من البرلمانين الأوكراني والأوروبي.
وضع خاص
كما عبر بوروشينكو عن أمله في حصول بلاده على وضع خاص في حلف شمال الأطلسي (ناتو) من خلال الزيارة التي سيقوم بها الخميس إلى الولاياتالمتحدة.
وأعرب بوروشنكو الذي يحظى بتأييد الغرب عن أمله في حصول بلاده على «وضع خاص» كحليف للولايات المتحدة غير عضو في حلف شمال الاطلسي أثناء زيارته إلى الولاياتالمتحدة التي سيزورها في 18 الشهر الحالي.
وقال «بعد بضعة أيام سأذهب إلى الولاياتالمتحدة، حيث سنعقد لقاء مهماً جداً مع الكونغرس نأمل أيضاً الحصول في مستقبل قريب على وضع خاص كحليف (للولايات المتحدة) غير عضو في الحلف الاطلسي».
الحل العسكري
من جهة أخرى قال الرئيس الأوكراني إن حل الأزمة في بلاده لن يكون عسكرياً وعبر عن أمله في استمرار صمود وقف إطلاق نار «هش للغاية» في شرق البلاد.
وأضاف بوروشينكو أن «الحزمة الجديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا تؤكد التضامن الغربي مع كييف وتمهد الطريق لإقرار البرلمانين الأوكراني والأوروبي اتفاقية لترسيخ علاقات اقتصادية وسياسية أكثر متانة في 16 سبتمبر».
من جهته، أعلن حلف شمال الاطلسي أن حوالي ألف جندي روسي ما يزالون في شرق أوكرانيا في حين ينتشر عشرون ألفاً على طول الحدود. وأكد أن روسيا «تواصل تقديم معدات عسكرية متطورة لللانفصاليين».
تشديد العقوبات
في غضون ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات جديدة على أكبر بنك روسي وعدد من كبرى شركات الطاقة والتكنولوجيا الروسية الجمعة، لمعاقبة روسيا على دعمها الانفصاليين في أوكرانيا.
وفرضت واشنطن ضوابط مشددة على تمويل سبيربانك، اكبر بنك روسي، وشركة ترانسنفت العملاقة لخطوط الانابيب، وشركة لوكاويل النفطية، وشركات الغاز غازبروم وغازبرومنفت وسورغوتنفت غاز، ومجموعة روزتك الحكومية للتكنولوجيا.
كذلك شدد الاتحاد الأوروبي العقوبات على روسيا بسبب دورها في أزمة أوكرانيا وتشمل العقوبات قيوداً على توفير التمويل لأكبر البنوك الروسية وشركات الدفاع والطاقة وتجميد أرصدة عدد من كبار الساسة الروس وزعماء الانفصاليين في شرق أوكرانيا. وتأتي العقوبات بعد أسبوع من توقيع هدنة بين كييف والمتمردين المقربين من روسيا في شرق أوكرانيا.
انتقاد روسي
وفي حين يتراجع التصعيد ميدانياً بشكل غير مسبوق خلال خمسة اشهر من النزاع، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن العقوبات الاوروبية تشكل «إساءة» لعملية السلام.كما انتقد رئيس مجلس الدوما (مجلس النواب بالبرلمان) سيرغي ناريشكين العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على موسكو وأعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما لأنها غير واقعية.