أشاد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بالخطوة المهمة التي اتخذتها منظمة اليونيسكو، وهي تصويت الأعضاء بمنح فلسطين العضوية الكاملة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تنسجم مع قيم اليونيسكو، التي ظلت تنادي بها منذ تأسيسها، باحترام الدول والشعوب، وصون الحقوق، ورفض العدوان على الكرامة الإنسانية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها، اليوم الخميس، ولي عهد المملكة العربية السعودية بمقر اليونيسكو بباريس، أمام المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في المنظمة والجمهور، وفي حضور مدير عام المنظمة البلغارية أيرينا بوكوفا، والسفير محمد سامح عمرو المدير التنفيذي للمنظمة ومندوب مصر الدائم، وذلك في أول زيارة لولي العهد للمنظمة الأممية.
كما دعا اليونيسكو، امتدادًا لمبادرتها النبيلة في دعم الحقوق الفلسطينية، إلى تفعيل قراراتها الدولية، بشأن حماية المسجد الأقصى الشريف من التخريب، والاعتداء الإسرائيلي الذي يطاله كل يوم، وحماية كل الآثار والكنوز الحضارية، الغالية علينا جميعًا، في أرض فلسطين.
وقال: "ولا أنسى في هذا المقام أن أثمّن بكل تقدير لليونيسكو تخصيص احتفالية (اليوم العالمي للغة العربية)، مما يعني الوعي بقيمة اللغة العربية، وأهميتها الحضارية".
وأعرب عن سعادته بأن يكون متحدثًا على منصة منظمة اليونيسكو، هذه المنظمة العريقة، التي تستهدف الإسهام في صون السلم والأمن، بالعمل عن طريق التربية والتعليم والثقافة، لتوثيق عرى التعاون بين الأمم، والإسهام في تربية النشء على القيم الإنسانية المشتركة، وعلى مفاهيم ثقافة الحوار، والسلام، والتنمية، مما يحقق العيش المشترك.
وأضاف، أن المملكة العربية السعودية لم تكن غائبة عن اليونيسكو منذ نشأتها، إذ وقّعت على ميثاقها التأسيسي، واستمرت العلاقة معها حتى اليوم، حيث يولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اهتمامًا كبيرًا بتعزيز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مشيرًا إلى أن خادم الحرمين بادر بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات, وذلك من منطلق المبادئ والقيم الإسلامية المتمثلة في التسامح والاعتدال والحوار ونبذ العنف.
وشدد، على أن المملكة ظلت متمسكة بمبادئها بوصفها "مهبط الإسلام"، لتعلو وترتقي بشرف مكانتها فوق كل أشكال الصراعات، التي تشوه الدين وتمزق المجتمع.
كما أعرب عن امتنان المملكة لما تحقق خلال السنوات القليلة الماضية من النجاح في توثيق العلاقة بينها وبين اليونيسكو في مختلف اختصاصات المنظمة، وأخص بذلك تسجيل مواقع: مدائن صالح، الدرعية القديمة، وأخيرًا جدة التاريخية، في لائحة التراث العالمي.
واختتم - قائلًا: "أتمنى كل التوفيق في تحقيق الأهداف الإنسانية والأخلاقية التي ننشدها جميعًا في هذا الكون الفسيح".