قال مصدر عسكري ان ثلاثة اشخاص على الأقل قتلوا في اشتباكات بين طائفتين في مدينة طرابلس بشمال لبنان الجمعة عقب مظاهرات داعمة للمحتجين السوريين. واستخدمت في الاشتباكات قنابل يدوية وطلقات نارية بين سكان حي باب التبانة الذي تقطنه اغلبية سنية وحي جبل محسن معقل العلويين وهي الطائفة التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال بيان للجيش اللبناني "ان وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تدخلت على الفور حيث تعرضت لاطلاق نار سقط على اثره شهيد وجريحان من الجيش وهي تقوم حاليا بحملة مداهمات لتوقيف المسلحين واعادة الوضع الى طبيعته."
وقال المصدر ان القتيلين الاخرين مدنيان. كما اصيب اربعة اشخاص ولكن لم يتضح من اي جانب.
وحذرت قيادة الجيش انها "سترد بكل حزم وقوة على مصادر اطلاق النار من اي جهة كانت وانها لن تتهاون مع كل شخص يحمل السلاح او يحاول تعريض حياة المواطنين للخطر."
وقال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من منزله في مدينة طرابلس للصحفيين "ان توقيت ما جرى اليوم في طرابلس مريب ومن مسؤوليتنا امن المواطنين وامن الوطن ولذلك نؤكد ان السلم الاهلي خط احمر ولا مساومة على الامن اطلاقا ولا تراجع عن الانماء."
واضاف "لقد اعطيت التعليمات الصارمة للجيش والقوى الامنية لاتخاذ الاجراءات الحازمة والضرب بيد من حديد ويخطىء من يظن نفسه اقوى من الدولة ومن القانون او انه قادر على الافلات من العقاب. لهذا كلفت ايضا الاجهزة المختصة بالتحقيق بالحوادث التي حصلت اليوم."
وقال "انا على يقين بان هذا الامر سيوضع له حد هذا المساء."
وغالبا ما تشهد المنطقتان المتناحرتان اشتباكات ولكن احداث اليوم تأتي بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات على طول الحدود السورية ضد حكم الاسد.
وشهدت الحدود الشمالية للبنان بالفعل تدفقا للسوريين الذين فروا من هجوم عسكري في قرية تلكلخ الحدودية الشهر الماضي.
وكان العشرات من المتظاهرين خرجوا بعد صلاة الجمعة اليوم في ساحة النور بطرابلس وهم يهتفون ضد القمع السوري للاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة اشهر والتي تطالب بسقوط الاسد.
وتعد طائفة العلويين في لبنان صغيرة ولكنها اكتسبت قدرا من النفوذ السياسي خلال 29 عاما من التواجد العسكري السوري في لبنان والذي انتهى عام 2005.