قال اللواء ثروت جودة وكيل المخابرات الأسبق، إن تردى الأوضاع فى العراق فى الفترة الأخيرة، والاضطهاد الذى يتعرض له العراقيون السنة على وجه التحديد بسبب السياسات الطائفية لنورى المالكى رئيس الوزراء السابق، قد دفع بحليفته الكبرى إيران إلى التضحية به من أجل تهدئة الأوضاع وأضاف جودة، فى تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن المحاولات التى يقوم بها المالكى للعودة إلى منصبه مجددا ستبوء بالفشل، لأن الطرف الوحيد القادر على دعمه هم العراقيون الشيعة، ولكن ذلك متوقف على الدعم الإيرانى، مشيراً إلى أن إيران تخلت عن المالكى لأنه استنفز أغراضه. وحول الأوضاع فى العراق عقب رحيل نورى المالكى وتسمية حيدر العبادى رئيسا للوزراء فى العراق، أكد اللواء جودة أن هذا من شأنه تهدئة الأوضاع خاصة بالنسبة للعراقيين السنة الذين تعرضوا لاضطهاد وظلم كبير فى عهد المالكى، مشيرا إلى أن العبادى سيتجه إلى سياسات الاحتواء. وعن تطور العمليات الإرهابية التى يقوم بها تنظيم داعش الإرهابى، أوضح جودة، أن هناك تنسيق على محورين متوازيين المحور الكردى الأمريكى وذلك لحماية المصالح الأمريكية فى الشمال العراقى، وهذا ما يفسر الضربات العسكرية الأمريكية التى شنتها مؤخرا فى الشمال العراقى، ومحور الحكومة العراقية والادارة الأمريكية، مؤكداً أن كل تحركات أبو بكر البغدادى والذى يسمى نفسه خليفة المسلمين مرصودة بالأقمار الصناعية، إضافة إلى الأجهزة التى يحملها فى جسده والتى تبث اشارات توضح على وجه الدقة الأماكن التى يتواجد فيها ولو أرادت أمريكا قتله لقتلته وهذا فى حد ذاته دلاله على التنسيق الكامل بين البغدادى والادارة الأمريكية واختتم جودة حديثه قائلا: "إن نظام المحاصصة الدينية والعرقية التى تدار بها العراق هى السبب الرئيسى فى تردى الأوضاع الأمنية والسياسية ولكن يبدو فى الأفق انفراجة وذلك بسبب رحيل المالكى وسياساته الطائفية".