يبحث مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، مشروع قرار للتصدي لمتشددي الدولة الإسلامية، وذلك من خلال إضعافهم ماليا، ومنع تدفق المقاتلين الأجانب، والتهديد بفرض عقوبات على الذين يشاركون في تجنيد مقاتلين للجماعة ومساعدتها. ويسيطر متشددو الدولة الإسلامية على ثلث أراضي سوريا، واستولوا على قطاعات واسعة من شمال العراق منذ يونيو (حزيران)، وأعلنوا فيها الخلافة الإسلامية.
وقد أعدمت الجماعة الأسرى المسلمين غير السنة، وشردت عشرات الآلاف من الأشخاص، وتسببت في توجيه أول ضربات جوية أمريكية في المنطقة، منذ أن سحبت واشنطن قواتها عام 2011. وفي دفعة لتمويل عملياتها، استولت الجماعة على مئات الملايين من الدولارات من بنوك وسيطرت على خمسة حقول نفطية.
ويندد مشروع القرار، الذي أعدته بريطانيا وحصلت رويترز على نسخة منه، بالتجارة المباشرة أو غير المباشرة مع الدولة الإسلامية وجبهة النصرة - جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
ويهدد مشروع القرار بفرض عقوبات على كل من يفعل ذلك، ويدعو الدول إلى تقديم أسماء الأفراد والكيانات التي يعتقد أنها تدعم الجماعتين. ويحدد النص الأول لمشروع القرار، الذي ناقشه أعضاء مجلس الأمن، أمس الجمعة، زعماء الدولة الإسلامية، ليكونوا هدفا للعقوبات وتجميد الأموال وحظر السفر.
وقال سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة مارك ليال جرانت: إن التصويت على مشروع القرار قد يتم في وقت لاحق هذا الأسبوع. واستهدفت بريطانيا في باديء الأمر إصدار القرار بحلول نهاية الشهر، لكنها عجلت من خطتها بعد اندفاع مقاتلي الدولة الإسلامية نحو عاصمة المنطقة الكردية في العراق.
وقال دبلوماسيون بالأممالمتحدة - تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم - إن المجلس متحد فيما يبدو في مواجهة أكبر تهديد للعراق، منذ الإطاحة بصدام حسين في غزو قادته الولاياتالمتحدة عام 2003.
وتنظيم الدولة الإسلامية، الذي كان يعرف في السابق باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، مدرج منذ وقت طويل على القائمة السوداء لمجلس الأمن الدولي، ويخضع لتجميد الأموال وحظر السلاح، في حين أضيفت جبهة النصرة إلى القائمة هذا العام.
ومشروع القرار "يدعو كل الدول الأعضاء لاتخاذ إجراءات لمنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وكل الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات الأخرى المرتبطة بالقاعدة".
وسيطالب القرار خبراء الأممالمتحدة المكلفين بمراقبة انتهاكات العقوبات التي يفرضها المجلس على القاعدة برفع تقرير خلال 90 يوما، بشأن التهديد الذي تمثله الدولة الإسلامية ومصادر تسليحها وتمويلها، وتقديم توصيات باتخاذ إجراء إضافي لمواجهة التهديد".
ويندرج مشروع القرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، الذي يعطي المجلس سلطة فرض القرارات بالعقوبات الاقتصادية أو القوة العسكرية، لكن مشروع القرار لا يفوض باستخدام القوة العسكرية للتصدي للمتشددين.