السائقون: زيادة الأجرة رد فعل طبيعى على رفع اسعار السولار الركاب: القرار خاطئ وإنعدام الرقابة جعلنا فريسة سهلة للسائقين "دولة الميكروباص"، "عفاريت الأسفلت"،"دولة الشارع" تلك الوسيلة التى لا يمكن الاستغناء عنها فى التنقل بين المحافظات، حيث يتسع لنقل 14 راكب بشكل جعله وسيلة أساسية للتنقل تتوسط ما بين التاكسى وأتوبيسات النقل العام. وقد تنوعت مسميات الميكروباص بين المحافظات فبعضها يطلق عليه اسم "المشروع" والذى ينتشر فى محافظات الوجه البحرى و الإسكندرية نسبة لكونه "مشروع لتوظيف شباب الخريجين" من خلال منح قروض سهلة السداد للشباب لشراء ميكروباص كما يُطلق عليه البعض الأخر اسم "السرفيس". و يرجع أصل تسمية الميكروباص إلى الدمج بين " ميكرو - باص "أى الحافلة متناهية الصغر"، و كان أول ظهور للميكروباص من تصنيع شركة "فولكس فاغن" الألمانية في أوائل الخمسينيات من القرن الماضى ، وتوقفت شركة فاغن عام 1967 عن أنتاج هذا الميكروباص، بينما أستمر تصنيعه في البرازيل (سان باولو) تحت مظلة "فولكس فاغن" الأم. و بدأ أستيراد الميكروباص فى مصر مع بداية الستينيات، وبدأ استخدامه كوسيلة نقل عامة لأول مرة في أحياء الجيزة وخصوصاً "حي الهرم" ، ثم أنتشر استخدام الميكروباص بجميع أحياء القاهرة الكبري مع نهاية السبعينيات، و كانت أولي موديلاتها "الفولكس فاغن" تعمل بمحرك خلفي ذو نظام تبريد هوائي، وبوقود البنزين مما جعله غير اقتصادى للإستخدام التجارى ، ولجأ الكثيرين لتعديل المحرك ليعمل بالغاز الطبيعى إلى أن توفر المحرك " التويوتا" الديزل بدفع خلفى للعربة الذى تم تصنيعه فى اليابان وجعل السيارة تعمل بكفاءة أعلى عن سابقتها الفولكس فاغن . و تؤكد الإحصاءات بأن 2,5 مليون مصرى من بين 12 مليون مستخدم للموصلات يستخدون تلك "الميكروباص" يومياً فى التنقل لقدرته على الوصول لجميع المناطق ، مع رخص أجرته التى تختلف من مكان لأخر وتبدأ من 1إلى 10 جنيهات ، مما يجعله وسيلة مناسبة للطبقة المتوسطة. وقد واجهت دولة الميكروباص وسائقيه عدة ضربات وأزمات كان أهمها الزيادات المتتالية فى أسعار الوقود، وعدم توافره فى معظم الأوقات ، مما دعى السائقين الى زيادة أسعار الأجرة ، بنسب وصلت فى بعض المناطق إلى 100% وهو ما أدى إلى الدخول فى اضرابات عن العمل ومشاحنات مع الركاب والمسئولين بسبب تحديد تعريفة الركوب. ومن داخل موقف بنها العمومى رصدت "بوابة الفجر" مأساة دولة الميكروباص بعد زيادة أسعار الوقود الأخيرة حيث يقول سعيد إبراهيم على، مالك ميكروباص :" قرار السيسى برفع أسعار الوقود غير سليم ، حيث أن زيادة الجاز 70% كتير على الشعب لأن معظمهم بيسافر كل يوم للعمل بالقاهرة وهيصرف أكتر من20 جنيه على المواصلات قائلاً "ملحقناش ننفض هدومنا من التراب جاى تحطنا فى التراب أكتر". واكد ان هناك مشاحنات مع الركاب يومياً بسبب الأجرة التى لا تضع لها المحافظة تعريفة ثابتة قائلاً : أحنا تعبانين كنت بفول الميكروباص 50 لتر ب55 جنيه وصل ل90 جنيه فى" شرع مين دا حسبى الله ونعم الوكيل"، كان على السيسى أنه يأخد من الغنى ومن الشركات ورجال الأعمال اللى نهبين البلد مش الفقرا. ووجه رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسى قال فيها :"فين العدل ياسيسى اللى قولت عليه صدقناك وانتخبناك وأول ما جيت جيت على الغلبان ، أنا ماليش فى حسنى ولا مرسى انا عايز البلد تتعدل ،أحنا لسة شايلين الهم ومفيش جديد، نقابة السواقين ملهاش لازمة مفيش تأمينات ولا ضمان ولا مستشفى فين صندوق التكافل الاجتماعى فين التبرعات من سنة 98 فين الناس اللى اتحسبت على السرقة البلد دى هتفضل طول عمرها اللى فوق فوق مش حاسس باللى تحت لو عملنا 100 ثورة. واضاف طة سعد، سائق ميكروباص :" لو غلاء السولار عشان خاطر مصر مفيش مشكلة ولكن عايزين تعريفة ثابته نمشى بيها من المحافظة، بعد حساب زيادة السولار موضحاً انه يتحمل زياده بمقدار 14 جنيه فى الدور بجانب الكارته التى وصلت ل7 جنيه . وتساءل سعد : ليه الدولة عايزة تشيلنا الهم لوحدنا ، صفحية السولار زادتت 14 جنيه ،" مين اللى المفروض يدفع الغنى ولا الفقير ..فين العدل يابلد!! وفى جولة اخرى ل" الفجر" داخل موقف "ميكروباص" شبرا الخيمة بميدان المؤسسة الذى يضم أكثر من 7 خطوط "ميكروباص" تربط الميدان بضواحي شبرا الخيمة تعمل عليها عشرات السيارات، قال محمد صلاح، 25 سنة،- يعمل سائق على خط بنهاالقاهرة، منذ 5 سنوات- ، كان نفسنا الحاجة ترخص مش تغلى، مش مبسوطين بالقرار طبعاً كل السلبيات جاية علينا، والمسئولين قاعدين على مكاتبهم فى التكييفات وبيصدروا قرارات وأحنا اللى نشيل الهم، مطالباً بضرورة تواجد منشور بتعريفة الأجرة حتى لا تحدث مناوشات بين السائق والراكب . مؤكداً أن غلاء السولار أدى لغلاء زيوت السيارات حيث وصل سعر غيار الزيت الى 115 جنيه ، كما زاد سعر فردة الكوتش ل750 جنيه والتى يتم تغيرها كل 4 شهور. بينما قال أسماعيل فتح الله، 21 سنة – سائق - ، إن قرار رفع الأسعار يؤثر بالسلب على ثلاثة فئات بداية من مالك السيارة والسائق إلى المراطن راكب الميكروباص، وجميعها فئات محدودة الدخل ، مؤكدا أن الدولة فرضتت زيادة كبير بقيمة 70 قرش يتحملها السائق والراكب الغلابة، والسيسى بيقول عشان اقتصاد البلد ، يعنى هى البلد متنهضش غير على حساب مواطن غلبان زيى يشوف الناس اللى معاها مليارات واللى ماسكة اقتصاد البلد، هو جاى علينا أحنا اللى مراتبتنا معدومة". وبدوره يقول صابر أحمد، - سائق ميكروباص منذ 15 عام - ، "السيسى جاى علينا ، بيزود على السائق اللى بيزود على المواطن ، فالمواطن الغلبان هو اللى بيشيل التمن فى البلد دى مش الغنى، مكنش المفروض يصدر قرارات ذى دى فى طرق تانية عشان ندخل فلوس للبلد يجيب فلوس حسنى مبارك اللى سرقها وفلوس الناس اللى هربت". وعن نقابة السوائقين ودورها قال: ملهاش دور خالص سيبانا نأكل فى الزباين والزباين تأكل فينا، طالبنا المحافظ بوضع منشور بتعريفة معينة للركاب حتى يكونوا متقبلين غلاء الأجرة، موضحاً أن أكثر المشاكل التى يواجهوها فى المهنة هى المواقف العشوائية اللى مموته الموقف العمومى مبقناش نشتغل غير دور واحد وهما بيعملوا 3 أدوار من غير كارته او سرافيس. فى حين وافق الحاج عبد الهادى،أحد السائقين، على رفع الأسعار قائلا:" بلد داخلة فى متاهات وواقعة.. لازم أنا استحمل والشعب يستحمل عشان نقوم ، اللى أحنا فيه دا مش سببه السيسى هو تراكمات لسياسات حكومية سابقة، البلد هتجيب منين لازم الشعب يتحمل . ومن جانبه رأى مصطفى أحمد، أحد ركاب الميكروباص، الذى يعتبره وسيلته الأساسية للذهاب إلى عمله فى القاهرة بشكل يومى منذ خمسة سنوات، إن رفع الأجرة جاء نتيجة لسياسات خاطئة فى رفع سعر لتر السولار 70 قرش ، مؤكدا أن السائقين يرفعون الأجرة بالكم الذى يريدونه لعدم وجود رقابة عليهم فيكون المواطن هو الضحية لسياسات الدولة وجشع السائق، قائلاً :أنا موظف لدى ألتزماتى وأسرتى والميكروباص هو وسليتى الأساسية ليه أدفع كل يوم 20 جنيه على المواصلات" . مضيفاً :نحن الركاب الجزء الضعيف، وإذا رفضت دفع الأجرة السائق سينزلنى، فأصبحنا فريسة سهلة للسائق ، والحكومة سيبانا لبعض بدون رقابة ، مشيرا إلى أن هناك العديد من الشركات والمصانع التى تأخذ دعم ولم تفعل الدولة معاها شيئ وكان الأولى بها إلغاء الدعم عنها بدلاً من قطعه عن المواطن البسيط.