هبة الشاذلي ينتظر شهاب ظهور النتيجة في قلق وتوتر تعيشه معظم البيوت المصرية وقت إعلان نتيجة الثانوية العامة، وفي منتصف ليل الأثنين، رن هاتف المنزل وقام شهاب ليرد "مبروك يا شهاب أنت الأول على الثانوية العامة للمكفوفين".. هكذا علم شهاب نتيجته من وزير التربية و التعليم محمود أبو النصر، والتي كانت مفاجأة غير متوقعة له. وعمت الفرحة منزل شهاب الدين محمد، الأول على الثانوية العامة للمكفوفين، والطالب بمدرسة طه حسين الثانوية للمكفوفين، لتسعد أسرته الصغيرة المكونة من والده ووالدته وأخوه الأكبر، بنتيجة الابن المتفوق، الذي حصل على المركز الأول على طلاب الثانوية العامة من المكفوفين بمجموع 393 درجة من 410. وتحدثنا مع شهاب لنعرف منه سر تفوقه وتميزه وكيف تغلب على الصعوبات التي تواجه طلاب الثانوية... * هل توقعت بأنك ستكون الأول على الثانوية العامة للمكفوفين؟ - كنت أتوقع أكثر من شيء، وخاصة بأن نظام الثانوي الحديث يفرض ذلك بكثرة التوقعات وعندما جاءت الامتحانات صعبة، قلت توقعاتي وكثرت تمنياتي. * كيف كنت تذاكر؟ - كنت أعمل دائما على تنظيم وقتي لتحقيق الهدف وتخصيص وقت إضافي للمواد التي كنت ضعيف بها لمحاولة تسهيلها عن طريق تلخيص الدروس أو وضع أسئلة لمذاكرتها، وكنت فى دراستي اعتمد على الفهم أكثر من الحفظ خاصة في الثانوية العامة. * ما رأيك بالنظام الحديث للثانوية العامة؟ - بالرغم من كثرة المواد فيه وزيادتها واستمرار الامتحانات يوميا، إلا أنه أهون من النظام القديم لأن التعب والمجهود الدراسي يتمركز في سنة واحدة فقط. * ما هي الكلية التي تريد الالتحاق بها ؟ وماذا تريد أن تكون في المستقبل؟ - أريد الالتحاق بكلية الألسن.. وأتمنى أن أكون مترجم أو أن أصبح معيد بالكلية. * هل للمدرسة دور فعال في دراستك؟ أم كنت تعتمد على الدروس الخصوصية؟ - المدرسة لم تقصر في دورها وكنت أذهب إليها دائما لحضور الحصص، ولكن في الثانوية لم أكن أذهب كثيرا للتفرغ إلى المذاكرة لبعدها عن المنزل، ولم أرغب بتضييع الوقت ولكنى ذهبت باستمرار في الفصل الدراسي الأول، ولم أذهب في الفصل الدراسي الثاني، لأني كنت اعتمد على مذاكرتي في المنزل بالإضافة إلى الدروس الخصوصية. * هل كنت تتابع الأحداث الجارية أثناء دراستك؟ وهل كان لها تأثير عليك؟ - كنت دائما أتابع الأحداث ومهتم بها، لأنه لا أحد يستطيع أن ينفصل عنها، ولكنى في فترة الامتحانات قللت من متابعتي للأحداث لأنها لم تفعل لأحد شيئا، ولكنى أرى بأنه يجب علينا الالتفات إلى مصلحة البلد وهى المصلحة العليا وعدم الانحياز إلى فصيل معين لكى نخرج من الأزمة الراهنة. * هل توجد سلبيات في مدرسة المكفوفين؟ وما هي رسالتك للمسؤولين عنها؟ - للأسف الشديد هناك إهمال وعدم اهتمام سواء من الحكومة أو المسؤولين عن التربية الخاصة، وكنا نعانى من مشاكل كثيرة أهمها الكتب الدراسية، وكانت تأتى متأخرة جدا سواء في سنوات النقل أو الشهادة لدرجة أننا ندرس بدونها حتى شهر ديسمبر، كذلك الأدوات والأجهزة المستخدمة في الدراسة بالمدرسة فهي قديمة ومستهلكة وقامت بتعطيلنا في الدراسة، وهى من الاسباب التي تجعلنا نهمل المدرسة، وقمنا في السنة الماضية بالذهاب إلى وزارة التربية والتعليم للمطالبة بالكتب الدراسية بعد تأخرها وجاءت لنا في اليوم الثاني. * هل تعرضت للإحباط من المحيطين بك بشأن صعوبة الثانوية العامة؟ - كان الإحباط قديما بشأن نظام الثانوية القديم، وكان جميع الطلاب يعانون من طول مدة الدراسة، ولكن في النظام الحديث كان التشجيع مستمر بالنسبة لى أنا وزملائى والتفاؤل كان مهم جدا بالنسبة لنا للوصول لهدفنا بعد سنة واحدة من التعب. * ما هو دور والدتك في دراستك؟ وكيف كانت مساعدتها لك؟ - أمى صاحبة الفضل عليا منذ يوم والدتى وهى تساعدنى بكل الطرق، وخاصة فى المراحل التعليمية وهى تبحث عن أماكن لدراسة المكفوفين وتحرص دائما أنى لا أقل عن أحد فى شئ، وكانت دائما تساعدنى فى الذهاب إلى المدرسة إلى أننى أصبحت أذهب بمفردى، وقامت بمساعدتى بطريقة أخرى، وهى طباعة الكتب على طريقة برايل وهناك مراكز معينة تقوم بطباعة الكتب على هذه الطريقة، وكانت أمي تذهب إليها وتساعدنى فى المذاكرة وتقرأ لى كتب "مبصر" وكانت تقوم بتحميل برامج من على الانترنت لمساعدتى فى المذاكرة. وآسف كثيرا لما يتعرض له المكفوفين أو المعاقين بصفة عامة من إهمال خاصة من المسئولين والإعلام بجميع أنواعه سواء مقروء أو مسموع أو مرئي، وعدم اهتمام الجهات الحكومية بهم أو الاهتمام بقدراتهم وانجازاتهم وتفوقهم في أى من المجالات سواء رياضية أو ثقافية وما يمكنهم تقديمه للمجتمع، وأكاد أجزم أنه لا يوجد أى من المؤسسات الحكومية تقوم بالاهتمام بالمكفوفين إلا المؤسسات الخيرية التى تقوم بتوفير احتياجتهم.