دقت ساعة الاختيار ، وأصبحت المسافة بيننا وبين أول انتخابات رئاسية حقيقية فى مصر أسابيع قليلة ، انتخابات حقيقية بعد أن كانت أشبه بمسرحية مدرسية فاشلة خلال الستون عاماً المنقضية، لأول مرة سنخرج أنا وأنت لنختار الرجل الذى سيجلس على كرسى الحكم ، وسيكون الفيصل والقرار النهائى لصندوق الانتخابات بعد أن ظل الصوت الأعلى لسنوات طويلة ل"باريه العسكرى الكاكى".. لن أخفى عليك أنني حتى كتابة هذه السطور لا اعرف إذا كانت الانتخابات الرئاسية ستتم أم أنها ستكون بالنسبة لنا أضغاث أحلام ، ولكنني سأكون حسن النية ،وأقنع نفسى بأنها ستكتمل وستكون شريفة ونزيهة وستأتي بالرجل الذى سيختاره الشعب ليحكمنا أربع سنوات قادمة هى عنق زجاجة بالنسبة لنا جميعاً، فبعد استبعاد العشرة مرشحين إياهم من قبل اللجنة الانتخابية ، لم يعد صعب على أى شخص أن يعرف أن المنافسة ستكون مقصورة بين عمرو موسى والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ، هذا رغم إحترامى الشديد لفردة الإستبن التى تجهزها جماعة الأخوان كبديل بعد استبعاد خيرت الشاطر من ماراثون الرئاسة ، وهو ما يجعلنى أشفق على الرئيس القادم لمصر لأنه سيكون أول رئيس نجرب معه طعم الحرية الذى حرمنا منه لسنوات ، ويدفعنى فضولى لطرح مجموعة من الأسئلة على الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والسيد عمرو موسى حول ما ينتظرهما إذا فاز أحدهما بمنصب رئيس الجمهورية ، فهل سيقبل احدهم أن يضرب مثلاً بالطماطم إذا ما أتخذ قراراً ما لم يرضى الشعب عنه؟ ، وماذا سيكون موقف كل منهما إذا ما قرر الشعب محاصرة منزل احدهما لتغيير موقفه من قانون ما أو فى حالة حدوث أزمة فى السلع التموينية أو الغاز والبنزين؟ ، وهل إذا حدثت أزمة فى البنزين مثلا سنجد أى منهما يقف معنا فى نفس الطابور للفوز بتعبئة نصف تنك سيارته أم أنه سيستغل سلطاته لتفويل تنك سيارته بالكامل؟ ، وهل سيوافق أى منهما على أن تتحمل ميزانية الدولة أطقم الحراسة الخاصة به وبأفراد أسرته ، أم أنه سيدفع هذه التكلفة من جيبه الخاص؟ ، وأين سيقضى كل منهما أجازة الصيف ، فهل سيذهبون للساحل الشمالى أم سيختارون منطقة جديدة تصبح مصيف رئاسى على غرار ما فعله مبارك بشرم الشيخ؟ ، هل يتصور أى منهما أنني وغيرى لن نسمح بفكرة تشريفة السيد الرئيس ،التى كانت تحبسنا داخل سيارتنا بالساعات ، لمجرد أن السيد الرئيس يذهب لإلقاء كلمة بمجلس الشعب ، أو ينوى حضور مبارة مهمة مع المنتخب الوطنى ، أم أنهما سيقبلان بأن تتجاور سيارتهما مع سيارات المواطنون ووسائل النقل الأخرى من ميكروبا صات وأتوبيسات للنقل العام وتاكاتك؟ ! وهل سيعاملان أبناؤهما كأبناء موظفين فى الدولة، أم سيضع أولادهما على رؤوسهم ريشة ، ويتعاملون بنفس منطق جمال وعلاء مبارك ، ونجدهم يهتفون داخل غرفة ملابس الفريق القومى "زى ما قال الريس منتخبنا كويس"؟ وقبل كل هذا هل سيقبلان بالنقد الذى ستتبناه صحف المعارضة تجاه تصرفاتهما وسلوكهما ، أم أنهم سيحاولان الرد من خلال الصحف القومية مستغلين سيطرتهما على هذه الصحف؟ ، وهل سنجد رؤساء تحرير ملاكى لهما ، يرافقانهما فى جميع رحلاتهما ، أم سيتعاملان مع كافة رؤساء التحرير بحياد شديد؟ ، وقبل هذا هل سيتحول تليفزيون الدولة إلى نشرة إخبارية تخبرنا فقط عن نشاطات السيد الرئيس دون نقده أو حتى عرض أراء معارضيه؟ ، ومن ستكون الحاشية الخاصة بهما؟ ، فهل سيصنعون نماذج مشابهة لصفوت الشريف وفتحى سرور وأحمد عز وقبلهم زكريا عزمى ، أم أنهم سيختارا بطانة صالحة تحذرهما من الانغماس فى ملذات الحكم؟ ، هل يستعد أى منهما لتقديم استقالته ورحيله بمجرد حدوث كارثة لا قدر الله مماثلة لكارثة العبارة أو حتى مشابهة لكارثة إستاد بورسعيد ،أم سيلقيان باللوم على أجهزة ووزارات أخرى؟ ، وهل سنعرف للمرة الأولى فى تاريخنا المرتب الحقيقى لرئيس الجمهورية ، أم سيظل الموضوع سراً حتى لا يصاب بالحسد؟ ، وهل سيقبل أى منهما هدايا امراء وشيوخ الخليج ، أم سيتنازلا عنها للدولة لأنهما لا يستحقها من الأساس ،فهو حصل عليها لأنه رئيس مصر لا اكثر ولا أقل؟ ، وهل ستكون للسيدة الأولى دور فى حياتنا ، فتتحول بين يوم وليلة لطنط فلانة أو الأخت علانة ، بعد أن كرهتنا سوزان مبارك فى كلمة "ماما" ؟! وهل ستصبح أى منهن الراعى الرسمى للمكتبات وحقوق المرأة أم ستختفيان ويقتصر حضورهن على الاحتفالات بثورة يناير؟ ، وهل إذا فاز عمرو موسى سيجعل من شعبان عبدا لرحيم مطرب الرئيس أم سيبحث عن خليفة لمحمد ثروت؟ ، ! وهل سيفكر عبدالمنعم أبو الفتوح فى حمزة نمرة أم سيجعل من سامى يوسف مطربه المفضل؟ ! وهل سنجد صورة كبيرة لأي منهما فى أي مصلحة حكومية وداخل أقسام الشرطة ، أم أنهم سيمتنعان عن التصوير خوفاً من حرق هذه الصور فيما بعد؟ ، الأسئلة كثيرة ولكنها مهمة بالنسبة لنا جميعاً ، حتى نستطيع تحديد "شاسيه" الرئيس الجديد الذى سنجرب فيه الحرية خلال أول أختبار حقيقى لها ، وفى الحقيقة لو أن السيد عمرو موسى أو عبدا لمنعم أبو الفتوح يفكران لخمس دقائق فقط بعيداً عن فكرة الجلوس على الكرسى سيكتشفان أنهما مقبلان على خازوق الرئاسة وليس كرسى الرئاسة ، والله الموفق والمستعان ! فواصل • قرأت لأحمد حلمى كتابه الجديد "28 حرف " فوجدتني أمام اسلوب كتابة رشيق ومميز ،لا يختلف عن شخصية حلمى فى أفلامه ، فعبارات حلمى وأسلوبه فى تناوله لموضوعات المقالات يشعرانك بأنك أمام شخص يحدثك عن قرب ، ولكن الشئ الوحيد السلبى فى الكتاب هو تصدر صورة حلمى له ، وكنت اطمح أن يراهن حلمى على مضمون الكتاب لينجح ،أفضل من رهانه على نجوميته لتحقيق مبيعات ! • حلقة هالة سرحان فى "ناس بوك " مع حمدين صباحى المرشح لرئاسة الجمهورية كانت نموذج للتعرف على برنامج المرشح الرئاسى ، وفكرة استضافته بصحبة مجموعة من حقائبه الوزارية تمنحنا مزيداً من المعلومات عن أسلوب وتفكير مرشحى الرئاسة ، ولكن السقطة الوحيدة فى الحلقة أن هالة سرحان كانت تحاور صباحى وهى مقتنعة مائة فى المائة بأنه سيسقط فى الانتخابات القادمة ! • خيرى رمضان كسر تابوه البرامج السياسية عندما قرر ان يكون ضيوف برنامجه "ممكن" مجموعة من بسطاء الشعب المصرى ،اللذين تحدثوا على الفطرة عن أحلامهم وأوجاعهم ونظرتهم للمستقبل أفضل من ضيوف كثيرين تكتظ بهم البرامج المسائية بشكل يومى • جيهان عبدالله من الأصوات التى تمنحك طاقة غير عادية ، تخرجك من حالة الإحباط التى تسيطر عليك وأنت حبيس سيارتك أو أى مواصلة تدير مؤشرها على نجوم fm ، وعودة برنامج احلي سبعة الساعة سبعة انتصار لحق الراكب الذى أصبح بينه وبين البرنامج عشرة بصوت جيهان فقط ! • لا يستطيع أحد أن ينكر أن سيرين عبدا لنور ،مثيرة فى دور روبى ، ولكن ما يجب أن تعلمه سيرين جيداً أن الأنوثة أدب مش هز أرداف فى البيبى دول !!