كما عودتنا صحيفة "العرب" القطرية، في اعتمادها "أنصاف الحقائق" وتجاهلها النصف الآخر، نشرت اليوم الأحد ما يفترض أنه نقل عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وقد استسهلت "العرب" كعادتها خداع القراء، إلى درجة أن تنسب إلى الصحيفة البريطانية كلاماً لم تقله في موضوعها عن مونديال قطر 2022. فيما يلي نورد الاختلاف بين أوردته "العرب" وما ورد فعلاً في الصحيفة البريطانية. تساءل ووعد تستهل "العرب" مقالها المنقول عن "ديلي ميل" بقولها: "مع قرب إسدال الستار على مونديال البرازيل، ستتجه أنظار العالم قريباً إلى مونديال روسيا 2018 ومونديال قطر 2022، اللذين يعدان بالكثير على صعيد المنشآت المتطورة لخدمة كرة القدم العالمية". لكن "ديلي ميل" لم تورد تعبير " يعدان بالكثير"، بل على العكس تماماً تساءلت عما "إذا كان بوسع الدولتين (روسياوقطر) اللتين ستستضيفان المونديال بعد البرازيل، أن تصلا إلى النتيجة الملفتة للأنظار التي حققتها البرازيل". كما عنونت الصحيفة البريطانية مقالها ب "قطر مستمرة في بناء مدرجاتها، ولكن هل سيتمكن اللاعبون من اللعب هناك على الإطلاق، في ظل تفاقم الجدل حولها؟"، في تساؤل تام، لا وعد بأي إنجاز من الجانب القطري. أما عنوان العرب القطرية فكان للمفارقة: "الديلي ميل: ملاعب قطر ستذهل العالم".
محاولة للإبهار وتواصل "العرب" قولها: "أبرزت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ملفاً عن مدرجات مونديال قطر 2022 الجديدة، والتي اعتبرتها نقلة في تاريخ كرة القدم العالمية، لما تحويه هذه المنشآت من تكنولوجيا متطورة، سوف تساهم في حث اللاعبين على بذل كل ما بوسعهم خلال المباريات الرياضية". بيد أن "ديلي ميل" تشير إلى أن "محاولات قطر لإبهار مشجعي كرة القدم حول العالم، بالمدرجات المتطورة التي تنشئها اليوم، لم تدخل قيد التنفيذ بعد"، وهو أيضاً يناقض تماماً ما أوردته صحيفة "العرب". تعبير "تذهل العالم" يبدو أنه فات محرري الصحيفة البريطانية إيراده في نص الخبر. تحقيقات و"مثالية" وتتابع "العرب": "كما نوهت الصحيفة(أي ديلي ميل) بالإمكانيات الكبيرة التي توفرها هذه المدرجات لجماهير كرة القدم، بالاستمتاع بالتشجيع وسط أجواء مثالية، يتم التحكم بها وفق طبيعة الطقس".
والواقع أن "ديلي ميل" استنكرت محاولات قطر بناء هذه المدرجات، بقولها: "رغم التحقيقات الجارية بخصوص مجريات التصويت بمجملها، وبخصوص الأوضاع المزرية التي يعاني منها العمال الأجانب، ومشكلات بأجهزة التكييف في المدرجات، إلا أن قطر ماضية في استعداداتها لكأس العالم 2022، قبل الوقت بكثير". صيف قطر وتزعم "العرب" أن الصحيفة البريطانية أشارت إلى "المجهودات الكبيرة التي تبذلها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، في استعراض إمكانيات قطر باستضافة مونديال 2022 في أي وقت تحدده الفيفا، خاصة مع النجاح المذهل خلال عرض المباريات في منطقة المشجعين بكتارا، والتي تم استخدام بعض تطبيقات التحكم بالطقس في الأماكن المفتوحة، والتي نالت استحسان الجماهير الغفيرة التي تابعت مباريات المونديال في أجواء احتفالية رائعة". لكن ما أشارت له "ديلي ميل" فعلاً هو أن قطر "تحرز تقدماً في هذا الصدد(أي بشأن مشكلة الطقس)، مع تقارير تفيد باستعمال مراوح تبريد لأولئك الذين شاهدوا مباريات كأس العالم الحالية، في القرية الثقافية بكتارا ومؤسسة أسباير زون في الدوحة"، دون إشادة ب "مجهودات كبيرة تبذلها اللجنة العليا للمشاريع والإرث"، ولا تثمين ل " استعراض إمكانيات قطر باستضافة مونديال 2022 في أي وقت تحدده الفيفا". كما ذكرت "ديلي ميل" أن "اتحاد اللاعبين" شجع أعضاءه "على عدم المشاركة في مونديال 2022، إذا جرت المباريات في "صيف قطر"، حتى وإن جرى تركيب أجهزة تكييف في المدرجات". تجاهل وتتجاهل "العرب" إشارة "ديلي ميل" إلى أن "مخططات قطر لكأس العالم 2022 لوحقت بالجدل، منذ فوز هذه الأخيرة بالتصويت الذي عقد في ديسمبر(كانون الأول) 2010، بسبب اتهامات بالفساد في عملية التصويت". وتضيف الصحيفة أن "المدرجات التي تبنيها قطر حالياً، ووجهت باتهامات حول عدم توفير طعام ولا ماء كافيين لعمال البناء". وفي المجمل، تقول ديلي ميل: "تعتزم الدولة النفطية الصغيرة إنفاق حوالي 140 مليار دولار على إنشاء سكة حديدة، ومطار جديد، وميناء بحري، ناهيك عن مئات الكيلومترات من الطرق الجديدة، إلى جانب العديد من المدرجات التي ستستضيف المباريات". ويعرف عن صحيفة "العرب" القطرية الإخوانية تحريفها الدائم للوقائع، واستخفافها بعقول القراء، وكانت آخر فضائحها، قبل فضيحة ديلي ميل هذه، هي فضيحة "المعتقلين القطريين في الإمارات" حيث أوردت وقائع من صحف "أجنبية" مثل نيويورك تايمز، بوصفها تدعم مزاعمها بوجود "تعذيب" لقطريين في الإمارات، ليتضح أن التقرير قديم ولا صلة له بالتعذيب لا من قريب ولا من بعيد.