هاجم الروائي يوسف القعيد، الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، معتبرا إياها معادية للرواية، ومكرسة لاغتيال ما دعاه بالكتابة الروائية العربية. واكد القعيد في تصريحات لصحيفة "عكاظ السعودية"، أن البوكر تندرج ضمن منظومة جوائز تعادي الكتابة الروائية الحقيقية، وتشجع على كتابات جديدة علاقتها محدودة للغاية بأصول كتابة فن الرواية، والهدف النهائي هو اغتيال ما يسمى بالكتابة الروائية العربية، ولست معنيا بجائزة البوكر على الإطلاق، ومن ثم لا أهتم بمن يتقدم أو يفوز بها".
وأضاف أنني في غاية الحزن والأسى لارتباط البوكر بدولة غربية؛ لأن فكرة استيراد جائزة كهذه يمثل عارًا علينا نحن العرب، والأجدر بنا أن نؤسس جائزة تمثلنا كعرب وفق تقاليد أدبية وعلمية رصينة ومعتبرة، ونرصد لها مبلغا ماليا يتناسب مع مكانتنا الإبداعية والمعنوية.
وحول أسباب تكالب الكتاب، سواء أكانوا روائيين أم غير روائيين على المشاركة في الجائزة، قال: "كل شخص مسؤول عن اختياراته ومسؤول عما يؤمن به، ولا ألزم أحدا بما ألزم نفسي به تجاه قواعد كتابة ونشر الرواية، لكن هناك من يتعمد نشر رواياته بتواريخ مختارة كي يكون له حق الاشتراك في البوكر.
وأعرب عن انزعاجه من اهتمام وسائل الإعلام بهذه الجائزة كأنها نوبل جديدة، رغم أنها جائزة بلا تقاليد، وإذا كان ثمة من تقاليد مدعاة، فهم يعبثون بها بلا ضابط، وأنا لم أتقدم لها ولم أسمح للناشرين الذين أرتبط بهم أن يرشحوني لها على الإطلاق، ولا أعترف بالبوكر كجائزة لافتقارها إلى التقاليد الحقيقية، ولا تمنح للكتابة الروائية الحقيقية، لكنها تمنح لتقاليع روائية"، وعن المقصود ب"التقاليع الروائية"، قال: "هي النصوص الكاذبة التي تفتقر إلى القيم الجمالية للفن"، وتساءل: ما قيمة البوكر حتى ندور في دائرتها من السنة إلى السنة؟.
وقال: "إذا كانت قيمتها في ترجمة الأعمال الفائزة، فجائزة نجيب محفوظ في الجامعة الأمريكية في القاهرة تترجم أعمال الفائزين بها، وإذا كانت قيمتها في المبلغ المالي الذي يحصل عليه الفائز، فهو لا يستحق أن يعكف المرء على كتابة رواية ليشترك فيها، وليس أدل على افتقار تلك الجائزة لمعايير النقد الأدبي في التحكيم، وعدم موضوعيتها من هذه الناحية، من اختيار الدكتور جلال أمين أستاذ الاقتصاد المصري لرئاسة لجنة التحكيم العام الماضي، وهو رجل ليس له علاقة على مستوى الكتابة بالأدب أوالنقد الأدبي أو الرواية".!