أقدم غابة مطيرة على الأرض

هي غابة تامان نيجارا والتي تقع في الوسط من شبه الجزيرة الماليزية وهي قديمة جدًا بحيث تبدو غابات الأمزون بجوارها وكأنها مزروعة حديثًا. تُعد هذه الغابات من الحدائق الوطنية في ماليزيا ويُقدر عمرها ب 130 مليون سنة حتى أن العلماء يتوقعون أنها واجهت العصر الجليدي الذي مر على الأرض منذ قرون من الزمان

وليس من المفاجئ أن نجد أن الحيوانات والنباتات الموجودة في هذه الغابات لا مثيل لها على الأرض فهي تحتوي على 14000 نوع من النباتات المختلفة و 400 نوع من الحيوانات و240 نوع من الأشجار النادرة وفي وسطها يمر النهر الذي أمد الحياة لهذه الغابة الكثيفة
يتوقع البيلوجيين بعد الكثير من الدراسات أن هذه الغابة نتجت من غرق ماليزيا تحت سطح المياه في العصر الجوراسي حيث تكونت الصخور الرسوبية والحجر الجيري والأرض الخصبة اللازمة لنمو أقدم غابة على الأرض كما أنها تحوي العديد من الكهوف التي تضم العديد من الحفريات الهامة التي تُعد مادة بحثية قيمة جدًا للعلماء
تُعد القوارب الخشبية هي وسيلة المواصلات الوحيدة المتواجدة في الغابةحيث التنقل بها عبر نهر تيمبلنج وروافده وهذه القوارب تُعرف عند السكان الأصليين باسم “perahu” والعجيب أنها أيضًا نفس وسيلة المواصلات التي كانت مستخدمة منذ أكثر من مائة عام ويُقدر المؤرخين أن الناس استوطنوا العيش بجوار النهر في هذه الغابات القديمة منذ 2000 عام حيث تواجدت بعض التحف البرونزية على طول النهر
يُسمى السكان الأصليين للمنطقة ب (Orang Asli) وتعني السكان الأصليين وهؤلاء السكان ينتمون إلى قبيلة نيجريتو والتي سكنت ماليزيا منذ أكثر من 10000 عام
يعيش السكان في الغابة في تجمعات صغيرة من 10 إلى 30 فرد ولا يزالون يعتمدون في طعامهم على الصيد والطبيعة إعتمادًا كليًا كما أنهم يتنقلون من فترة إلى أخرى في الغابة بحيث يعطونها فرصة للتجدد

ولا يزال السكان الأصليين يستخدمون الرماح والسهام في صيدهم ويأكلون الطيور والحيوانات والأسماك من النهر كما أنهم قاموا ببعض التطوير في وسائل صيدهم عن طريق عمل الأفخاخ أو استخدام أعواد النفخ المسننة مع السم كما يستخدمونها بدون السم في التقاط الفاكهة عن الأسجار وصيد الأسماك
وأخيرًا يأتي تدخل الإنسان الذي يفسد على الطبيعة جمالها حيث يزداد هذه الأيام أعداد السائحين الذين يتوافدون على الغابة والذي من المتوقع أن يؤثر سلبًا على الطبيعة في الغابة وحيواناتها وطيورها