"تلقيت دعوة لحضور ملتقى لتوظيف الشباب تنظمه وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة والاستثمار، لتوظيف شباب الخريجين من حملة جميع المؤهلات.. وتوجهت إلى الفندق المقام به الملتقى في ثاني أيامه لأجد المئات من زهور المحروسة تجمعوا باحثين عن فرصة عمل لبناء مستقبلهم، ولكن بعد جولة قصيرة لم تستغرق نصف الساعة.. كان اليأس والاحباط يتسلل لأعينهم".
كان السبب الأول للأحباط هو طبيعة فرص العمل المتاحة، والتى تتراوح بين أفراد أمن لشركات حراسة وكاشير وشيفات بمطاعم ومقاهى، وختاما عمال نظافة !، ونصطدم بلوحة إعلانية لفندق شهير تجلس بجواره إمرأة يبدو عليها علو المستوى الثقافى والاجتماعى نظرا لأنها تمثل فندق بهذا الحجم من الشهرة والثراء.
توجهت لها بصحبة فتاة لم تتجاوز الواحد والعشرين من عمرها تخرجت فى كلية الأداب جامعة القاهرة قسم لغات شرقية جاءت للملتقى وتحمل جملة من شحنات الأمل، قمت بتشجيعها للتحدث إلى مندوبة الفندق الشهير سالف الذكر، فترد على الفتاة، قائلة: "إنهم فى حاجة إلى عمال نظافة وعمال لتنظيف الملابس ومستلزمات الفندق".
الصدمة لم تكن فقط في نوع الوظائف، التي تفضل بها ملتقى التوظيف والذى ترعاه وزارة الشباب والرياضة، ولكن من خلال نظرة خاطفة على مستوى وإمكانيات الفتاة .. فهى خريجة جامعة عريقة كجامعة القاهرة تتحدث ثلاث لغات وتتعلم الرابعة، جزاءها بعد كل هذا أن تعمل "عاملة للنظافة".
قبل مغادرة الملتقى، أثار حفيظة البعض لوحة إعلانية تحمل العبارات الأتية: "أنضم لسلسلة مطاعم كشرى سيد حنفى .. حيث الاستقرار والأمان الوظيفى"، فلم تكتفى الوزارتين بالمطاعم والكافيهات والمصانع الجاهزة، ولكن حاولت جاهدة أن تزيد من فرص العمل المميزة بالالتحاق لسلسلة مطاعم كشرى .
يذكر أن الدعوة التى وجهتها وزارة الشباب والرياضة كانت تتضمن عبارات براقة مثل : "أعلن المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب ان الملتقى يشارك فيه 40 شركة من شركات القطاع الخاص تقدم نحو 11 ألف فرصة عمل فى مختلف المجالات بحيث تتناسب مع احتياجات الشباب المتقدم للعمل، ودعا الوزير الشباب للإقبال على الوظائف المعلنة بملتقى التوظيف والالتحاق بها، كفرصة لهم لاكتساب الخبرة وشغل الوظائف المتوفرة.
لم يستنكر الشباب ما قدمه الملتقى رغم كل ما لاقوه من إحباط ، ففى عالم الفرص دعوة الوزارتين قد يتسفيد بها شريحة كبيرة من معدومى الدخل والمؤهلات المتوسطة ولكن كان لسان حالهم: "لماذا وجهت الدعوة لخريجين المؤهلات العليا ولماذا وجهت عبر شبكة للتواصل الاجتماعى مع العلم أن الشريحة التى تخاطبها الدعوة فى الأغلب لا تتعامل مع تلك الشبكات ولا تتمكن من الوصول للفندق العريق المقام به الملتقى ؟!".