ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية خبرًا يُفيد بأن الصحف الأوروبية وصفت خسارة الاشتراكيين في الانتخابات البلدية في فرنسا ب"التاريخية" وتساءلت حول تناقضات سياسة الرئيس فرانسوا أولاند.
فقد طرحت صحيفة "بيلد" الألمانية بشكل صريح هذا التساؤل: "مع هذه الضربة، هل يستطيع أولاند أن يستمر في الحكم؟". وشددت صحيفة "بيلد" مثل جميع الصحف الألمانية على الخسارة التاريخية التي تعرضت لها الحكومة الاشتراكية الفرنسية.
واختارت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية عنوان "كارثة للرئيس أولاند" على موقعها الالكتروني. وتساءلت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج": "سلطة الرئيس وصلت إلى أدنى مستوى لها. هل التعديل المرتقب يعد بالفعل فرصته الأخيرة؟ (...) هل سيكون ذلك كافياً لتهدئة الفرنسيين، هذا ليس مؤكدًا".
وقد أثار نجاح اليمين المتطرف قلق المراقبين الألمان. وحاولت مجلة "فوكس" على موقعها الالكتروني توضيح الأمر: "ضوء الفاشية: خمسة أسباب لاتجاه فرنسا نحو التطرف" وهي الوجه الجديد لحزب الجبهة الوطنية والغضب ضد أوروبا وفوضى سياسة فرانسوا أولاند والخوف من العولمة ومناخ الأعمال.
ومن جانبها، رحبت جميع الصحف البريطانية وصول آن إيدالجو، مرشحة الحزب الاشتراكي، التي أصبحت أول امرأة تتولى بلدية العاصمة الفرنسية باريس في تاريخ البلاد. ولكن، أشارت الصحف البريطانية إلى أن الأمر يعد بمثابة ترضية للاشتراكيين في مواجهة الخسائر الكارثية على المستوى الوطنى، بحسب صحيفة "الديلي تليجراف".
وشددت صحيفة "الجارديان" على "الفرصة الجديدة لحزب الجبهة الوطنية لإظهار أنه جدير بالثقة بعد فشل محاولاته لإدارة المقاطعات في التسعينيات".
وتناولت الصحف البريطانية التغيير المنتظر في رئاسة الحكومة الفرنسية وعواقبه في الناحية السياسية. فقد أوضحت صحيفة "التايمز" أن "أولاند يواجه تناقض ضرورة استعادة الناخبين الذين تخلوا عنه لأنه لم يتبع سياسة يسارية مع عدم الانحراف عن الإصلاحات الضريبية والمالية التي يعتبر جميع الخبراء أنها عاجلة لإنعاش الاقتصاد الراكد".
واعتبر الاقتصادي الفرنسي نيكولا بوزو في مقال نشره في صحيفة "فاينانشال تايمز" أن "الإهانة" الانتخابية قد توفر فرصة غير مسبوقة للتحديث.
وكتب بوزو: "أولاند يعرف أن الحل الوحيد للبطالة هو التخلي عن سياسة دولة اجتماعية لصالح سياسة اجتماعية ليبرالية، مثلما فعل توني بلير وجيرهارد شرودر منذ عشرين عامًا وماتيو رينزي في إيطاليا حالياً". وإذا لم يقم أولاند بهذه الخطوة، فإن فرنسا ستتوجه نحو مصير مشابه لمصير اسبانيا والبرتغال.
واختارت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية عنوان "فوز يمين الوسط، ولكن باريس لا تزال اشتراكية"، مشددة على أن حزب الجبهة الوطنية حقق أفضل نتائجه في تاريخه.
وتحدثت صحيفة "لا ستامبا" عن "تسونامي الجبهة الوطنية"، وأشارت إلى أن نتيجة باريس لا تعوض الانهيار التاريخي لليسار: "الفائز الوحيد في هذه الانتخابات هو حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية. الموجة الزرقاء واسعة النطاق بحيث أنه يتعين على فرانسوا أولاند تغيير سياسته".
وأخيرًا، أبرزت معظم الصحف الروسية في المقام الأول فوز آن إيدالجو في باريس، بوصفها سابقة هي الأولى من نوعها بالنسبة لامرأة في العاصمة الفرنسية، كما جاء في صحيفة "فيدوموستي".
وبشكل عام، أثار فوز حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اهتمام أقل من قبل وسائل الإعلام الروسية مقارنة بحزب الجبهة الوطنية.