تمثيلية انسحاب سامي عنان من انتخابات "الرئاسة" لها نهاية مفتوحة.. المجهول فيها أضعاف المعروف.. تفاصيل وأرقام وحكايات ولقاءات وكواليس وسكة سفر مشاها "عنان" من وزارة "الدفاع" بالعباسية في زمن "مبارك" ثم قصر "الاتحادية" أيام "مرسي" وحتى شقة "جاردن سيتي" المشبوهة كمقر لحملته الانتخابية.
وتوصيل نقاط بعيدة عن بعضها لرسم الحقيقة كما حدثت منذ أول اجتماع بين المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، والفريق سامي "عنان".. وهو الشخص الذي رفض ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة "أخبار اليوم"، ذكر اسمه حين قال إن شخصية وطنية حضرت اجتماع "الضغط على عنان لإعلان عدم ترشحه" ليلة المؤتمر الصحفي، وهو نفس الشخص الذي بدأ المفاوضات، وكان أول اجتماع بينه وبين "عنان" في منزل الفريق بالدقي، هدده فيه ب"فتح ملفات ابنه في (الكسب غير المشروع)، ووعده بتخليصه منها حال عدم ترشحه ل"الرئاسة".
أخبر "الزند" سامي عنان، إن ملفات تحمل تفاصيل (شغل ابنه المشبوه)، ومخالفات زوجته، جاهزة للتقديم للنائب العام إذا أعلن ترشحه ل"الرئاسة".. وخرج من منزله بعدما اقتنع "عنان" بعدم الترشح، وتراجع.. لكن عمل حملته الانتخابية استمر، واستأجرت 23 مقرًا في محافظات مصر.
كل ذلك سبق وفاة سمير عنان، شقيق الفريق سامي عنان، وفي العزاء كانت مراسيل "السيسي" إلى "عنان" حاضرة.. وأولها المشير طنطاوي، الذي قال ل"عنان": "إياك تكون هتترشح"، ووجد إن المناسبة غير سامحة بأي كلام عن الانتخابات.. فسكت.
وما لا يعرفه أحد إن اسم اللواء حسن الرويني كان بديلًا للمشير طنطاوي لحضور المؤتمر الصحفي، وكان مندوبًا عنه.. وآخر مكالمة دارت بين "المشير" و"الفريق" ليلة إعلان موقفه من الترشح ل"الرئاسة".. قال له:
- أرجوك اوعى تكون ناوي تعلن ترشحك.. أرجوك.
وردّ "عنان":
- أنت كبيرنا.. تشاورت مع اللي حواليا، وتوكلت على الله، وسأعلن عدم ترشحي.
كا ذلك لم يكن متوقعًا.. مكالمة "طنطاوي" حسمت كل شيء.. والأكيد إن المشير "السيسي" لم يطلب رقم "عنان" على تليفونه ليقول له كلمة واحدة.. لكن المراسيل حضرت الاجتماع الأخير بقوة، وبناء على دعوة سمير سامي عنان وصل الكاتب الصحفي مصطفى بكري ليطمئن "عنان" إن مستقبله ومستقبل أولاده (أبيض وزي الفل)، والمشير السيسي سيرد اعتباره عن الإهانة التي تعرض لها من الإعلام وتجاهله من ناحية قيادات الجيش، وسيرد اعتباره (من العيال اللي على الفيسبوك)، ونقل له وعد ب"تعويضه عن عدم الترشح"، و"قفل الملفات القديمة" التي فُتحت خلال الفترة الانتقالية في حكم "المجلس العسكري"، وأغلب ما في الملفات تهم جنائية بقتل المتظاهرين وخلافه.. ويشترك فيها هو والمشير طنطاوي، الذي كان وعده بدعوته لحضور احتفالات الجيش المقبلة، ومساعدته في حزب أو منظمة يبدأ تأسيسها ليسير على طريق "غاندي".
اعتبر عنان نفسه "مستر إكس"، و"إكس مابيموتش"، وفكرة الحزب تحافظ على وجوده في الحياة.. ونهاية تمثيلية انسحاب "عنان" مفتوحة حسب الاتفاق الذي وصل إليه "الفريق".
كتب ياسر رزق البيان الصحفي وألقاه سامي عنان ليعلن عدم ترشحه ل"الرئاسة" في ليلة المؤتمر.. وغيّر المستشار أحمد الزند بعض فقراته.. وعدّله "بكري" قبل المؤتمر بساعة.. وفشل جوزيف نسيم في إقناعه بالرجوع في كلامه.. وتأخر سمير عنان عن المؤتمر وكان غاضبًا.. وأمر أفراد الحملة بقراره قبلها بربع ساعة.