"الحاجة ام الاختراع" وغالبا ما تقود الانسان الى ابعد من الهدف او الفكرة التي كانت تدور في تخيلاته ,برغم المعاناة الشديدة من الانقطاع الكهربي والحصار الخانق الذي يعيشه قطاع غزة منذ سنين , وبجهد عظيم استطاع ا.د.حازم سكيك استاذ الفيزياء بجامعة الازهر من تطوير برنامج انتجه شركة "ابل" قبل عام وقام بتحويله الى النسخة العربية في نقلة نوعية تسجل له من اجل كسر الجمود بالنسبة للقاريء الالكتروني وتحد من تشتته بين المواقع من خلال الروابط التي تضاف عبر برنامج "pdf" وال"power point" المستخدمان للقراءة الالكترونية. مشروع الكتائب المرئي "The Video Book" يسهل للقاريء طريقة الشرح المكتوبة والمشروحة بالطريقة ثلاثية الابعاد ,وبالاضافة الى الفيديو المرفق والذي يشرح بالصوت مواضيع الكتاب .
ومن ناحية اخرى ينهي معاناة الطلبة ويوفر عليهم الانتظار الطويل في فترات قطع الكهرباء من خلال الكتائب المرئي المثبت على الاجهزة اللوحية ك"الايباد" وغيره ,ومن خلالها يستطيع الطالب القراءة في اي وقت ولا يتبط بفترات محددة نظرا لبرنامج الكهرباء التي تعيشه غزة منذ سبع سنوات.
مشروع جديد من المشاريع التي يشرف عليها الدكتور حازم فلاح سكيك الأستاذ المشارك في قسم الفيزياء – جامعة الأزهر – غزة وهو مشروع "الكتاب المرئي The Video Book" والذي وصفه الدكتور سكيك بالكتاب النموذجي للطالب العصري. حيث ان فكرة هذا الكتاب الجديد تقوم على دمج الوسائط المتعددة على صفحات الكتاب والتي تشمل الصوتيات والفيديو الأفلام الوثائقية والصور والرسومات بحيث يصبح النص المقروء مشروحا بالصوت والصورة، فبعد ان يقوم الدارس بقراءة النص يمكنه ان يشغل مقطع فيديو يشرح ما قرأه فان كان تجربة او اشتقاق قانون او حل مثال كل ذلك يكون بالصوت والصورة. اي ان الكتاب والمدرس والمواد التعليمية المساندة كلها على نفس صفحة الكتاب، وبتكلفة اقل بكثير من تكلفة طباعة الكتب على الورق وتكرار طباعتها في كل عام في حين ان الكتب المرئية سهلة التطوير ووالتجديد والتحديث والنشر والتوزيع من خلال الاجهزة اللوحية والجوالات واجهزة الكمبيوتر والكثير من المزايا في هذا التقرير.
يعمل الكتاب المرئي على الأجهزة اللوحية الاي باد وأجهزة الهواتف الذكية وكذلك على أجهزة الماك وأجهزة الويندوز بعد تحميل البرامج اللازمة والمدرجة في اخر الموضوع. وسيتم تأسيس مكتبة الكترونية على الابل ستور والجوجل بوك لرفع الكتب المرئية لتصبح متاحة للجميع، ويؤكد اعضاء الفريق بان الخطوة القادمة ستكون نحو تحويل كتاب مدرسي لكتاب مرئي للطالب المدرسي لتقييم الفكرة وتعميمها على كافة المدارس والمناهج التعليمية، وكذلك اصدار نسخة مرئية عن مجلة الفيزياء العصرية، وكذلك انتاج المحاضرات المرئية بنفس الطريقة والكثير الكثير من الافكار ولنسمع من اعضاء الفريق انفسهم يتحدثون على الفكرة والهدف والطموح.
يؤكد الدكتور حازم سكيك المشرف العام على هذا المشروع ان الكتاب المرئي يعد نواة لتأسيس مكتبة عربية مرئية لمستقبل جديد للكتب والمجلات سوف يحتاجها ابناؤنا الذين تربوا وترعرعوا في ظل العالم الرقمي المدمج بالاجهزة الذكية، ويرى انه الحل الأمثل للكتاب المدرسي حيث يجمع الكتاب النص المقروء وشرح المدرس والمواد المساندة والوسائل التعليمية كلها في كتاب واحد في ملف واحد على جهاز صغير يحمله معه دون الحاجة إلى ان يكون متصلا بالإنترنت. كذلك يرى الدكتور سكيك انها مستقبل المجلات والجرائد والصحف. والجدير بالذكر ان انتاج المواد الدراسية المنهجية بطريقة الكتاب المرئي سيكون اجدى اقتصاديا من طباعة الكتب وتوزيعها على الطلبة، وكثير من الدول الاروبية والاسيوية قد بدأت في توزيع اجهزة لوحية على طلاب المدارس تحتوي على المناهج الدراسية وبدون عبء حمل الكتب وتوزيعها وتوفير تكلفة طباعتها.
افاد الدكتور حازم سكيك معقبا خلال حديثه مع دنيا الوطن ان فكرة الكتاب المرئي تتضح من خلال النموذج المقدم في كتاب مرئي يشرح الشحنة الكهربية وقانون كولوم يجتمع على صفحات الكتاب النص والشرح المرئي والاسئلة والتمارين المحلولة بالشرح المرئي والمدعم بالأفلام الوثائقية كلها على نفس صفحات الكتاب.
واشار د.سكيك الى ان الفكرة الذي قام بتطبيقها تعتبر الاولى في الاشرق الاوسط ,مشيرا الى انه التقطها من شركة "ابل" وقام بتطويرها في غضون اقل من عام وانتج مجموعة من الكتب المرئية الالكترونية الخاصة به.
كما ونوه الى ان دور النشر الاوروبية بدأت تتعامل بالفكرة منذ فترة وجيزة وتسعى لتطبيق الفكرة لايمانها بأنها الفكرة الاكثر جدوى وفائدة بالنسبة للطالب ,كما اشار الى ان عدد من المجلات العالمية بدأت بتطبيق الفكرة وخصوصا في موضوع الحوارات.
الفكرة لم تكن سهلة التطبيق بل كان يكتنفها اشكاليات ومعيقات كثيرة ,خصوصا في ظل الحصار الذي تعيشه غزة وقلة توافر الامكانيات ,وفي هذا الصدد اوضح د.سكيك انه واجه عدة اشكاليات في التعريب وحاول التغلب عليها بسهولة موضحا ان المشكلة الاساسية التي واجهته تكمن في الحصول على الاجهزة التي استخدمها لتطبيق البرنامج واصدار الكتب ,مشيرا الى انه جهز مقتنيات شركة بأكملها من اجل انجاز الكتاب من ستوديو لتسجيل واسقاط الصوت وما تبعه من اجهزة بالاضافة الى اجهزة المونتاج ومحاولة توافقها مع الشرح المكتوب في الجهاز اضافة الى التطبيقات ثلاثية لابعاد التي توضح للقاريء التفاصيل الدقيقة لترسخ في ذهنه مباشرة من خلال حاستي السمع والبصر.
ويأمل د.سكيك ان يلقى هذا الاختراع اهتمام وزارة التربية و التعليم والشروع بتطبيقه في الجامعات والمدارس لتوفير الجهد الذي يبذل المدرس في ايصال المعلومة بطريقة او بأخرى الى ذهن الطالب ,كما ان الكتاب المرئي يوفر للطالب شرح مفصل يستطيع استخدامه من اي مكان على اجهزة الكمبيوتر والاجهزة اللوحية.
وصرح الأستاذ منتصر سليمان الحلبي المنسق التقني للمشروع بان فريق العمل حرص منذ اللحظة الأولى على توفير محتوى عربي ليس معربا، الامر الذي شكل عقبة فنية كبيرة لحل كل المشاكل الفنية والتقنية التي واجهتنا والتي تم التغلب عليها بمجهود وتعاون فريق العمل الذي مكن من نجاح الفكرة املين تطويرها إلى مكتبة متكاملة للمناهج التعليمية تستخدم فيها أفضل وسائل تقنية الحاسوب، املين ان تصل الفكرة لكل المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات وحتى المراكز التدريبية.
واكد الأستاذ منتصر الحلبي ان هذه الخطوة سوف تنقل التعلم الالكتروني العربي في مجال النشر والمطبوعات إلى مستوى جديد يواكب العصر ويلبي رغبات الدارسين والمهتمين، والجدير بالذكر ان الكثير من دور النشر قد توقفت عن نشر النسخ الورقية واكتفت بالنسخ الالكترونية لرغبتها في المساهمة في حماية البئية والاستفادة من التكنولوجيا في سرعة الوصول والانتشار.
اما الأستاذ فراس منصور جرغون مبرمج تطبيقات الاندرويد والايباد (IOS) فقد أشاد بمشروع الكتاب المرئي من حيث أهميته الكبيرة للطلاب في الجامعات والمدارس في بلادنا العربية قائلا: "كوني أحد أعضاء الفريق أثمن على فكرة الكتاب المرئي الذي هو عبارة عن نصوص وصور ومقاطع فيديو ومؤثرات صوتية ورسوم متحركة نقوم بتجميعها في كتاب وتعرض بشكل تفاعلي سهل التعامل معه بضغط أو لمسة، ولمواكبه التطور وانتشار الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية بين الطلبة في الجامعات والمدارس التي تقدم وسيلة مريحة جدا للقارئ بدلا من الكتب المطبوعة أو تكلفتها على الطالب وندرتها ورداءة طباعتها في بلادنا أردنا ان نقدم الخدمة المرئية الالكترونية والبدء في هذا المشروع باللغة العربية كونه يخدم ويسهل فهم محتوى الكتاب بشكل مشوق وممتع ومرئي للطالب والقارئ ومتوفر في أي مكان تذهب اليه بدون عناء حمل الكتب المطبوعة وحتى بدون الحاجة إلى الاتصال المباشر مع شبكة الانترنت". والآن يسعى فريقنا جاهدا ومثابرا الى تطوير المشروع والبدء في نشرة على Apple Store و Google Play بحيث يصل الى جميع أنحاء الوطن العربي مساهمين في تعزيز المحتوى العربي على شبكة الانترنت.
والجدير بالذكر ان الكتاب يأتي بصيغة النشر الالكتروني الحديثة ال ePub المتخصصة في النشر الالكتروني والمصممة خصيصا للأجهزة اللوحية ولتصفح الكتاب المرفق تحتاج إلى تحمليه على أجهزة الايباد وتعمل بدون مشاكل على أجهزة الاندرويد ولكن لتشغيلها على أجهزة الحاسوب التي تعمل بنظام الويندوز تحتاج إلى تحميل البرنامج في الرابط ادناه، ولكن قد لا تعمل ملفات الصوت والفيديو وستظهر مكان الفيديو اسمه.
