تنطلق محادثات السلام الدولية الرامية لإيجاد حل سياسى للحرب الأهلية المستمرة منذ قرابة ثلاث سنوات فى سورية غداً الأربعاء فى سويسرا بعد جدل بشأن دعوة إيران أدى إلى تهديد المعارضة المنقسمة بمقاطعة المحادثات.
ويجمع المؤتمر مسئولين من نظام الرئيس السورى بشار الأسد والمعارضة الساعية لتغيير النظام على مائدة المفاوضات للمرة الأولى منذ بدء الحرب فى مارس 2011.
ومع بدء توافد دبلوماسيين على جنيف للمشاركة فى المؤتمر الذى طال تأجيله والذى تعترف كل الأطراف بأنه مجرد نقطة بداية، قال محامون فى جرائم الحرب إن لديهم أدلة لصور ضوئية جديدة ل"تعذيب وقتل منهجى" لأحد عشر ألف معتقل على يد حكومة الأسد.
وشبه السير ديزموند دى سيلفا، كبير ممثلى الادعاء للمحكمة الخاصة بشأن سيراليون، الصور بتلك الصور الخاصة بالناجين من المحرقة النازية(هولوكوست).
وقال لمحطة "سى إن إن"، إن الأجسام الهزيلة هى نتيجة تجويع كوسيلة للتعذيب "تذكرنا بصورة هؤلاء الذين عثر عليهم أحياء فى معسكرات الموت النازى بعد الحرب العالمية الثانية".
وقالت مارى هارف، متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إنه لا يوجد سبب فى الشك بصحة الصورة وأنها تركز على الحاجة لإحراز تقدم فى المحادثات.
وأضافت أن " الوضع على الأرض مرعب للغاية ونحتاج لانتقال سياسى ونحتاج إلى الإطاحة بنظام الأسد من السلطة".،ويبدو أن بعض الأخطاء جرى تداركها اليوم الثلاثاء، حيث أعلن الائتلاف الوطنى السورى المعارض، الذى هدد بمقاطعة المؤتمر فى حال حضور إيران، أن رئيسها أحمد الجربا سيترأس وفد الائتلاف المكون من عشرة أعضاء.
كما اختار الائتلاف أيضا المعارضين المخضرمين ميشيل كيلو وهيثم المالح وعضوين من المجلس الوطنى الكردى فى فريقه الذى يحضر المحادثات.
ووصل الوفد السورى الرسمى إلى جنيف بعد تأخير لخمس ساعات خلال توقف مقرر فى مطار أثينا، على ما يبدو بسبب صعوبات فى التزود بالوقود مرتبطة بعقوبات أوروبية على سورية.
وأعربت إيران عن خيبة أملها إزاء سحب الدعوة الموجهة لها لحضور المحادثات فى اللحظة الأخيرة، حيث وصف وزير خارجيتها محمد جواد ظريف القرار بأنه " ضغوط مورست" على الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، وفقا لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا".
وسحب الأمين العام للأمم المتحدة الدعوة بعد يوم من تقديمها، قائلا إن المسؤولين الإيرانيين لم يدعموا أهداف المحادثات، والتى تشمل دعوة لإقامة حكومة انتقالية فى سورية.
واتهمت المعارضة إيران بدعم الأسد بالسلاح والأموال والمستشارين. كما تحظى القوات الحكومية السورية بدعم من المليشيات الشيعية من لبنان والعراق الموالية للقيادة الإيرانية.
وقللت روسيا، وهى حليف استراتيجى لنظام الأسد، من قرار إلغاء دعوة إيران.،وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى موسكو إنه " بالطبع هذا خاطئ، لكن لن تحدث أمور كارثية... أشعر بالأسى بسبب أن هذه القصة لا تضاف إلى سلطة الأممالمتحدة".
وشدد لافروف على أن تغيير النظام ليس جزءا من نتائج مؤتمر السلام الأول الذى عقد فى عام 2012. ،وقال الأسد إنه لا يرى أى سبب فى أنه لا يتعين عليه خوض الانتخابات الرئاسية المقررة فى يونيو المقبل.
ويلتقى ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى مع نظيره الروسى كما يلتقى بصورة منفصلة مع وفود من الأممالمتحدةوروسيا.