إن الله وهبنا العقل، والمنطق، والذكاء، والدهاء، والفكر، والفراسة، والكياسة، لنتصرف على ضوئهم، لا لنترك من يريد التلاعب بعقولنا إلى آخر ساعة في حياتنا، ليطمس نور العلم والعقل. ومن هذاالمنطلق أحب أن أقف عند مثال من بين أمثلة لا تعد ولا تحصى، تقوم فيها قناة الدعارة بخرق قاعدة المهنية، التي تمنح أي مؤسسة إعلامية شرعيتها الأخلاقية، والإنسانية، والحضارية، في ثوبها الإعلامي المحترم، بدلا من خلع ثيابها الأخلاقية، من أجل ممارسة الدعارة الإعلامية ومضاجعة الشيطان، كما تمارسها الآن، وكما مارستها في أحداث رابعة والنهضة، وباقي الدول العربية. وأحد هذه الأمثلة هو فيصل القاسم، المذيع الممثل وليس المذيع المحترف، فهو لا يتحرك خارج نطاق السياسة التي ترسمها الجزيرة وأعوانها وقياداتها وممولوها، وعندئذ لا تجد ثمة فارق بين القاسم وجميل عازر، وسامي حداد، وجمال ريان، وخديجة بن قنة، وليلى الشايب، والشيخلي. وأما عن فيصل القاسم في برنامجه الذي يطل علينا بوجوهه القبيحة على رأس وجه قبيح، عندما كنا نجد فسحة من وقتنا لمشاهدته قبل مقاطعة هذه العميلة، فقد أفسح هذا القاسم مجالا موسعا أمام الطبيبة النفسية التي تحتاج في الواقع الى طبيبة نفسية أخرى من أجل تصحيح عقلها وأوضاعها، حيث تجرأت هذه الطبيبة بالتهجم على خير الكتب السماوية القرآن الكريم، وخير البشر سيدنا محمد (ص)، وسب الإسلام خلال برنامج هذا الحواري المراوغ فيصل، حيث فاجأ المشاهدين في برنامجه "الإتجاه المعاكس" بهذه الطبيبة النفسية السورية التي تقيم في أمريكا، وأسمها "وفاء سلطان" التي قامت بسب القرآن والنبي والإسلام على الهواء مباشرة، وتقول هذه المريضة متبجحة: "إن من يقرأ حديث النبي يستحيل أن يرسم عمامته على شكل حمامة سلام" وكانت بهذه البزائة، والوقاحة، والكفر، والتطاول، تريد التبرير، والتأكيد على جريمة الرسوم المسيئة لسيد البشر، حيث رسمت العمامة على شكل قنبلة. والضيف الآخر للبرنامج هو الكاتب طلعت رميح، الذي رفض رفضا قاطعا هذا التطاول، وأراد أن يثنيها عن إستكمال هذا السب والشتم, ولكن كانت المفاجأة الكبرى من شخص تجرد من المبادئ والأخلاق، حيث سمح لها مقدم البرنامج الدرزي القاسم بمواصلة حديثها. وجدير بالذكر أن هذه المريضة النفسية، (أقصد الطبيبة النفسية) وفاء سلطان، من أصل علوي، ومتزوجة من يهودي، ويكفي أن تتعرف على شخصيتها السفيهة، من خلال أصولها الخسيسة، وكذلك مواقفها الكثيرة والمتعددة المعادية للإسلام وقرآنه ونبيه. وقد سبق لهذه الشخصية الهزيلة أن طالبت علناً بإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول (ص). إن مبرر حرية الرأي الذي دائما تسئ الجزيرة إستغلاله، لم يكن ليبرر لهذه القناة المأجورة، وهذا الفيصل المأجور، أن يسمح لأحد بسب الإسلام والقرآن والرسول (ص) علانية، وكان من الممكن أن نلتمس العذر لهذا المذيع الدرزي المأجور إذا تفاجأ بالإهانات للإسلام، كما لو كانت صرحت بها لأول مرة على الهواء مباشرة، إلا أن المحير أن يبث هذا الكلام بعد سلسلة من الإساءات التي وردت على لسان هذه الطبيبة، والتي تملأ المواقع المحاربة للإسلام. ومن هنا كان لابد أن توضع الجزيرة بحماقتها في مصاف الصحيفة الدنماركية "يولاند بوسطن" التي سمحت بنشر الرسوم، ومجرد إفساح المجال لوفاء سلطان من قبل الجزيرة والقاسم، فهو بالطبع يعد سبا صريحا من قبل هذين الأخيرين، جدير بالذكر أن الجزيرة لا تسمح أبدا بشتائم أو هجوم من أحد من ضيوفها, وقد يترك هذا غضبا كبيرا لدى المشاهدين كونها أتاحت الفرصة لسب الرسول العظيم، والقرآن الكريم، والإسلام القويم، على لسان أحد ضيوفها حتى ولو ظهر في صورة معارضة! ومن هنا يمكننا أن نحدد كثيرا من ملامح جمهور الجزيرة، لأنه من الواضح أنها تخاطب جمهوراً عاطفيا وحساسا صاحب مواقف وجدانية، ومواقف قومية، وإسلامية، وحساسة، في المقام الأول، ومن هنا يتضح أنه إنزلاق فكري من الطراز الأول، قامت هذه القناة بإستغلال هذا المنزلق، وتحولت من وسيط مهنى لنقل الخبر بحيادية على المستوى الحرفي المطلوب، إلى مشارك في توجيهه الوجهة التي يمكن أن تستثمر فيها الجزيرة وقطر بأميرها المتآمر إستثماراً كبيرا ومحركا فعالا ينسجم مع حساسية المتلقي، وكثيرا من المشاهدين الغارقين في كابوس من الإعتقادات الزائفة، والأفكار الزائلة، والأوهام المزييفة، والتصورات المسيسة، فسمحت هذه الجزيرة التي تتمتع بصفتين أساسيتين وهما (عميلة وخائنة) فلفقت، وسرقت، وتعدت، وإنتهكت المهنية، والحرفية، في الإعلام، وحولته الى إنتهاك صارخ للحقوق، وسمحت لنفسها بنشر البغضاء والحقد والضغينة بين الناس والدول والشعوب، وتسمح لنفسها ببث الفيديوهات والشرائط الملفقة، من أجل الإيقاع والصراع، وتحاول بصورة كيدية مدروسة، ومخابراتية مسمومة، أن تنسب الأشياء لغير أصحابها، كما حدث وفعلت في العراق، بإعلان مشهد إعدام في محافظة كربلاء، على غير الحقيقة والواقع، مما أثار حفيظة العراقيين. الجزيرة لها في كل دولة بصمة زل وعار، في مصر والعراق وليبيا وتونس واليمن وسوريا والسودان وباقي الدول العربية. من وجهة نظري أن ما قامت به هذه القناة الفاقدة لكل أنواع الأخلاق والمبادئ من غزو للعقول الضعيفة من العرب، من خلال نشاطات ومجهودات ومخابرات وموساد الجزيرة وقطر، أصبحت الدول العربية تكره، وتعادي، وتخون بعضها، وتحمل الحقد والكره في نفوس أبناء الوطن الواحد، وتحمل الغل والضغينة في نفوس أبناء الشعوب العربية، وتنشر هذه التناحرات بإسم الموضوعية، والمهنية والإحترافية، ومنحت الكلمة لكل المارقين والفوضويين لا المفوضين، والعملاء لا العلماء، والمتفيهقين لا المتفقهين، والعبثيين لا الثوريين، هذه الوجوه الكئيبة أطلت علينا من وجه الجزيرة القبيح، لتشتيت الشمل، وتفريق الجمع، وبلبلة العقول، وزغللة العيون، ولأن الحق أبلج، والباطل لجلج، فهم الآن إما مسجونون أو محاصرون أو مهمشون. ومنع الكلمة من هؤلاء المتفيهقين العملاء هى الحيلة التي تتبعها الجزيرة في كل خبر يهم إستراتيجيتها وسياستها الفكرية، فعندما تشعر بالخزى والعار، تقوم بدعوة شخصيات مختارة بعناية فائقة، وتستدرجهم إلى الحديث عن تفصيلة معينة، أو تبني فكرة هي ما تريد الجزيرة أن تنطق به تماماً. لكن السؤال الأسير فيما يخص الرأى والتعبير، هل الصراخ والعويل، والسب والتأويل، والقذف والتنكيل، والمبالغة في التقليل، والكذب والتهليل، والخداع والتبديل، والمراوغة والتعليل، هي شعارات المهنية الإعلامية عند الجزيرة؟ والإجابة: متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا. على مدار الساعة تدعو الجزيرة وتغرس في العقلية العربية إلا ماتخطط له قطر، فبفضلها إستطاع متطرفوا العالم شرقا وغربا أن يشيعوا فكرهم ويلبسوا على الناس كافة الحقائق الإنسانية الفطرية السليمة. وبين عشية وضحاها بتغطيتها المفبركة، تنسف جهود تلك الدول لأجيال أخرى متعاقبة ومتلاعبة بالعقول العربية، بمسميات وبرامج مثل الرأي والرأي الآخر، والإتجاه المعاكس، وما وراء الخبر، وطيلة أربع وعشرين ساعة، وعلى مدار الأسابيع والشهور والسنون، برعاية مطلقة من البترول والغاز والعود والعنبر وغيرها، متناسية رسالة الإعلام من دور تنويري، إلى دور تضليلي، هدفه لا يخدم سوى السياسة الموسادية القطرية. إن ماتفعله هذه الخنزيرة هو قتل ما تبقي من حمية وجدانية عند الإنسان العربي، فخلطت الحابل بالنابل، وأصبحت القيم والأخلاقيات والمقدسات معولمة، ومصهينة، بغطاء من الشعارات، والخطابات، والمداخلات، من هؤلاء الجهلاء والأغبياء. فهل تقدر الجزيرة على مهاجمة النظام القطري قدر ما تهاجم النظام المصري؟ إنني أأسف لأن بعض من يرسلون الكلام على عواهنه، وممن يسوقون التهم جزافا، غير مبالين بعواقبها، دخلوا في ميدان الفكر الإسلامي بهذه الأخلاق السقيمة، العليلة، فأساءوا للإسلام شر إسائة.