عقدت اليوم وزارة السياحة ومنظمة السياحة العالمية ورشة عمل بالتعاون مع الاتحاد المصرى للغرف السياحية بمحافظة الأقصر تحت عنوان "مستقبل السياحة فى مصر. حيث بحث آفاق النمو على المدى القصير والمتوسط والطويل" حيث تم إلقاء الضوء على التحديات التى تواجه صناعة السياحة فى مصر ومناقشة مستقبل هذه الصناعة وبحث سبل نموها على المدى القصير والمتوسط والطويل وقد شارك فى ورشة العمل الدكتور طالب الرفاعى أمين عام منظمة السياحة العالمية والسيد Geoffrey Lipman الأمين العام المساعد عمرو عبد الغفار المدير الإقليمى لمنظمة السياحة العالمية –منطقة الشرق الأوسط- إلى جانب عدد من ممثلى المنظمة كما حضر ورشة العمل المهندس عبد العزيز فاضل وزير الطيران محمد إبراهيم وزير الآثار واللواء طارق سعد محافظ الأقصر واللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء واللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان واللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر وسفراء كل من النمسا وسلوفاكيا وليتوانيا والمجر ومالطا ولاتفيا.
وفى عرض تقديمى هشام زعزوع وزير السياحة أوضح أهمية صناعة السياحة للاقتصاد المصرى حيث تساهم ب 3,11% من إجمالى الناتج المحلى و4,14% من الدخل من النقد الأجنبى إلى جانب 6,12% من إجمالى القوى العاملة المصرية و2,9% من إجمالى الاستثمار فى قطاع الخدمات.
كما ألقى زعزوع الضوء على المرتبة التى يحتلها المقصد السياحى على الخريطة السياحية العالمية موضحا أنه يحتل المركز الثانى والعشرين بين أفضل خمسين مقصد سياحى على مستوى العالم، والمركز الأول على مستوى دول الشرق الأوسط وأفريقيا على صعيد أعداد السائحين الوافدين.
ثم تحدث الوزير عن السياحة المصرية التى تجسد قصة نجاح تعكسه الإحصائيات مشيرا إلى أن السياحة المصرية فى عام 1990 حققت 6,2 مليون سائح وارتفع هذا العدد ليصل إلى ذروته فى عام 2010 حيث بلغ 7,14 مليون سائح، وبالنسبة لأعداد الليالى السياحية فقد حققت 20 مليون ليلة فى عام 1990 لتصل إلى ذروتها فى عام 2010 بعدد 4, 147 مليون ليلة، موضحا أن هذا النجاح انعكس أيضا فى الإيرادات السياحية التى بلغت فى 5,12 مليار دولار فى 2010.
وعن الربيع العربى وتأثيره على السياحة المصرية أشار الوزير إلى أن أعاد السائحين قد انخفضت فى عام 2011 بنسبة -2,33%ٍ عن عام 2010 كما انخفضت الليالى السياحية بنسبة -5,22% والإيرادات بنسبة – 4, 30%.
كما أشار الوزير إلى التطور الذى حققته السياحة فى عام 2012 مقارنة بعام 2011 حيث بلغ أعداد السائحين 5,11 مليون سائح فى 2012 بنسبة زيادة قدرها 3,17% عن عام 2011 كما ارتفع عدد الليالى السياحية ليبلغ 2,114 مليون ليلة بنسبة زيادة قدرها 7,20% عن عام 2011.
واستطرد زعزوع موضحا التحديات التى واجهت السياحة المصرية فى عام 2013 والتى انعكست فى الأرقام السياحية حيث انخفض عدد السائحين خلال الفترة يناير / نوفمبر 2013 ليصل إلى 6,10 مليون سائح بنسبة انخفاض -7,16% مقارنة بنفس الفترة من عام 2012 كما انخفضت الليالى السياحية لتصل إلى 9,123 مليون ليلة بنسبة انخفاض -9,27% عن ذات الفترة فى 2012 والإيرادات بنسبة -37% حيث وصلت 6,5 مليار دولار، مشيرا إلى التأثير السلبى على الطلب على المقصد المصرى موضحا أن أكثر الأنماط السياحية تأثرا كانت السياحية الثقافية.
وعن الإجراءات الفورية التى اتخذتها الوزارة لمواجهة هذه التحديات أشار الوزير إلى أن من أهمها العمل على رفع حظر السفر إلى مصر الذى فرضته عدد من الدول وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، هذا إلى جانب القيام بعدد من الزيارات المكوكية لعدد من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر فضلا عن التعاون مع شركاء المهنة من منظمى الرحلات لتحسين صورة المقصد المصرى أمام الرأى العالمى وذلك من خلال تنظيم رحلات لعدد من مشاهير العالم واستئناف دعم الطيران العارض والحملات الدعائية المشتركة.
وأضاف الوزير أن الوزارة قد اتخذت عدد من الخطوات الهامة الغير تقليدية مثل مشروع Egypt Now وهو البث الحى على شبكة الانترنت من المناطق السياحية المصرية لإرسال رسالة طمأنة عن الأوضاع فى هذه الأماكن لاستعادة ثقة السائح فى المقصد المصرى إلى جانب الاهتمام بالسياحة الالكترونية وذلك من خلال التعاون مع وزارة الاتصالات علاوة على تدشين قناة خاصة بالوزارة على موقع يوتيوب والتى وصل عدد زائريها 057,43 زائر، بالإضافة إلى ذلك تسعى الوزارة لاستضافة الأحداث الهامة مثل ITB Africa فى عام 2015 فى شرم الشيخ.
واكد زعزوع عن خطة الوزارة فى المدى القصير والمتوسط والتى تعتمد على عدد من الخطوات منها استحداث أنماط سياحية جديدة مثل رحلة العائلة المقدسة ورحلة اليوم الواحد لمسافرى الترانزيت وإطلاق حملة المليون سائح هندى بحلول عام 2017 وفتح أسواق جديدة فى أمريكا اللاتينية مثل البرازيل إلى جانب تشجيع وتعزيز الطلب على المقصد المصرى من خلال تنظيم أجندة مناسبات سياحية متنوعة وإطلاق حملة تسويق كبرى على شبكة الانترنت واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة وأيضا العمل على تحويل الفنادق المصرية إلى فنادق خضراء عن طريق استبدال وسائل الطاقة التقليدية بالطاقة المتجددة للتحول إلى الطاقة المتجددة بما يكفل توفير 40% من الطاقة وذلك خلال 3 سنوات.
وبالنسبة للمدى الطويل فيعتمد على عرض فرص الاستثمار فى مصر على سبيل المثال الخدمات الترفيهية والمارينات والمولات التجارية ومراكز المعارض والمؤتمرات والمراكز العلاجية، علاوة على تحديث إستراتيجية الوزارة لعام 2020 بحيث يتم تحقيق 25 مليون سائح فى عام 2020، فضلا عن التطبيق الأمثل للقواعد الجديدة للفنادق NN بما يضمن تماشيها مع المستويات العالمية، إلى جانب إضافة منتجات جديدة مثل القطار السياحى والذى سوف يرتبط بفرص الاستثمار فى فنادق فئة نجمتين وثلاث نجوم.
وقد تضمن العرض التقديمى للوزير تحلي ا للسياحة المصرية من حيث مناطق القوة والضعف والتحديات والفرص. فعلى سبيل المثال شملت مناطق القوة إمكانية زيارة مصر على مدار العام والشراكة القوية مع أكبر منظمى الرحلات فى العالم وتنوع المنتج السياحى وتوفر ميزانية جيدة للترويج للمنتج المصرى ووجود بنية تحتية جيدة. وتضمنت نقاط الضعف عدد من المحاور أهمها الصورة السلبية عن عدم الاستقرار فى مصر علاوة على التغيرات السياسية فى منطقة الشرق الأوسط والحاجة إلى مزيد من الوعى السياحى لدى المواطن المصرى بأهمية السياحة ، وعن الفرص فى المقصد السياحى المصرى أوضح زعزوع أن مصر لديها فرص جيدة جدا للاستثمار كما أن هناك عدد من الأسواق الجديدة للسياحة المصرية مثل الهند والصين وأمريكا اللاتينية إلى جانب وجود تنوع كبير فى المنتج السياحى.
واختتم زعزوع العرض التقديمى بالتأكيد على أن أهم التحديات التى يجب مناقشتها للتغلب عليها هى تحسين صورة المقصد السياحى المصرى وتيسير إجراءات تأشيرة الدخول إلى مصر والتوسع فى تطبيق سياسة السموات المفتوحة.