تحدث أكمل الدين احسان أوغلي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي عن عملية إصلاح المنظمة والمشاركة السياسية على الصعيد العالمي التي يقودها المجتمع الدولي بهدف ربط أو تطوير العلاقات مع المنظمة كدليل على رغبتها في الانخراط والتعاون مع المنظمة في عدد من المجالات.
جاء ذلك في كلمة أوغلى اليوم خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية في كوناكري بغينيا والتي استعرض خلالها أهم الإنجازات والمبادرات التي تحققت أثناء فترة ولايته على رأس الأمانة العامة للمنظمة.
وقال أوغلي إن عقد مجلس الأمن الدولي في يوم 28 أكتوبر جلسة خاصة رفيعة المستوى وغير مسبوقة بشأن التعاون بين منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأممالمتحدة دليل واضح على المنزلة الرفيعة التي أضحت تتمتع بها منظمة التعاون الإسلامي.
وأفاد بأن قضية فلسطين شهدت تطورات مهمة في الآونة الأخيرة، مؤكدا أن الإجماع الدولي على الاعتراف بدولة فلسطين عضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012 يُعدّ إنجازاً كبيراً يتعين استغلاله على الوجه الأمثل من أجل تأمين المزيد من الدعم للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية المشروعة .
وتطرق إحسان أوغلى في كلمته للوضع الخطير الذي تمر به مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وللإجراءات التي يمكن اتخاذها لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، مطالبا الدول الأعضاء إلى المشاركة الفعالة في أعمال الجلسة الاستثنائية التي ستعقد خلال الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية بغية وضع برنامج عمل والاتفاق على تدابير عملية من شأنها أن تضع حدا لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس.
كما كرر دعوته لجميع الدول الأعضاء والمؤسسات والصناديق لأخذ زمام المبادرة بشكل عاجل وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ الخطة الإستراتيجية لتنمية القطاعات الحيوية في القدس، معتبرا ذلك الوسيلة المثلى لتوحيد الجهود وتركيز التدخلات بما يتناسب مع خطورة التحديات التي تواجهها مدينة القدس.
وتحدث إحسان أوغلى كذلك عن زيارته الأخيرة إلى فلسطين في أغسطس 2013 وعما لاحظه شخصيا من مخاطر التهويد الوشيكة التي تتهدد القدس، فضلا عن الظروف العصيبة التي يعاني منها الشعب الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وعن زيارته الأخيرة لميانمار ، قال إنه حرص خلال جميع لقاءاته مع المسؤولين ومنظمات المجتمع المدني وأبناء المجتمع في ولاية راخين المسلمة على إبراز رغبة منظمة التعاون الإسلامي في فتح قنوات الاتصال والحوار مع ميانمار واستعدادها للمساهمة في جهود المساعدات الإنسانية وجهود إعادة التأهيل لجميع الأفراد والطوائف المتضررة دون أي تمييز.
وشدد أوغلي على ضرورة توضيح الرؤية الخاطئة وسوء الفهم من كلا الجانبين بهدف بناء الثقة، مضيفا "بفضل الدبلوماسية البناءة والضغط المدروس والمشاركة الدولية، تم تحقيق اختراق تاريخي في العلاقات بين منظمة التعاون الإسلامي وميانمار".
وحث الدول الأعضاء على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والمساهمة في المشاريع الاجتماعية والاقتصادية في ميانمار، مع الحفاظ على الضغط السياسي على الحكومة لتلبية حقوق أقلية الروهينجا المسلمة.
وقال إن منظمة التعاون الإسلامي خلال التسع السنوات الأخيرة شقت طريقها إلى القرن الحادي والعشرين وهي في وضع أفضل بكثير وهي تضطلع الآن بدور أكثر أهمية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لترسيخ التضامن الإسلامي".