يعيش أهالي قرية"الحرجة" التابعة لمركز ناصر ببني سويف ، والبالغ عددهم أكثر من 8000 نسمة مأساة حقيقية بسبب تدني المرافق والخدمات وسوء المواصلات وغياب التنمية وتحولت حياتهم إلي كابوس يومي من كثرة المعاناة وهو ما جعل الأمل يختفي في عيونهم في إصلاح سبل المعيشة اليومية في ظل ضعف أداء الجهات المحلية وسوء إدارة الوحدات وغياب الرقابة وضعف متابعة المسئولين "الفجر" رصد معاناة الأهالي من جراء تلك المشاكل التي تحيط بهم.
في البداية يقول محمود عزت رئيس مجلس ادارة جمعية رقي للتنمية الخيرية بالقرية: نعيش حياة مأساوية بالقرية بسبب مياه الصرف الصحي التي أغرقت شوارع القرية والمنازل حتي أصيب اهالي القرية بمختلف الامراض والاوبئة من انتشار الروائح الكريهة من تراكم المياه في مختلف انحاء القرية حتي المقابر فقد اجتاحتها المياه لنجد ان جثث آبائنا وأجدادنا تعوم في مياه الصرف الصحي داخل المقابر كل هذا بسبب عدم توصيل الصرف الصحي للقرية رغم توصيله لبعض القري المجاورة.
وناشد محمود المسئولين بسرعة التدخل لإنقاذهم من الإهمال والمعاناة التي يعيشون فيها بعد تراكم مياه الصرف الصحي في مختلف انحاء القرية.
ويضيف محمد فرج سيد أمين صندوق الجمعية قريتنا تعاني من سوء الخدمات الصحية علي الرغم من أنها تحتوي علي وحدة صحية فإنها خاوية علي عروشها ولا تحتوي علي أدوية ولا أدوات ولا حتي أطباء حتي أنها لا تحتوي علي مكتب صحة لتسجيل المواليد والوفيات وهو ما يجعلنا نتجه لأقرب مكتب صحة للقرية والذي يبعد عنا مسافة لا تقل عن 5 كيلو مترات، أضف إلي ذلك فإن الوحدة الصحية مغلقة معظم الأوقات وهو ما يجعل أهل القرية يعانون اشد المعاناة في علاج مرضاهم وذلك بنقلهم لأقرب وحدة صحية والتي تبعد عن القرية بمسافة لا تقل عن نصف ساعة في حالة وجود مواصلات.
ويشير زكي حسين معوض إلي ان مركز شباب القرية بلا العاب او انشطة او اي ممارسات رياضية لمساعدة الشباب علي قضاء اوقات فراغهم بدلا من المقاهي حيث ان مركز الشباب أنشئ عام 2003 لكنه عبارة عن قطعة ارض فضاء تحتوي علي عارضتين يجاورها غرفتان من البلوك الابيض بلا اسوار او اي فاصل يفصل بين مركز الشباب وشوارع القرية وهو ما يدفع الفلاحون للمرور بمواشيهم عبر أرضية ملعب المركز وهو ما يجعله عرضة لتراكم القمامة بأنواعها في المركز.
ويضيف سلامة أحمد عبدالسلام أن من المشاكل المهمة والبارزة في القرية هي مشكلة المدرسة حيث إن المدرسة تكتظ بالطلاب ليصل عدد الطلاب في الفصل الواحد لأكثر من 65 طالبا وطالبة وهو ما يضعف من قدرة التلاميذ علي الاستيعاب اضافة الي ان التكدس الزائد داخل الفصول يجعل التلاميذ عرضة للاصابة بالامراض وقد حدث بالفعل مع مرض التهاب الغدة النكافية والذي انتشر في القرية بنسبة كبيرة بسبب انتقال العدوي بين التلاميذ داخل المدرسة ، فضلاً أن المدرسة تعمل علي فترتين صباحية ومسائية الفترة الصباحية تكون للمرحلة الابتدائية اما الفترة المسائية تكون للمرحلة الاعدادية وهو ما يز عنيد من معاناة التلاميذ بالقرية ويقلل من نسبة التحصيل والاستيعاب.
يأتي ذلك علي الرغم من قيام اهالي القرية بجمع تبرعات استطاعوا بها شراء قطعة ارض فضاء بالقرية تصل مساحتها الي 22 قيراطا تقريبا لبناء مدرسة اخري عليها الا ان المسئولين لم يدرجوها في خطط الانشاء علي الرغم من قيامنا بتقديم شكاوي عديدة للمسئولين ولكن دون جدوي.
ومن جانبه أكد عادل أحمد رئيس مجلس قروي الحمام التابع له قرية الحرجة ان مشكلة الوحدة الصحية بالقرية هي مشكلة عجز الاطباء والتكليف حيث ان الوحدة تحتوي علي طبيب ولكنه غير مقيم لذا فإن الوحدة تغلق في الثانية ظهرا.
وعن مشكلة المدرسة فأكد رئيس القرية انه بالفعل تم تخصيص قطعة أرض لبناء مدرسة عليها وبالفعل استلمتها هيئة الابنية التعليمية منذ فترة طويلة إلا أنه لم يحدث جديد رغم مخاطبتها أكثر من مرة لسرعة ادراج المدرسة في خطة الهيئة ولكن دون جدوي.
وعن مشكلة الصرف الصحي فقال "عادل" : أن القرية لم يصل إليها الصرف الصحي مثل معظم قري المحافظة وقد تم مخاطبة الوحدة المحلية لادراج القرية ضمن خطط توصيل الصرف الصحي ولكن الظروف الحالية للبلاد تحول دون تنفيذ المشروع.