طرحت شركة «تويتر» أسهمها للاكتتاب العام في السابع من نوفمبر الجاري، وهو ما يدفعها للبحث عن سبل لزيادة إيرادتها، لتبرير الارتفاع الكبير في سعر السهم خلال الأيام الأولى. ويسعى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في المقام الأول إلى زيادة الاهتمام بالموقع، وتوسيع قاعدة مستخدميه النشطين، الذين وصل عددهم حالياً إلى 232 مليون مستخدم.
ويُعلق «تويتر» كثيراً من الآمال على مواقع الإنترنت الأخرى التي ترتبط بالخدمة، وأيضاً على تشجيع المطورين المستقلين لتقديم تطبيقات واستخدامات مبتكرة لمنصة التدوين المصغر، ما يزيد من نشاط المستخدمين الحاليين، ويُساعد على جذب آخرين، وبالتالي يرفع من عدد وقيمة الإعلانات التي يعرضها الموقع، وفقاً لما تناوله تقرير نشرته صحيفة «ذا نيويورك تايمز» الأميركية.
ويعمل جانب من التطبيقات على تحليل التغريدات، ومساعدة المستخدمين والشركات على استخلاص ما يهمهم في مجال بعينه، ومنها نظام طورته شركة «جوزايك» الناشئة يختص بمجال العمل والتوظيف، ويفحص يومياً نصف مليار تغريدة يكتبها مستخدمو «تويتر»، ويستخرج منها التغريدات التي يرسلها أصحاب العمل، ويعمل النظام على تصنيفها بحيث يصبح من السهل على الباحثين عن وظائف إيجاد ما يهمهم فيها، وإضافة إلى ذلك، تُتيح «جوازيك» لمستخدمي «تويتر» بناء سير ذاتية تعتمد على حساباتهم، ما يمكن أصحاب العمل من البحث فيها وإيجاد المرشحين الملائمين.
وتحاول «جوازيك» مواجهة صعوبة التوفيق بين إعلانات الوظائف والموظفين الملائمين لها وسط خليط التغريدات التي تتناول شتى الموضوعات، ووفق تحليلات الشركة؛ تظهر في كل دقيقة تُرسل 15 وظيفة في «تويتر»، أي نحو 150 ألف وظيفة أسبوعياً، وتوفر الشركة أداة تتيح لأصحاب العمل إرسال تغريدات متعلقة بالوظائف المتاحة لديهم إلى مستخدمين بعينهم، يتوافق ملفهم الشخصي مع المواصفات المطلوبة. وتعمل شركات أخرى على تحسين أحد أوجه القصور الحالية في تصميم «تويتر» الذي يعرض التغريدات وفقاً لتوقيت نشرها، بغض النظر عن أهميتها للمستخدم أو علاقتها بالتغريدات السابقة واللاحقة، ومنها «تامي»، التي تأسست بدعمٍ مالي من الحكومة الألمانية.
وطورت «تامي» واجهة بديلة تُحلل الخط الزمني للمستخدم، الذي يعرض تغريدات الحسابات التي يتابعها، وتصنف التغريدات ضمن ثلاثة أقسام، هي: روابط المواقع، والموضوعات، والأشخاص.
وتتيح «تامي» للمستخدمين البحث في خطهم الزمني في فترة تراوح بين ساعة و24 ساعة، ما يسمح لهم بمتابعة أهم موضوعات النقاش خلال هذه الفترة.
من جانبها، توفر «تويتر» بعض الأدوات المجانية للمواقع الخارجية والمطورين، ومنها «بطاقات تويتر» التي تسمح للناشرين ومواقع التجارة الإلكترونية ومطوري التطبيقات بإضافة الوسائط المتعددة إلى التغريدات، التي لا تتجاوز أيٌ منها 140 حرفاً أو رمزاً.
وأشار تقرير الصحيفة الأميركية إلى توقعات بأن تُمثل «بطاقات تويتر» أساساً لخدمات الموقع المستقبلية، كاستخدامها لتقديم إعلانات الفيديو، أو لإتاحة شراء المنتجات المعروضة في التغريدات مباشرة، ودون أن يضطر المستخدم إلى مغادرة الموقع.
وبجانب استفادة «تويتر» من التطبيقات الخارجية، تسعى الشركة إلى أن تتم إعادة نشر تغريدات المستخدمين، وتضمينها في أكبر عدد ممكن من مواقع الإنترنت. ويتعاون فريق من موظفيها، يقودهم نائب الرئيس للإعلام، شولي سلادن، مع وسائل الإعلام الإخبارية وشركات البث والترفيه على دمج «تويتر» في نشاطاتها.
وتُسهِم التغريدات التي تتناول الأخبار المهمة وتنقلها قبل وسائل الإعلام في لفت الانتباه إلى موقع «تويتر»، وربما تدفع بعض الأشخاص للتسجيل في الموقع، ومن ذلك تغريدة كتبها أحد المديرين التنفيذيين في شركة «سامسونغ»، ديفيد أون، على حسابه في «تويتر» في يوليو الماضي، وتحدث فيها عن تحطم طائرة الخطوط الكورية الجنوبية (آسيانا).
وإلى جانب ذلك، تُحقق «تويتر» جانباً معتبراً من أرباحها نظير بيع إمكانية الوصول إلى جميع تغريدات مستخدميها للشركات التي تعيد بيعها، أو تدمجها ضمن خدماتها الأخرى، وخلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، حصلت «تويتر» على 47.4 مليون دولار، أي 11% من إيراداتها الإجمالية خلال هذه الفترة، نظير منح هذه التصاريح.
ومن بين هذه الشركات «توبسي»، التي تمتلك أداة قوية للبحث المتقدم في تغريدات «تويتر» منذ بداية الموقع إلى الآن.
لكن، وعلى الرغم من الدعم الذي تُقدمه «تويتر» للتطبيقات المعتمدة على منصتها، والمكاسب غير المباشرة التي تُحققها من ورائها، يظل احتمال تغيير «تويتر» لواجهتها البرمجية قائماً.
واعتبر المدير الإبداعي لشركة «فروج» للتصميم، مارك رولستن، أن لدى «تويتر» حوافز للإبقاء على منصتها مفتوحة أمام المطورين الخارجيين، الذين يدفعون باتجاه إيجاد استخدامات جديدة للموقع.
وأشار رولستن، إلى أنه مع دخول مزيد من الأشخاص، وحتى الأشياء كمحطات رصد الطقس، إلى «تويتر»، ستظهر تطبيقات جديدة تُساعد المستخدمين على العثور على المعلومات التي يريدونها بالضبط وتجاهل البقية.