سألوني: ها تنتخب مين رئيس جمهورية؟ - قلت لهم: أنتخب «رجل».. وليس ديكا! قالو لي: إزاى يافصيح؟ - قلت: أنتخب «رجل» لأن مصر فى حاجة إلى رجل رجولته ليست فى شواربه أو لحيته، وليست فى مهارته فى الخطابة والبلاغة، واللعب بالكلمات، البلد تحتاج إلى رجل مصرى وطنى مسئول، شريف يؤمن بأن الرجولة فى العدل وليست فى المظهر! والحكاية أصلها جديدة علينا فنحن المصريين لم ننتخب بصدق رئيسا لمصر من قبل، نعم كانت هناك ومنذ أيام الرئيس جمال عبدالناصر، انتخابات واستفتاءات كثيرة، لكنها كلها كانت على طريقة «ناجح بنسبة 99.9٪»! أنا شخصيا ولدت قبل عهد عبدالناصر بعامين ورأيت بعينى بطاقتى الانتخابية وتسلمتها عند السن القانونية من قسم شرطة السيدة زينب، لكن فى الحقيقة لم أذهب طوال سنوات عمرى إلى انتخابات رئيس الجمهورية أو غيرها، لا أعرف أين ضاعت بطاقتي. أو إن كانوا قد استخرجوا لها بدل فاقد. وكانوا يدلون بصوتى -مع ملايين غيرى- كما يريدونى فى أى انتخابات! وبعيدا عن أسماء مرشحى الرياسة، ومالهم وما عليهم، فإن رئيس مصر القادم لايجب أن يكون «أبونواس» الذى كان يتردد كل مساء على مجلس الخليفة هارون الرشيد. وذات ليلة وقبل حضور أبونواس وكان الخليفة يدبر له مقلبا، فأحضر عددا من البيض وأعطى بيضة لكل واحد فى المجلس، وطلب منه أن يخفيها بين طيات ملابسه! وقال هارون الرشيد لجلسائه، إنه بعد حضور أبونواس، سيتظاهر بالغضب، ويتهم الجميع بأنهم جبناء ومجرد دجاج ويطلب منهم أن يبيضوا، فيخرج كل واحد البيضة المخفية، وعندما يحين دور «أبونواس» سيقع فى الفخ، ولن يجد بيضة يبيضها، ويوقع عليه الخليفة أى عقوبة! وهذا ماحدث بالفعل بعد حضور أبونواس، تظاهر الخليفة بالغضب، واتهم الجميع بالجبن وبأنهم دجاج وطلب منهم أن يبيضوا فأخرج كل منهم البيضة من ملابسه! وعندما طلب الخليفة من أبونواس أن يبيض مثلهم نظر إليهم «أبونواس» فى غيظ. ثم أخذ يصيح قائلا:كو.. كو! - سأله هارون الرشيد: بتعمل وتقول إيه يامجنون؟ - رد أبونواس: إذا كان هؤلاء الرجال جميعا مجرد «فراخ» وفى إمكانهم أن يبيضوا، فأنا الديك الوحيد.. كوكو .. يامولانا! .. ياترى