أثار إفتتاح مشروع الطاقة البديلة "مشروع وحدات البيوجاز" بأسيوط، و الذي ساهمت في تنفيذه إحدى الجمعيات العاملة في نشر الوعي البيئي ومحافظة أسيوط، في قرية أولاد الياس بأسيوط, الذي يعمل على انتاج طاقة حيوية "غاز طبيعي" وسماد عالي الجودة من مخلفات الماشية، غبطة أهالي محافظة سوهاج، التي لا يفصلها عن محافظة أسيوط أية حدود، ولاسيما تداخل القرى والزراعات بين المحافظيتن . كما أن تخصيص هذا المشرع في أقصى قرى محافظة أسيوط جنوبا والتي تجاور قرى محافظة سوهاج الشمالية، أثار حالة من التساؤل عند أهالي سوهاج لماذا لا يتم تعميم هذه التجربة الرائدة والتي تساهم بشكل إيجابي في نشر الوعي البيئي من خلال الاستخدام الأمثل لمخلفات الماشية، ولاسيما أن المشروع له فؤائد إقتصادية وإجتماعية كبيرة جدا شعر بها الأهالي الذين أسعدهم الحظ في تنفيذه داخل منازلهم، وهو ما عبروا عنه بالثناء على تلك الفكرة الرائدة التي تساهم بشكل جدي في رفع العبء عن المواطن في استخدام أسطوانة البوتوجاز ومتاعبها سواء برفع أسعارها من وقت لأخر أو ندرة وجودها وإهدار الوقت والجهد في كيفية العثور عليها هذا من ناحية استخدام الطاقة الناتجة عن وحدة التحليل, أما وأن للمشروع فائدة أخرى كبيرة لا تقل عن سابقتها وهي استخدام المخلفات المحللة داخل الوحدة كسماد عضوي متكامل ليست له أي أثار جانبيه بل كله فوائد للأرض الزراعية، وهو ما يوفر على المزارع عبء شراء الأسمدة وندرتها وارتفاع أسعارها بالإضافة إلى أثارها السلبية، وهو ما عظم من قيمة المشروع وجعل أهالي سوهاج يقولون لماذا نحن دائما متخلفون عن الركب .
قال حسني عبدالرحيم ، مزارع ،إننا نقطن بقرية الرياينة التابعة لمركز طما، والذي هو ملاصق لمحافظة أسيوط وقد استمعنا عن المشروع منذ عدة سنوات، وعن مزاياه الني ستعود بالطبع على الفلاح وأرضه الزراعية، وذلك من خلال توفير السماد زو القيمة العالية لأرضه، وتوفير موقد له بالغاز الطبيعي ولا يحتاج لاسطوانة ولا غيره ولاسيما أننا مقدمون على فصل الشتاء، والذي سيشهد حالة صراع على اسطوانات البوتوجاز.
وأضاف حسن أبزالليف، على المعاش، إن مثل تلك المشاريع وتطبيقها في صعيد مصر هي أشبه بالثروة للفلاح، لأنها ستوفر عليه الكثير من الجهد والعناء، وستعود عليه بوافر الفائدة، قلما لا تعم الحكومة على تعميم مثل تلك التجربة على مستوى قرى محافظات الصعيد جميعها، وتساهم في نشره وحينها لن تقتصر الفائدة على الفلاح بمقردة بل سيعم الخير على الجميع .
وأعرب حسين تمام، فلاح عن مدى استعداه الكامل لاستضافة هذا المشروع بمنزلخه من أجل تطبيقه، ولاسيما توافر عدد كبير من الماشية لدية، وهذا ما يشترطه تطبيق مشروع البيوجاز، وهو ألا يقل عدد الماشية لدى الفلاح عن 10 رؤوس ماشية، وأنه سيوفر المكان اللازم أيضا لتطبيق هذا المشروع الحيوي ذو القيمة العالية .
ومن جانبه قال عادل توفيق، مدير الجمعية المساهمة في تطبيق مشروع الطاقة الحيوية بقرية أولاد الياس التابعة لمركز صدفا بأسيوط، إن الجمعية نجحت في نشر تطبيق تلك التجربة، وهي توليد غاز البيوجاز والسماد عالي الجودة من مخلفات الماشية للمرة الأولي في أسيوط، وذلك عقب إقناع 50 أسرة من أسر القرية وتدشين أول 50 وحدة لانشاء البيوجاز والذي توفر الوحدة الواحدة منه ما يعادل 2 طن غاز يزيد عن مقدار 3 أنابيب بوتجاز فضلاً عن السماد اللازم لزراعة فدان.
وأكد "توفيق" على أن إنشاء وحدات الطاقة البديلة تحمل تكلفتها بالكامل مرفق البيئة العالمي وبرنامج المنح الصغيرة بمصر وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، والذي بدأ بتنفيذه خبراء من الهند على مستوى العالم منذ باع طويل، وبأسيوط منذ قرابة 6 سنوات إلى أن تم افتتاحه بالأمش السبت .
وأوضح مدير المشروع أن له عدة مزايا دون أدنى تكلفة، حيث بتم اسخدام مخلفات الماشية في إنتاج الطاقة البديلة التي ليس لها أضرار على البيئة، وتسميد الأراضي الزراعية للمساهمة في ارتفاع إنتاجيتها من المحاصيل المختلفة، وذلك مقابل توفير مكان إقامة الوحدة التي تتكلف حوالي 5 ألاف جنيه ، وتبلغ مساحتها حوالي 3 أمتار، وكذلك أن تكون لديهم روؤس ماشية لا تقل عن 10 روؤس ، لاستخدام مخلفاتها في تشغيل الوحدة وهو ما يقرب من حوالي 100 كيلو جرام في اليوم لاستمرار تدفق الغاز الطبيعي، واستخدامه في أغراض الاستهلاك المنزلي، وتنتج سماد عضوي يكفي لتسميد فدانين على الأقل .
مشيرا أن الجهه المانحة قامت بتركيب وحدة بوتوجاز خاصة للاستعمال المنزلي حيث أن الطاقة المولده من الوحدة لا يستطيع استخدامها في البوتوجاز العادي، أو السخانات، حيث أن لها نظام خاص في تشغيلها .
ومن الأهالي الذين قاموا بتنفيذ التجرية بمنزلهم العمدة عبدالرحيم الشيمي ، عمدة قرية البارود التابعة للوحدة المحلية بقرية أولاد الياس، وقال إن التجربة كانت في بدايتها غريبة ولم يتشجع الكثيرين على تطبيقها إلا أننا فور علمنا بكمية الففؤاد التي ستعود علينا من تطبيقها بادرتا بالموافقة، حيث بدأت فكرة تطبيق المشروع هنا بقريتنا منذ 6 سنوات، وكان من المفترض أن يتم افتتاحه رسميا في شهر مايو الماضي إلا أن الظروف التي مرت بها البلاد من عدم الاستقرار، أدت إلى تأخر الافتتاح إلى الأمس .
ووصف "الشيمي" طريق عمل الوحدة قائلا نقوم بوضع حوالي 100 كيلو جرام من مخلفات الماشية في الحوض المعد لذلك مع خلطه بكمية من الماء حتي يتم إدخاله إلى وحدة التفاعل عبر أنبوب 5 بوصة تقريبا، ثم تتم عملية التفاعل باستخراج الغاز لتشغيل وحدة البوتوجاز، وهذا الأمر يتم بشكل يومي حتى لا تضعف كمية الغاز المنتجة، وهي عملية بسيطة لا تتجاوز النصف ساعة .
وأكد العمدة البدري عمدة قرية أولاد الياس، وأحد المسفيدين من المشروع أيضا، على أن مزايا تطبيق المشروع لا متعددة منها الطاقة المنتجة منه " الغاز"، والتي في حال تسريبه سواء بترك عيون البوتجاز مفتوحه أو قطع الخرطوم لا تشتعل مطلقا بالنار، بل يتبخر في الهواء ولا تحدث له أي تجمعات، إذا هو طاقة أمنه في الاستخدام المنزلي, المليارات التي يتم توجيهها لتدعيم البوتجاز والغاز الطبيعي في الاستهلاك .
ومن الجدير بالذكر افتتاح الدكتورة ليلى راشد إسكندر، وزيرة الدولة لشئون البيئة، أمس السبت، المرحلة الأولى من وحدات مشروع "البيوجاز" مختلفة السعة بقرية "أولاد إلياس" بمركز صدفا بمحافظة أسيوط، رافقها اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، والدكتورة مرفت التلاوي، أمين عام مجلس المرأة، ومسئولو البيئة والتموين والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.