ليس كل ما يتفتق عنه ذهن الانسان صالح للتطبيق ، كأن يوصى شخص ما بتحنيط جسده ، وهو ما طالب به أحد المشاهير فى العالم . فهل من الوصية جائزة ... وما هو الرأى الفقهى فيمن يوصى بتحنيط جسده ولا فارق بين التحنيط الشرعى وما كان يفعله القدماء من الناس . الدكتور "فتحى عثمان" أستاذ الفقة المساعد بجامعة الازهر .. يجيب قائلاً : لا بد من تعريف التحنيط أولاً ...؟ وهو عند الفقهاء عطر مركب من أشياء طيبة أو كل طيب يخالط جسد الميت ، لمنع التعفن . وهناك نوع آخر كان يقوم به قدماء المصريين يعتمد على أنتزاع أجزاء الجثة باستخراج أحشاء البطن ، وهذا النوع إن دل فإنما يدل على امتهان جسد الانسان لما فى ذلك من تمثيل بجثته ومخالفة لشرع الله وفقاً لقوله " ولقد كرمنا بنى آدم " لذا فالتكريم يكون فى حال "الحياة "وبعد "الممات" وايضاً قوله – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه أبو داود وابن ماجه " كسر عظم الميت ككسره حياً " ولا شك ان كسره حيا جناية وجريمة ان ارتكب بدون عذر شرعى . وأشار إلى أن طريقة التحنيط السابقة محرمة تماماً بالأضافة الى أن محاولة تخليد الجسد والتمثيل بالجسة من الامور المنهى عنها شرعاً !!، .وقد قال تعالى " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون "؟! وهذا يدل على أن الخلود للخالق وحده مهما فعل العبد فانه زائل . وأوضح أيضاً أن حرمانية النوع الأخير لثبوت الضرر الذى يقع على الميت حيث ينظر من يقوم بالتحنيط لعورة الميت ، وفى ذلك انتهاك صريح لحرمته ، حيث ان المعروف ان يلف الغاسل على يده قطعة من القماش عند الغسل ، وهو ما لا يحدث فى عملية التحنيط وبالتالى فخطوات هذه العملية تتنافى تماماً مع تعاليم الاسلام آيا كان سببها . كما أن الشريعة الإسلامية ليس بها مبدأ المحافظة على الجسد بالتحنيط كما ذكر القرآن الكريم " ثم أماته فاقبره ثم اذا شاء انشره " وليس الأمر كما كان يفعل من سبقولنا ، فالجسد مصيرة إلى التراب ، وفقاً لقوله ايضا " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى " . وأضاف أنه لا يجوز لأى شخص أن يوصى بتكفينه على غير السنه كالتحنيط أو لفة بجلد ، ولكن من المباح تغطية الميت بالحنوط وهو طيب لمنع تعفن الجسد حيث كان معروفاً عند العرب حتى بعد الإسلام دون المساس بجسد الميت حيث يقول النبى – صلى الله عليه وسلم – فى رواية لأحمد فى سنده " اذا اجمرتم الميت فأجمروه ثلاثاً " ... وهذا ما ينبغى فعله فى الحالات التى تتوافر خارج أوطانها اذا دعا الجسد فى صندوق أو ما يماثله لحفظ الجسد واتباعاً لسنه الرسول صلى الله عليه وسلم .