قال الأنبا أغابيوس (أسقف دلجا ودير مواس) فى تصريحات خاصة (للفجر) أن السبب الرئيسى وراء تفاقم المشاكل الطائفية فى محافظة المنيا يكمن فى أن الدولة لم تكن حاسمة بالدرجة الكافية مع التكتلات الأرهابية والتنظيمات العصابية المسيطرة على عدد غير قليل من القرى والنجوع.. وللأسف ساعدت بعض العوامل المجتمعية السلبية خلال السنوات الماضية مثل منع الأقباط من تقلد الوظائف العليا ومعاملتهم كمواطنين درجة ثانية على زيادة ثقافة الأستعلاء عليهم من قبل قاعدة البسطاء .. ولعل ما جرى فى قرية دلجا التى تدخل فى نطاق أيبارشيتى خير دليل على غياب ثقافة قبول الأخر ,حيث نجح زعماء الأرهاب فى بث روح الكراهية بين أبناء القرية لأحداث حالة من الفوضى فى أطار مخطط ذيول الأخوان للأنتقام من الشعب ,فبالرغم من دخول القوات المسلحة والشرطة الى القرية لتأمين كنائسها وتمشيطها من العناصر الخطرة الا أن الأخوان لازالوا يواصلون مسيراتهم بصورة يومية ويستأجرون بلطجية لأستهداف منازل الأقباط على وجه الخصوص ورشقها بالطوب مقابل مائة جنيه فى اليوم الواحد كما يتوعدون الأقباط بالأنتقام فى هتافاتهم التى لا تخلو عادة من عبارات خادشة للحياء . وأضاف الانبا أغابيوس :" قد حددت اللجنة الكنسية التى شكلناها من مهندسين ورجال قانون التكلفة المبدئية للتلفيات التى لحقت بمنازل الأقباط منذ فض أعتصامات الأخوان بحوالى 3 ملايين و500 الف جنيها بينما قدرت بعض الخسائر الأخرى فى كنائس القرية الأربع بنحو 2 مليون جنيها لكل كنيسة الى جانب 7 مبانى خدمات قبطية تم أحراقها بالكامل و مكتبة كتب أثرية تحوى كتبا لا تقدر بمال و يرجع تاريخها للقرن الرابع الميلادى فى حين أننا أطلعنا أبراهيم محلب(وزير الأسكان) خلال زيارته للقرية منذ أيام على هذه الخسائر" .
وكشف أغابيوس عن ظاهرة جديدة طفت على السطح فى قرية دير مواس مؤخرا وهى أختطاف الرجال..قائلا لقد عاصرنا حالات أختطاف الفتيات القبطيات عن قرب وعلمنا أسبابها التى تدور فى غالبية الأحيان حول علاقات عاطفية تؤججها المشاعر أو أسر فقيرة لا تستطيع الأنفاق على فتياتها فيقعن فى فخ الذئاب البشرية التى تسلبهم أطهر ما يمتلكن بأسم الحب ولكن أختطاف الرجال يختلف كليا وجزئيا عن الفتيات ,حيث تقوم عصابات منظمة بأعداد خطة محكمة لضحيتها بعد أن تختارها بعناية وتتأكد من أنتمائها لأسرة مقتدرة ماديا ومن ثم تقوم العصابة بأختطاف الضحية تحت تهديد السلاح ومساومة عائلته بأعادته سليما نظير دفع فدية كبيرة تتراوح بين 500 الف و مليون جنيها عندها تضطر الأسرة لدفع الأتاوة مجبرة دون أبلاغ الجهات الأمنية حرصا على حياة المختطف وبذلك أتخذت العصابات من جرائم أختطاف الأثرياء الأقباط وسيلة للثراء السريع وللأسف تظل هذه العناصر الأجرامية طليقة فى الشوارع بالرغم من كونهم معروفين بالأسم لدى الجهات الأمنية وتم تحرير العديد من المحاضر ضدهم الا أن الأمر يدخل فى نطاق التوازنات والحسابات نظرا لأن بعض الجهات الأمنية ترتبط معهم بعلاقات معينة ويستخدمونهم أحيانا لكسر قوة القواعد الأسلامية فى موسم الأنتخابات وكان اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا الأسبق صديق شخصى لخط الصعيد وأحد أهم عوامل توغل البلطجية وأزدياد سطوتهم فى المحافظة,وضرب مثلا بأرض زراعية مملوكة لمطرانية دير مواس تبلغ مساحتها 15 فدان وضع البلطجية أياديهم عليها ولا يستطيع أخراجهم منها بالرغم من حصوله على حكم قضائى وحيازة رسمية للأرض .
وحول مستقبل الأقباط فى البرلمان القادم أكد أسقف دير مواس وجود ضرورة ملحة لأقرار (كوتة) لهم أو ما يعرف بالتمييز الأيجابى لكى يتم تمثيلهم بصورة تتفق مع نسبهم الأصلية على أرض الواقع الى أن تنتشر ثقافة المواطنة وعدم التمييز على أساس الدين فى الشارع المصرى مع الأمتناع عن تعيين الأقباط الطراطير (حسب وصفه) حتى لا تكون المسألة مجرد تعيينات شكلية من أجل تجميل وجه النظام فقط.
وعن الرئيس القادم..أوضح أن مصر تمر بحالة من عدم الأستقرار الأمنى وأزمات داخلية وخارجية لذا فمن الأفضل أن يأتى رئيسا من خلفية عسكرية لديه الخبرة والحنكة الكافية لضبط مقاليد الأمور والفريق السيسى قائد وطنى بأمتياز أنقذ مصر من المعزول وعشيرته كما أن ليس له أطماع أومأرب شخصية فهو الأنسب و الشعب لا يثق حاليا الا به.