مرحبا عزيزي القارئ ، لعلك قد أقبلت على مقالتي تلك ، بعد قراءتك لهذا العنوان البراق ، بشغف ولهفة منقطعى النظير ، في سبيل معلومة تبل بها ريقك او عبارة "تفرد " بها على اقران السوء ، سامنحك اياها فى هذا المقال المثير دون خجل او كسوف ، اخذا فى اعتبارى احتمال مجاهدتك لنفسك فى اخفاء تلك المقصوصة من الجريدة حتى تختلى بها وتمارس ال قراءة، من حقى عليك ان تعلم اولا ان هذا المقال عن البابا شنودة !! اعلم انها تمثل صدمة حضارية لك !! مع ذلك لا تذهب بعيدا ، فالحديث عن الجنس الفموى لايزال قائما !! لكنه كما افهمه لا كما تتمنى ، فقد احزننى اشد الحزن ياصديقى انه بعد وفاة الرجل واعلان نبأ رحيله على صفحات الجرائد والمواقع الاجتماعية ، الفيس بوك وتويتر ، الا وقد تكدست التعليقات بالسباب والشتائم ولاحظت فى صدر صفحات كثيرة المستخدمين يطالبون بتعديل نص العزاء مع حذف كلمة او اضافة الاخرى بل الادهى من ذلك !! قوبل فى اخرى بالتهليل والتكبير وماكان ينقص الامر سوى ان يتسرب مقطع فيديو للشيخ محمد حسين يعقوب يقول فيه " وقال عذرائيل لشنودة نعممممم " وتلك "غزوة الارواح" هو ده " الجنس الفموى" بشحمه ولحمه ؟ يجرى على شفاهنا والسنتنا ، ويجعلنا دوما نستلذ ونستمتع باقذر مافينا ، سلوكيات واخلاقا منحطة ، وتعليقات سخيفة ، نمضى بها قدما ولا نبالى ، ننكأ جراح بعضنا البعض فى اوج غمرة المشاعر والاحاسيس ،ونحول منشور يفيد بوفاة بشر الى صراع فقهى مزمن ،عن جواز التعزية من عدمها والترحم من اصله ، وحتى بعض المتزعمين لهؤلاء مثل حزب النور حين بادر بالعزاء قدمه على شاكلة ( خد ..خدك ربنا ) بعد ان كان يحرمها ولا يجمل حتى مبرراتها باستثناء انف البلكيمى الجنس الفموى فى الازمنة التى يحكمها الجهلاء والرعاع وأدعياء الدين ،قطعا سيغيب عنها شهوة الفهم الحلال، وتتناسى قول المصطفى عليه الصلاة والسلام (لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا) رواه البخاري ، هكذا يجب ان نتعلم سواء اتفقنا اواختلفنا فى مواقفهم ، وان كانت هناك بعض الكلمات التى لا تستهويك فى برقيات التعازى فلتقل خيرا او لتصمت ولا داعى ابدا ان تثيرها فى المكان والوقت الخطأ ، وسانقل لك تلك القصة من كتاب " حتى لا تكون فتنة " للمفكر فهمى هويدى وانظروا إلى دلالة ذلك المشهد من قصة سيدنا موسى عليه السلام، الذى أورده القرآن الكريم، حينما ترك موسى قومه من بنى إسرائيل، فى عهدة أخيه هارون، لبعض الوقت، بعد أن دعاهم إلى عبادة الله وحده، واستجابوا له، ولكن أحدهم اسمه السامرى زاغت عقيدته، فصنع عجلا ذهبيا للتعبد، وتبعه آخرون، وهو ما سكت عليه هارون مؤقتا، وعندما عاد النبى موسى بعد غيبته وفوجئ بما جرى، فإنه وجه لومه وتقريعه إلى أخيه هارون، كما تروى الآيات (92: 94) من سورة طه، فكان رد هارون فى النص القرآنى «إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى»، من أجل وحدة القوم وسد باب الفرقة والشقاق، سكت هارون على هذا المظهر من مظاهر الشرك بالله، وهى حجة قدرها النبى موسى وأقرها، إذ لم يشر النص القرآنى إلى أنه رد الحجة أو اعترض عليها. أى أن هارون عليه السلام عندما خير بين إحباط الدعوة إلى الشرك بالله، واحتمال تفتيت المجتمع وشق وحدته، وبين السكوت المؤقت على بادرة الشرك فى سبيل دوام الوحدة والتئام الصف، فإنه اختار الموقف الثانى، ولم يعترض عليه النبى موسى، وجاء النص القرآنى محملا بهذه الإشارة ذات الدلالة المهمة. . انتهى الاقتباس هذا الموقف وغيره يبين مدى عمق الاسلام واحتوائه للاخر وان الله ليس منحازا لاحد ولكن كما دأب الحال فان العرب لايقرأون واذا قرأوا لا يفهمون وحتى اذا فهموا لا يعملون بفهمهم هذا ، وهذا ما اثار سخطى وغضبى واثرت الخوض فيه بعيدا عن مزايا ومساوئ الرجل لاننا نعيش الان فى شر الازمنة التى ساد فيها الجاهل . واذا كنت تظن انه تم خداعك وقرأت مقالى من اجل معلومة عن الجنس الفموى ذاته ، فمجتمعنا ياعزيزى يعج بالداعرين من حولك وانت لست فى حاجة لمقالة مكتوبة لتعلم ذلك ، فان تحدثت عن اللعق ، فلاحسى البيادات يملأون البرلمان ،وان كان المص فالحرامية يسيطرون ع مقاليد الامور يمتصون دماء الشعب المصرى ليلا نهارا وان كانت الاحاسيس المحرمة فحدثنى عن احساسك الان . واختتم بعبارات لا حياء فى العلم ، لا حياء فى الدين ، ولا حياء لمن تنادى كتب /