اكد اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى والاستراتيجى وعضو الهيئة العليا لحزب حماة مصر أن الخطاب الذى القاه اوباما فى الأممالمتحدة يثبت ضعف موقف الادراة الأمريكية وعدم قدرتها على مواجهة التغيرات الدولية.
واضاف الغباشى "للفجر" ان امريكا تعيش فى اكثر فترات تاريخها ضعفا وظهر هذا الضعف جليا فى تراجع اوباما عن الضربة العسكرية السورية والمرونة الكبيرة التى ابداها ازاء الرئيس الإيرانى وتراجعه عن دعم الإخوان " الخونة " والاعتراف مرغما بالسلطة الانتقالية فى مصر.
وتابع: نعيش الآن فى سياق زمنى مختلف له معايير مختلفة عن السابق حيث لم تعد امريكا بتلك القوة كالتى كانت عليها وقت حرب افغانستان والعراق ولكن على الرغم من تلك القوة على مستوى صناعة القرار وتسويقه على مستوى الأممالمتحدة ومجلس الأمن وقتها الا أن امريكا على المستوى الفعلى اظهرت ضعفا فى خوض غمار الحروب المتتالية فى افغانستان والعراق التى انهزمت فيها وتكبدت من وضعها الاقتصادى و السياسى والأدبى الكثير الذى خصم من رصيدها الدولى اضافة إلى ذلك التغيرات التى لا زال النظام الدولى يشهدها من بزوغ قوى اقتصادية وسياسية تتخذ مواقعها الآن على الخريطة الدولية ليجنح النظام العالمى مرة أخرى إلى النمط التعددى وعلى رأس هذه القوى روسيا والصين.
وأوضح الغباشى أن الأزمة السورية كانت كاشفة ولحد بعيد مدى ضعف قوة الادارة الأمريكية على فرض قرارها على الأسرة الدولية واستطاعت روسيا التى تستعيد بخطى ثابتة مكانتها تقويض القرار الأمريكى بل واكثر من ذلك كسر هذا القرار بارغام امريكا على قبول المبادرة الروسية بتفكيك السلاح الكيميائى السورى وبذلك احيلت الضربة العسكرية الأمريكية على سوريا إلى التقاعد مؤقتا لانقاذ امريكا لا لانقاذ بشار الأسد
واختتم اللواء حديثه قائلا: لا يمكن عزل الثورة المصرية فى 30 يونية عن النظام العالمى الجديد الذى هو قيد التشكيل الآن حيث اطاح الشعب المصرى وقواته المسلحة بالإخوان " الخونة " أهم الأدوات التى كانت امريكا تعتمد عليها فى مجابهة تلك التغيرات فى النظام العالمى الجديد والتى رصدتها مؤسسات البحث الأمريكية . لتوجه إلى الادارة الأمريكية صفعة قوية تضاف إلى الصفعات الأخرى المتتالية الصينية والروسية التى بالفعل افقدت القرار الأمريكى الكثير من قوته وجعلت اوباما يقف مترنحا فى خطواته بالشكل الذى بدا عليه فى تراجعه عن ضرب سوريا وتخفيض لغة التهديد تجاة إيران وتخليه عن الإخوان والاعتراف بالسلطة الانتقالية فى مصر، ولكن من الأهمية بمكان أن ندرك أن ذلك التراجع هو فى اطار التراجع التكتيكى لتعيد امريكا ترتيب اوراقها وصفوفها لتستعد لمهاجمة الأمة العربية من جديد ولابد أن تجد مصر قوية قادرة على الحفاظ على مصالحها ومصالح الأمة العربية لأن امريكا ضعيفة بقدر قوة مصر.