شن الدكتور محمود أبو زيد وزير الري والموارد المائية الاسبق الخميس هجوما حادا على الحكومة السابقة برئاسة أحمد نظيف بسبب مشروع توشكى مؤكدا أن هذا المشروع تعرض لهجوم شديد من غالبية الوزراء في هذه الحكومة بهدف افشاله لانه من انجازات حكومة الدكتور كمال الجنزوري. وقال أبو زيد أمام اجتماع لجنة القوات المسلحة والهيئات الاستشارية والقضائية المنبثقة عن مؤتمر الوفاق القومى الذى عقد الخميس بمقر مجلس الشعب إنه خاطب نظيف أربع مرات بشان الارض التى منحت للامير الوليد بن طلال والتى وصلت الى مائة ألف فدان ولم يستصلح منها سوى ثلاثة الآف فدان فقط يتم تصدير كل منتجاتها من خضر وفاكهة الى أوروبا من الارض مباشرة.
وانتقد أبو زيد عدم تشجيع المستثمرين المصريين للاستثمار فى توشكى والتوجه الى الاجانب .. وكشف انه استمر لمدة عامين يطالب بمبلغ 50 مليون جنيه لاستكمال سحارة توصيل المياه الى فرعى 3 و4 ولكن الحكومة رفضت .. وقال "عندما استطعت ان أحصل على 50 مليون دولار لهذا الغرض من دولة الامارات رفضوا ايضا".
وأضاف أن حكومة نظيف كان لديها اصرار غريب على افشال هذا المشروع وعدم تكملته لافتا الى انه عندما نجحت الشركة المصرية الوحيدة التى منحت 20 ألف فدان فى زراعتها قمحا وحققت نجاحا كبيرا لم يهتم بها أحد.
وطالب ابو زيد بعدم التفكير فى الاتجاه العسكرى لحل الازمة مع دول حوض النيل فيما يخص محاولة هذه الدول بناء عدد من السدود على النهر وتقليل حصة مصر من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا.
وأكد أبو زيد أن مصر لايجب أن تفكر فى هذا الامر ليس من منطلق عدم قدرتها عليه ولكن لان أحدا من دول العالم الكبرى لن يتركها تفعله فضلا عن أن العالم كله يساعد هذه الدول التى تعانى من الفقر.
وقال أبو زيد إن دول منابع النيل لاتستطيع علميا فى نفس الوقت منع المياه عن مصر خاصة فى ظل تعرضها لامطار كثيفة تتحول الى فيضانات وبالتالى تحتاج دائما الى تصريف هذه المياه
وأشار الى أن الخطر الاكبر الذى يواجه مصر هو الزيادة السكانية الرهيبة التى سترفع عدد السكان سنة 2050 الى 140 مليون نسمة سيكونون فى حاجة الى موارد مائية كبيرة مطالبا بوضع خطة بعيدة المدى للموارد المائية باعتبارها قضية أمن قومى وأن تتواكب معها خطة للخروج من الوادى والدلتا وترشيد استخدامات المياه والحد من اقامة ملاعب الجولف فى المنتجعات والتى تستخدم كميات مياه كبيرة جدا.
ولم يسبتعد أبو زيد ان تكون اسرائيل تدخلت فى دول حوض النيل لالحاق الضرر بحصة مصر من مياه النيل الا أنه أكد فى نفس الوقت أهمية الاعتراف بأن هذه الدول تحتاج الى التنمية "ونحن تعالينا عليها وهذا هو السبب فى توقف المفاوضات معها مؤخرا".
وقال إن المشروعات التى تخطط هذه الدول لاقامتها على النيل ستتم وسوف تحصل هذه الدول على تمويل واعتمادات لها مشيرا الى أن اثيوبيا حصلت بالفعل على اعتمادات من الصين واسرائيل.
وكشف ابو زيد أن مصر وصلت فى السابق الى مرحلة متقدمة من المفاوضات مع دول منابع النيل حول المشروعات التى تنوى اقامتها حتى لاتضر بمصر الا أن التعالى والسياسة افشلوها.