دائما ما تميزت مصر عبر تاريخها بالحكم الفردى منذ عهد الفراعنة الي قيام ثورة يناير من العام الماضي هذا ما أكدته في مقالها الكاتبة الامريكية موريال ميراك فايسباخ حيث تحدث في مقالها عن الثورات العربية عن الرئيس السابق حسني مبارك ووصفته بأنه ورث النرجسية من سلفيه جمال عبدالناصر وأنور السادات، كما حافظ علي ديكتاتورية الشخصانية والجيش والحزب الواحد. وتابعت: للظاهرة تاريخ طويل بالثقافة المصرية تعود إلي الأزمنة القديمة حين رمزت شخصية الفرعون لسلطة الدولة، فالسادات قال لمحمد هيكل: أنا وجمال عبدالناصر آخر الفراعنة العظام في تاريخ مصر، وأكثر من ذلك فقد كررها ذات يوم للرئيس جيمي كارتر وإن كان قد طور النظرية ليقول: إن الناس ينظرون إلىّ علي أنني خليفة عبدالناصر، وذلك ليس صحيحاً، فأنا لا أحكم مصر طبقاً لأسلوبه، ولكن أحكمها طبقاً لأسلوب رمسيس الثاني، وقد أعطي المصريون منذ زمن طويل اللقب نفسه لمبارك، وقد وفر كتاب حديث عنوانه آخر الفراعنة: مبارك والمستقبل غير المؤكد لمصر بالشرق الأوسط المتقلب مادة مفيدة تؤكد هذا الزعم، ويلاحظ المؤلف علاء الدين الأعسر أن زعماء القرن العشرين المصريين الثلاثة من المعجبين بنوع خاص بالفرعون رمسيس الثاني، ولسبب وجيه: فبحسب الأسطورة عاش رمسيس الثاني حتي عمر التاسعة والتسعين، وحكم مصر لستة وستين عاماً من تلك السنين. وأوضحت أن مئات القضاة عندما رفضوا الانضمام إلي الحزب طردهم عبدالناصر في عملية باتت تعرف بمجزرة القضاة، وصنفت ديكتاتورية عبدالناصر التي ورثها مبارك بوصفها التهديد الثلاثي أي أنها ديكتاتورية تجمع بين ثلاثة عناصر من ثلاثة أنواع الشخصانية: حيث تتركز السلطة في شخص واحد والجيش وديكتاتورية الحزب الواحد. ولفتت إلى أن الجيش حافظ علي دوره الطليعي بالمؤسسات الاجتماعية وفي الاقتصاد إلا أنه لم يمكن الاعتماد عليه في خدمة مصالح النظام أو قائده فوق مصلحة الشعب لأنه لايزال جيشاً من المجندين، وهو ما أثبت علي أنه كعب أخيل مبارك في ثورة 2011 بيد أن قوي الأمن الداخلي وجهاز الأمن وهما الاستخبارات التي يخشي منها عن حق بقيت تحت سيطرته المباشرة وقد استخدمها من دون رحمة ضد الأعداء المزعومين أو الفعليين جميعاً واشتهرت المخابرات المكروهة التي جلت في 15 مارس 2011 بوسائل تعذيبها الوحشية بالمقارنة بتلك التي اعتمدها جهاز أمن الدولة ستازي في ألمانياالشرقية الشيوعية. وأوضحت أن مبارك حافظ مع الحزب الوطني الديمقراطي علي عرف حكم الحزب الواحد الذي أقامه عبدالناصر، وقد سمح من الناحية الرسمية بوجود أحزاب معارضة أخري لكن تم التلاعب بقوانين الانتخاب إلي درجة تمنع أي منها، أو أي ائتلاف بينها، من تحدي احتكار الحزب الوطني الديمقراطي للسلطة، أما بالنسبة إلي الانتخابات الرئاسية فلم تظهر إلي الوجود حتي 2005، إذ كان مبارك يسمي نفسه بوصفه المرشح الوحيد ويدعو الناس إلي انتخابه في استفتاء يجري مرة كل ست سنوات، وفاقت نسبه المئوية دوماً التسعين بالمائة. ولفتت إلى أن مبارك وطد سلطته الرئاسية علي مؤسسات الحقبة الناصرية ليتبني بعدها تدريجاً البهارج الخارجية التي تليق بحاكم مطلق، تيقن شخصياً من عدم تعرض شخصه أو صورته العامة للتلطيخ من وجهه النظر الصحفية المناوئة فعين بنفسه رؤساء تحرير الصحف اليومية المصرية الرئيسية وأبقي علي السيطرة الحكومية علي الطباعة والتوزيع، ونصت بنود في قانون الجزاء وقانون الصحافة علي عدم جواز الحط من كرامة رئيس الدولة وطبقت تطبيقاً شديداً، وأدين سعد الدين إبراهيم من مركز ابن خلدون لدراسات التنمية بتهمة التشهير وحكم عليه بالسجن سبع سنوات. واستطردت في مقالها ان سوزان مبارك اخذت في تجميع الألقاب وكلها تتعلق بانخراطها الظاهري في البرامج الاجتماعية وللائحة وقعها في النفس: راعية لسلسلة الأطفال التليفزيونية عالم سمسم والرئيسة الفخرية لنوادي الروتاري في مصر ومؤسسة ورئيسة الجمعية المصرية للطفولة والتنمية البشرية والمبادرة ومؤسسة مركز توثيق وبحوث أدب الأطفال، ومؤسسة متحف التاريخ الوطني للأطفال ورئيسة المجلس الاستشاري للمجلس القومي للطفولة والأمومة، ورئيسة اللجنة المصرية القومية للمرأة ورئيسة المؤتمر القومي الأول والثاني للمرأة وصاحبة المبادرة في القانون الموحد للطفل، ورئيسة القس المصري للمجلس الدولي لكتب الشباب، ورئيسة الجمعية المصرية للهلال الأحمر وصاحبة المبادرة في الحملة القومية للنقل الآمن للدم، ونائبة رئيس الكومست ورئيسة المجلس القومي للمرأة.