أوقفت السلطات الأردنية صحافيين بعد نشرهما مقطع فيديو عاديًا، لكنه بعنوان "جنسي"، وهو قرار أثار استهجان الأوساط الإعلامية والحقوقية. تسبّب نشر مقطع شريط فيديو عادي، لكنه بعنوان "جنسي" بتوقيف ناشر ورئيس تحرير موقع الكتروني في الأردن، وهو قرار أثار استهجان الأوساط الصحافية والحقوقية. وبالمقابل اعتبر كثيرون في الوسط الصحافي الأردني أن نشر الشريط لا مسؤولية أخلاقية أو مهنية فيه. وفي تعليقات وتغريدات حفل بها موقعا التواصل الاجتماعي (فايسبوك وتويتر) كتب مراقبون وإعلاميون ما ملخصه: أن "ما بثه موقع جفرا بخصوص شريط يتعلق بأمير قطري ليس فيه من مهنة الصحافة شيء، ولا يمكنه ان يكون، بل إبتذال وإنحراف ومعاكسة لكل ما هو مهني وأخلاقي ... وهذه القضية لا تتعلق بالحريات إطلاقًا". يذكر أن الأردن يواجه معاناة صعبة في مراقبة وضبط أداء مئات المواقع الالكترونية التي انتشرت كالهشيم على ساحته بدون ضوابط قانونية أو مهنية أو أخلاقية فضلاً عن عدم اكتمال شروط ناشري ومحرري هذه المواقع التي تجاوزت في اعدادها الرقم الألف، كما لا تعرف نقابة الصحافيين الأردنيين بهذه المواقع أو بعديد من محرريها. وكان مدعي عام عمّان القاضي صالح الشوابكة قرر يوم الأربعاء إحالة قضية ناشر موقع (جفرا نيوز) نضال الفراعنة ورئيس تحريره أمجد المعلا إلى محكمة أمن الدولة. ووجه المدعي العام للمحكمة للفراعنة والمعلا تهمة القيام بأعمال لم تجزها الحكومة، من شأنها تعريض المملكة لخطر أعمال عدائية"، وفي حال أُدينا بهذه التهمة سيواجه الاثنان عقوبة تتراوح بين السجن لعامين ونصف العام والسجن خمسة اعوام. وكان المحامي محمود النعيمات وكيل الدفاع تقدم اليوم للمحكمة بطلب تكفيلهما، إلا أن المحكمة لم تنظر بالطلب لأن المدعي العام اعتبر القضية من اختصاص محكمة امن الدولة. وكان المدعي العام قرر الثلاثاء توقيف المعلا والفراعنة في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة 15 يومًا على خلفية نشرهما شرط فيديو يسيء للعلاقات الثنائية ما بين المملكة ودولة شقيقة. مقطع فيديو وكان موقع "جفرا نيوز" نشر قبل نحو عام مقطع فيديو عاديًا، ولكن عنوانه "جنسي"، يسيء للشيخ جاسم، شقيق أمير دولة قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد أل ثاني، ما تسبب في توقيف الصحافيين المسؤولين عن الموقع، يوم الأربعاء. ويشار إلى أن الشيخ جاسم، ولي عهد قطر الاسبق (حتى أغسطس/ آب 2003)، هو الابن الاكبر لأمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي تنازل في يونيو/ حزيران الماضي، عن السلطة لابنه ولي العهد الشيخ تميم. وقال مدير الموقع سامر الخطيب إن "الزميلين اوقفا بعد أن نشر الموقع الاثنين الماضي، مقطع فيديو متداولاً منذ عام تقريبًا على يوتيوب بعنوان "فضيحة جنسية لابن أمير قطر مع فتاة اسرائيلية". وقال الخطيب إن المقطع لا يتضمن أي مشاهد جنسية، إذ يظهر فيه شاب وفتاة بملابسهما وهما يتحادثان هاتفياً ثم يتبادلان الحديث، وهما جالسان على سرير. استهجان واستهجنت أسرة الموقع توقيف فراعنة ومعلا والتحقيق معهما بموجب قانون العقوبات الأردني وتجاهل قانون المطبوعات والنشر الذي يخضع له كافة العاملين في مجال الاعلام عند مساءلتهم قانونياً، علماً أن الفيديو الذي تم نشره هو متداول على موقع اليوتيوب ومتاح لجميع زائري الموقع. وفي تقرير نشره موقع (جفرا) فقد عبّرت أوساط أردنية سياسية وإعلامية عن الغضب الشديد الذي قد لا تُعرف إتجاهاته في المرحلة المقبلة، إزاء نهج التعامل بذلة وإنكسار مع بعض الدول العربية، وتحديدًا بعض الدول الخليجية التي تتخذ من الأردن مادة للسخرية والتهكم، والإساءة المقصودة غالبًا. واضاف الموقع: "يبدو أنه مطلوب من الأردنيين أن يغضوا النظر عن سلسلة الإساءات التي توجه يوميًا الى عاداتهم وتقاليدهم، ونظامهم السياسي، وهنا يتبدى للجميع ما فعلته قناة (الجزيرة) القطرية من تقارير ومقابلات وتغطيات تضمنت إساءات مباشرة لرأس النظام الأردني الذي نفتديه بالمهج والأرواح، إذ لم تحرك الحكومة الأردنية ساكنًا". وخلص الموقع إلى القول: "بل أن أصواتًا إعلامية تمارس النفاق السياسي المكشوف والمفضوح ل (جزيرة) قطر وبرامجها المهينة للأردن والأردنيين اعتبرت أن ما تقوم به (الجزيرة) هو حرية ومهنية خالصة تستدعي الثناء والتصفيق، والإنبطاح لمن شاء، بل إتجهت هذه الأبواق المنافقة للقول إن ما نشره موقع "جفرا نيوز" بشأن مقطع فيديو يخص أحد أشقاء أمير دولة قطر الشقيقة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هو سوء أدب وقلة مهنية، وإساءة للشقيق القطري، وهو أمر مؤسف جدًا أن يصدر عن مثقفين وكُتّاب وصحافيين".