أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى أمس أمام الفلسطينيين ومنعت طلاب المدارس وموظفي المسجد من دخوله، بالإضافة إلى اعتقال 3 شباب، فيما اقتحمت مجموعات متتالية من المستوطنين المسجد وأدوا الصلوات داخله، وذلك استمرارا للمشهد الذي بات بشكل شبه يومي بالتزامن مع الأعياد العبرية وبحراسة شرطة وقوة خاصة من الاحتلال. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الممنوعين من دخول المسجد تجمهروا عند الأبواب المفضية له وهتفوا استنكارا لمنعهم، في حين تواجد العشرات من المرابطين والمعتكفين من الذين تمكنوا من المبيت في المسجد.
وكانت الشرطة الإسرائيلية باغتت المتواجدين في المسجد الأقصى وحاولت إخراج المعتكفين بالقوة، واعتقلت ثلاثة منهم، واعتدت على الباقين بقنابل الغاز المسيلة للدموع وغاز الفلفل الحار مما أدى لإصابة عشرات الفلسطينيين، كما فرض الاحتلال إجراءات أمنية مشددة وأغلقت أبواب الأقصى بالسلاسل الحديدية ومنعت من تقل أعمارهم عن الخامسة والأربعين عاما من دخول الأقصى أوالبلدة القديمة، كما منعت قوات الاحتلال كذلك طلبة مدارس الأقصى الشرعية من الدخول إلى الحرم القدسي. وأكد شهود عيان أن اقتحام القوة لباحات المسجد الأقصى من قبل المتطرفين والمستوطنين إنما جاء بهدف منع المصلين والموجودين فيه من التصدي للمقتحمين وترافق هذا، اعتقال الشيخين كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني (عرب 48)، وعلي أبوشيخة مسؤول ملف الأقصى والقدس في الحركة، وذلك بعد استدعائهما من مخابرات الاحتلال للتحقيق معهما بتهمة «إثارة الشغب والتحريض في المسجد الأقصى».
وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان صحافي إن شرطة الاحتلال وجهت للخطيب وأبوشيخة تهمة «إثارة أعمال شغب أدت إلى الإخلال بالنظام العام في المسجد الأقصى في الفترة الأخيرة». تأتي هذه الأحداث في ظل دعوات مستمرة من الجماعات اليهودية لاقتحام الأقصى بمناسبة عيد العرش العبري. في سياق آخر، دعا مسؤول أميركي رفيع الدول العربية إلى التحاور المباشر مع إسرائيل والكف عن عزلها بغية تسهيل إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الأمن الدولي وعدم الانتشار توماس كونتري مان خلال لقائه مع سفراء الدول العربية وحركة عدم الانحياز المعتمدين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل لن يتحقق إلا عبر حوار مباشر بين إسرائيل وباقي دول المنطقة.