* ميلاد الخليفة : فى احد الممالك القديمة والكبيرة ، ولد بطل حكايتنا الاسطورية ..ولد وكل ماحوله مهيأ لخدمته ومسخر لراحته -كيف لا - فهو الخليفة المستقبلى ،،قبل مولده إكتست المملكة بالالوان الفرحة والبهجة إستعدادا لاستقباله ، وابواه لا تكاد الدنيا تسعهما فهم على وشك استقبال فلذة كبدهما الذى طالما انتظروه ليرث الخلافة بعدهم ، سبعة ليالى هى المدة التى حددها الطبيب لتكون احداهن هى الليلة المرتقبة ...مرت الليالى وفى كل ليلة يزداد ترقب المملكة والوالدين لرؤية الوريث ....... وفى احد الليالى المقمرة سمع دوى صراخ الام يهز جنبات القصر ،ساد الهدوء المملكة... الطبيب ومساعديه و كبيرة الخدم وعدد من الخادمات فى غرفة الملكة والبقية فى الخارج منتظرين الاخبار السارة ..... أنت الان فى البهو المؤدى للغرفة الملكية ،رواق طويل ملئ بالأعمدة و المشاعل التى علقت على جدرانه الحجرية ترى فى اخرهالغرفة الملكية ابوابها مذهبة ومسدل عليها الستائر والخدم ينتظرون امام الباب ، وتلك المرأة السمينة التى مرت بجانبك ممسكة بطرف ثيابها فى فمها وبالماء الساخن فى كلتا يديها هى كبيرة الخدم ، وذلك الرجل الواقف على باب الغرفة ويصيح هو الطبيب .... وصل الماء للطبيب ،الملكة مستلقية على ظهرها و فى فمها قطعة من القطيفة الحمراء تعض عليها لتفرغ فيض المها ،شعرها الذهبى متناثر على كتفيها عرقها تغلب على مناشف الخدم التى تسابقت لتجفيفه ، بين نزعات الالم تحاول الام ان تطمئن على وليدها لا تقوى على الكلام او الجلوس لاترى الا وجوه من حولها ، وجه الطبيب متوتر وغضبه من الخدم يجعل وجهه صعب الاستيعاب وزوجها ذابت ملامحه وقسمات وجهه لاترسم عليها الا تلك الابتسامة التى يطمأنها بها حين تلتقى عينهما وتذوب ملامحه مرة اخرى بمجرد افتراق مقلتيهما ، قلق قاتل والم لايوصف وقلبها الامومى متشوق لتسلم مهامه ... لحظات مرت عليها كالساعات مابين قلقها و المها وشوق قلبها لرؤية من اشقاها طوال تسعة اشهر ...... اخيرا جائت صرخات الخليفة معلنة حضوره الى الدنيا بسلام ، حينها وحينها فقط إطمئنت وأبتسمت ووضعت رأسها على الوسادة و إستسلمت للإغماء الذى طالما قاومته لترى ثمرة فؤادها . * المعركه: نظرةُ جانبيةُ لساحة المعركة....مشهد مهيب الجيشان فى طرفى الساحة ...اقصى اليمين يقف الخليفة متصدرا جيشه . وعلي الطرف الآخر يقف عدوه و جيشه الجراار .. الحرب لم تبدأبعد... و لكن مؤشرتهاا تدل على مدى شدتها و ضرواتها _ لكن _ الخليفه قد نضج وورث ملك ابيه وانجب،اضافة الى انه قد اعتاد علي مثل هذه المعارك و الحروب منذ نعومه اظافره و تقاليد المملكة تقضى بان يتولى الخليفه مقاليد الحكم و يكوون مسؤلا عن اعماله بشكل تام فور بلوغه الثانيه عشر ... الخليفه علي صهوة جواده فى مقدمة جيشه ،عريض المنكبين مبيض الوجه يتوسط جبهته ختم الاتقياء ( أثر السجود) مرتديا زيه العسكرى و عدة القتال كامله يشبه فى هيئته صلاح الدين و فرسه الأسود يزفر و ينبش الارض بحوافره , و قف الخليفة يتأمل جيش العدو بأعداده المهولة وأسلحته المتنوعة ؛ " ماهذا !!!! هذه الوجوه مؤلوفه لى ( محدثا نفسه ) .. أليس هذاا أبنى و هذا الفرس انه لى .... بنى انت تقف فى الجانب الخطأ ليس هذا زى جيشنا ولا نفيره ولا تلك قضيتناا ولا انا قائده حتى ، حتى الحصاان الذى ربيته و اطعمته و الذى هو فى الاصل( مال ) لى يقف فى صف عدوى ، كبح الخليفة غضبه و ابتلع دهشته و اخفى بريق الدموع فى عينيه و التفت الى جيشه قائلا : إن كل عدو للمملكه و ربها هو عدو لى و لكم و كل من يساعد العدو فهو عدو ، و كل من ارتضى ان يقف فى الجانب الاخر و يرتدى زى العدو مهما بدا قريبا و حليفا فهو عدو ( قالها و عيناه مغرورقة بالدموع ) ، الجيشان مستعدان لبدء المعركه جيش العدو لا يُرى اخره ولا يرى قائده !!؟ ؛ نعم فبالرغم من ان الخليفه قد خاض ضده العديد من الحروب الا انه لم يراه فهذا العدو لا يعرف له شكلا ولا يقاتل بنفسه يرسل جنوده و يدبر مكائده ولكنه لا يظهر للخصوم و يزيد هذاا الغموض الذى يحيط به نفسه رهبه خصومه منه , تخيل ان تحارب شخصا /شيئا لا تراه , لا يراه و لكنه يعلم بوجوده . جاء النفير معلنا بداية الحرب و ارتفعت اصوات الجنود بالصيحات و صهيل الخيول قبل اصتدام الجيشين لحقها صوت تراطم السيوف ؛ الحرب ضروس و الغبار يغطى أرض المعركه ولو انك ترى ساحه المعركه من الاعلى لرأيت الجيش الذهبى ( جيش الخليفه ) و الجيش الاسود ( جيش العدو ) يتداخلاان مثل الذهب المصهور و الزئبق المسال , اشتدت المعركة و الخليفة يصول و يجول باحثا عن عدوه , اثناء القتال وجد حصانه متوشحا بعلم الاعداء فضرب عنقه و اذا بشابا من جيش العدو يباغته ، التفت اليه وجد انه ابنه , لم يتردد ان يقوم بمبارزته و يهم بقتله لكن سيفه قد اخترق قلبه الابوى قبل ان يخدش لابنه عضواا, أخذ الامير الضغير يتمايل فى حركات رشيقه موجها ضربت قويه لابيه , و ابيه و "معلمه" يتصدى له و يناوره..... السيفان متقاطعا ينظران فى عين بعضهما البعض لكن لا يران الا تصميما , التقت اجسادهم و لم تلتقى قلوبهم ألتقت حواسهم و غابت أرواحهم .... وقت القرار و أى قرار أقسى من هذا ءأنفذ هذا السيف فى صدر ابنى كمااا سبق و فعلت فى قلبى ،فأنفذ وعدى لجنودى ام اتركه ليفعلهاهو بى و تفقد فكرتى روحها و عقلهاا؟.....و اختار ان يكون مصيير قلب ابنه نفس مصيير قلبه , خفتت كل الاصوات فى المعركه و انسالت روح الابن من بين يدى الاب خفتت كل الاصوات فى المعركه و ظهر فى الافق ضوءا ساطع اذهب عقل الخليفه و انساه ما فقد و ظهر فى وسطه ما جعل حدقه الخليفه تتسع .. * اختبار الخليفة : ظهر من وسط هذا الضوء مخلوق اسطورى لم يرى الخليفة مثله قبلا ،اجنحته وهيئته المهيبة ملأت حيز رؤية الخليفة ... مد يده و أخذ بيد الخليفة وقال له "لا تقلق ،هيا معى " ،انطلق الخليفة مع مضيفه وقال له: "الى اين تأخذنى" ..قال: "الى الاختبار" قال الخليفة : اى اختبار . المضيف: اختبار الخلافة . الخليفة : وكيف هو ؟ المضيف: ثلاثة ابواب عليك اجتيازهم ولكل باب اختبار . الخليفة : وإذا لم اجتاز احد الابواب؟ المضيف : انه ليس كأى اختبار ،لا يعتمد على مدى مهارتك ،له علاقة وثيقة بما فات ويتوقف عليه ما هو ات ؛ وكأنه يتعمد عدم الاجابة على سؤال الخليفة !! الخليفة : لماذا لم ترد على سؤالى ؟ ماذا اذا لم اجتاز احد هذه الابواب ؟ المضيف: مبتسما " مالم اجب عليه ابتدءا لن اجيب عنه انتهاءا ،يجب ان تدرك حقيقة ان انت هو موضع ومحل الاختبار واى شئ هو اختبار واى شخص او كائن هو مختبر لك " . توقف المضيف بالخليفة فى مكان شديد البياض لا تظهر له اى معالم الا بوابة تبدو فى الافق البعيد ، اشار المضيف للخليفة تجاه البوابة وقال له :ان رحلتك معى ودورى ينتهيان هنا ،وهنا يبدأ اختبارك ونظر اليه مبتسما وانطلق ...... بعد ان ابتعد قليلا التفت ونادى عليه ،قال : تذكر كل شئ هو اختبار فأثبت . خالج الخليفة شعور ممزوج بالطمأنينة و التوجس فطالما حكى ابوه له عن هذا الاختبار لكن الحكاية اكثر متعة واقل خطرا ، كما انه لم يعد احدا من هذا الاختبار ليحكى عنه ،وانطلق الى البوابة ليجد عندها حارسين شديدا الغلظة والقوة ذوى وجوه مخيفة وشعر طويل وانياب بارزة من الفم ، اقترب الخليفة من البوابة فنهره الحارس وامسكه بشده ورفعه عن الارض وسأله عن أسمه وسبب مجيئه أرتبك الخليفة قليلا لكنه رد عليه بطريقة توحى بالثقة . الحارس : ماهى اكثر فكرة تعتنقها ومن صاحبها ؟ من الذى اوصلها اليك ؟ ما هو الدستور الذى تطبقه ؟ (قالها بعنف) الحارس الاخر : قبل ان تجيب اعلم بأننا سنعرف ان كنت صادقا او لا . الخليفة : اكثر فكرة اعتنقها هى الفكرة التى علمها ابى لى وعلمها له جدى وهى التى اؤمن بها وصاحبها هو صاحب الفضل على وعلى عائلتى ،الذى وهبنا الخلافة ابا عن جد ، اوصلها الى رجل عاش قديما امن بها ونقلها لمن بعده ، والدستور هو كتاب جامع يحوى تعاليم صاحب الفكرة . خفف الحارس من قبضته ونظر الى الحارس الاخر فأشاح برأسه ،فحرره من قبضته وانزله ارضا وقال له : نعم الخليفة انت خير خلف لخير سلف ، اعبر البوابة لان لكل اختبار ميعاد . اتجه الخليفة الى البوابة الأخرى وسلم على حارسها . ا لحارس :هل عبرت البوابة السابقة ؟ الخليفة : بالطبع والا كيف وصلت هنا . الحارس : ان هذا الباب فيه اختبار لقدرة التحمل ففتحته ضيقة للغاية وتزداد ضيقا بمرورك فيها الخليفة : ءأموت سحقا !!؟؟ الحارس : انه مأمور بأن يضيق لا ان يقتل كما انه مرهون بك (مبتسما) . مر الخليفة من الباب الضيق السميك وبمجرد ان أنفذ جسده وأصبح بالكامل بين البابين بدا الباب يضيق واستشعر الخليفة بأن عظامه ستنكسر وان الدم سينفجر من عينيه .... واخيرا مر الخليفة من الباب وجلس ليستريح من هذه التجربة الشاقة ،انطلق الى بوابته واختباره الأخير الباب يبدو فى الافق لكن لا يوجد عليه حراس اخذ الخليفة يقترب ويقترب وبمجرد ان وصل اليه فإذا بتنين عملاق يعترض طريقه ويكلمه : التنين : ما الذى اتى بك الى هنا ؟ الخليفة : اعتقدت بأن لديك اجابة لهذا السؤال . التنين : ثقتك لا تتوافق مع ضربات قلبك المتهافته الخليفة : ان ثقتى لا تجردنى من انسانيتى وخوفى ، كما ان الانسان لا يقابل تنينا كل يوم . التنين : و انا لا اقابل بشرى مثلك كل يوم ، منبهر من ردة فعلك !! الخليفة : هلا خففت من قبضتك حول جسدى ؟ التنين : لك هذا ، اعجبتنى لبقاتك . الخليفة : ارجو الا يكون اعجابك مبررا لبقائى . التنين : فلتذهب ايها الخليفة ، لولا حسن تدبيرك الان وقبلا لضربتك ضربة عرفت بها درجة حرارة باطن الارض ؛ انتهى اختبار الخليفة فوجد نفسه فى ارض خضراء وجد فيها الخلفاء اسلافه ،حينها ادرك بأنه نجح فى اختباره
* مفتاح المقالة : ان هذه المقالة تكمن اسطوريتها فى احداثها واقعية فى وواقعها ان كل شخص جئت على ذكره فى المقالة او حوت اسمه الاقواس له مدلول وفيما هو اتى ذكر لها ،قد تحتاج لاعادة قراءة المقال بعدها : الخليفة : انت العدو: الشيطان الابن والحصان : فتنة المال والابناء ساحة المعركة : الدنيا . الكائن الاسطورى : ملك الموت . الاختبار : القبر . حراس البوابة الاولى : منكر ونكير. الاختبار الثانى: ضمة القبر . التنين : الثعبان الاقرع. المكان الاخضر : جنة البرزخ. قارئى العزيز "الخليفة" ان كل منا مؤلف وكاتب يكتب اسطورته فروض قلمك وحدد لكلا دوره وارسم مراحل اسطورتك وضع لها النهاية التى تسعد انت بها .... وكن على ثقة بأن الأساطير مهما كانت خيالية فهى مستمدة من الواقع