النفيس : خطوة هامة لقطع لسان المشككين فى ولاء الشيعة لمصر
كانت العلاقات المصرية الإيرانية أيام الشاه محمد رضا بهلوي علاقة كاملة وممتازة، وأعترف الرئيس الراحل أنور السادات إيران بأنها كانت تعترف بإسرائيل، وأن حرباً مع إسرائيل قد ولت، وأستمرت حتى عام 1979، وتراقب مصر بحذر وخوف من التغيير التي صارت في طهران.
واستقبلت مصر الشاه محمد رضا بهلوي بعد رفضت استضافة أمريكا خوفاً على مصالحه، وما أن مصر أعلنت معاهدة سلام مع إسرائيل في مارس 1979، فأعلن النظام الإيراني قطع العلاقات مع القاهرة ، بسبب خيانة السادات.
وبعد أن قتل الرئيس الراحل أنور السادات في أكتوبر 1981 م، أطلق النظام الإيراني شارع اسم قاتله خالد الإسلامبولي على أحد شوارع طهران، وطالبت السلطات المصرية النظام الإيراني بإزالة هذا الاسم الذي قتل الرئيس الراحل أنور السادات، ما أدى بمصر إلى قطع العلاقات مع إيران وطرد السفير الإيراني ، وتدشين شارع محمد رضا بهلوي في أحد شوارع القاهرة تخليداً لذكرى رحيل الشاه محمد رضا بهلوي في تاريخ الشرق الأوسط الحديث ، ولكن في سنة 2010 تم ازالة التسمية من الشارع دون أي توضيحات ولكن رآى فيه البعض مغازلة من إيران تجاه مصر.
بعد سقوط نظام حسني مباركالمخلوع ، وتولي الرئيس المعزول محمد مرسي حيث زار إيران في نهاية أغسطس 2012 لحضور قمة عدم الانحياز في طهران حيث تم استقباله بحفاوة كبيرة من الرئيس نجاد وفي أبريل 2013 قام الرئيس الإيراني بزيارة لمصر لحضور القمة الإسلامية في القاهرة وقام باستقباله الرئيس مرسي بحفاوة وزار نجاد جامع الأزهر ومقام السيدة زينب .
وقد أكد عدد من قيادات الشيعة أنهم سيخوضون ماراثون الانتخابات البرلمانية المقبلة فى ظل اعتراف الأزهر الشريف بالمذهب الشيعى بعد سنوات من رفضه .
وبهذا فقد أعطى الدكتور أحمد الطيب الشيعة صبغة شرعية فى المجتمع لكى يشاركوا فى الحياة السياسية من المشاركة فى كتابة وإعداد الدستور المقبل إلى الانتخابات البرلمانية وبهذا فالشيعة يعتزمون الدفع ب 15 مرشح فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة فى دوائر الصعيد والوجة البحري وسيبتعدون عن القاهرة والجيزة حيث ستكون المنافسة صعبة مع الأحزاب المتجذرة فى هذه الدوائر.
وفى هذا السياق قال إسلام الرضوى المتحدث باسم شباب الشيعة أنه تم الاتفاق مع كل القيادات الشيعية على خوض ماراثون الانتخابات البرلمانية المقبلة وسيتم الدفع ب 15 مرشح فى انتخابات مجلس الشعب لتمثيل الشيعة فى البرلمان المقبل كما كنا نطالب بالتمثيل فى لجنة الخمسين التى تتولى وضع الدستور المقبل.
واضاف الرضوى أن الشيعة فصيل سياسى لا يمكن تجاهله وعلى الحكومة الحالية فتح قنوات اتصال مع الشيعة بعد سنوات العزل والقهر التى عشناها فى عهد نظام "مبارك" المخلوع.
واتفق معه فى الرآى الطاهر الهاشمي نقيب الأشراف بالبحيرة والقيادي الشيعى مؤكداً أن البرلمان المقبل سيشهد أول تمثيل للشيعة فى مصر حيث قررنا الدفع بعدد من الشباب لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد اعتراف الأزهر الشريف بالشيعة وإعطائهم الحق فى ممارسة شعائرهم الدينية.
مضيفاً أنه اصبح الشيعة فصيل سياسى كالسلفيين ولا يوجد اى مانع قانونى لتمثيل الشيعة فى البرلمان المقبل وسنخوض الانتخابات على دوائر الصعيد ووجة بحرى حيث يتركز وجود الشيعة فى هذه الأماكن وسنبتعد عن دوائر القاهرة والجيزة التى يسيطر عليها الأحزاب المدنية والإسلامية.
وأضاف الهاشمي أن الشيعة لا يريدون الدخول فى صدام مع أى فصيل سياسى ومن حقهم ممارسة حقوقهم السياسية كأس مواطنين مصريين فنحن لسنا مواطنين من الدرجة الثالثة حتى يتم اقصاؤنا عن المشهد السياسى وسنحاول حصد مقاعد لا باس بها فى البرلمان المقبل لرغبتنا فى التواجد داخل المشهد وقطع لسان اى شخص يزايد على ولاء وانتماء الشيعة فى مصر فنحن لا ندين بالولاء سوى لوطننا مصر.
وقال الدكتور أحمد النفيس القيادى الشيعى أن تمثيل الشيعة فى البرلمان تأخر كثيراً بسبب القمع والظلم الذى مارسه نظام "مبارك" المخلوع ، ضد الشيعة فى محاولة منه لاقصائهم عن المشهد السياسى وعدم الاعتراف بوجودهم ولكن الآن تم الاعتراف بوجود الشيعة من قبل الأزهر الشريف وأصبح من حقهم ممارسة العمل السياسى والحزبي وإنشاء أحزاب ترتكز على المذهب الشيعى كحزب النور السلفى والبناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية.
وأشار النفيس إلى أن الدفع بمرشحين شيعة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة خطوة هامة لإرساء وجود الشيعة فى مصر والتأكيد على ولائهم للبلاد وقطع الطريق على من يشككون فى ولاء وانتماء الشيعة لمصر فنحن فصيل متواجد بالمجتمع ولا يمكن الاستهانة به.
ويبقى السؤال الهام : هل يقبل الشعب المصري و الحركات الثورية و الإسلامية بوجود المذهب الشيعي داخل البرلمان المصري؟ ، بعد غيابهم عن المشهد السياسي لسنوات عديدة.