ترجمة - دينا قدري تحدثت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية عن عودة الإخوان المسلمين إلى الاختباء، حيث يجد نشطاء الإخوان في مصر ردود الأفعال القديمة في مواجهة القمع الذي يتعرضون له، ويتجنبون استخدام التليفون والإنترنت وغالبًا ما يغيرون محل إقامتهم.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه منذ قيام الجيش بفض اعتصامات الإسلاميين، قُتل أكثر من ألف شخص، معظمهم من أنصار الرئيس محمد مرسي الذي عزله الجيش، وألقي القبض على أكثر من ألفي عضو في جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح المسئولون في أجهزة الأمن أن عدد المعتقلين من جماعة الإخوان المسلمين يتجاوز الألفين منذ اثني عشر يومًا، ولكن يؤكد أحد المحامين المقربين من الجماعة أن هناك أكثر من ثمانية آلاف ناشط وراء القضبان.
وبالإضافة إلى ذلك، تم تخريب العشرات من مقرات جماعة الإخوان المسلمين في مختلف أنحاء البلاد على يد مصريين مناهضين لها. ومنذ عزل الرئيس مرسي، تؤكد الحكومة المؤقتة ووسائل الإعلام أن مصر تواجه حربًا ضد الإرهابيين، في إشارة إلى الإخوان المسلمين.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، قالت ناشطة في الاسكندرية تستخدم اسم مستعار وهو عائشة: "عدنا إلى الاتصال المباشر بعد حظر استخدام التليفون والانترنت اللذين يسمحان بتحديد مواقعنا". وأكدت أن والدها، أحد أعضاء جماعة الإخوان، عاد إلى الاختباء خوفًا من القبض عليه.
وشددت عائشة على أن الوضع أسوأ مما كان عليه في عهد مبارك، لأنه بالإضافة إلى عنف الشرطة، هناك عداء من قبل الكثير من المواطنين الذين لم يعدوا يرغبون في رؤية جيران من الإخوان المسلمين، ولكن البعض يتعاطف معهم لحسن الحظ.
وأكد ناشط إسلامي آخر في مدينة طنطا أن "ليس هناك أحد من قادتنا يقضي ليلتين متتاليتين في المكان نفسه".
ولكن، لا يميل بعض الخبراء إلى انتهاء جماعة الإخوان المسلمين بمثل هذه السرعة. فقد أشار أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة، أن الجماعة تعرضت بالتأكيد لزعزعة الاستقرار ولكنها لا تزال تسيطر على مواردها المالية والجزء الأكبر من نشطائها يتمتعون بحريتهم، مشددًا على أن عادة الاختباء من الممكن أن تنشط الجماعة على المدى البعيد.
واعتبر هيثم أبو خليل، أحد أعضاء جماعة الإخوان السابقين، أن جماعة الإخوان قادرة على مقاومة موجة القمع وإعادة تنظيم صفوفها سريعًا لكونها منظمة مغلقة وسرية.