يكثف الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعمهما لجماعات المعارضة السورية هذا الاسبوع ويسعيان الى وضع خطة للمرحلة التالية للعمليات العسكرية في أفغانستان. وسيتوجه كاميرون يوم الثلاثاء الى واشنطن رغبة منه في تبديد مخاوف في بريطانيا من أن "العلاقة الخاصة" مع الولاياتالمتحدة تراجعت في السنوات القليلة الماضية في الوقت الذي يوجه فيه أوباما سياسته الخارجية نحو اسيا. وفي مقال افتتاحي مشترك في عدد يوم الثلاثاء من واشنطن بوست أدان الزعيمان "العنف المروع ضد المدنيين الابرياء" الذي ترتكبه قوات الرئيس السوري بشار الاسد وقالا انهما يسعيان لتمهيد الطريق لتغيير السلطة. وقالا "سنواصل تضييق الخناق على الاسد وأعوانه مع شركائنا الدوليين وسنتعاون مع المعارضة ومبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان للتخطيط لعملية انتقالية تعقب رحيل الاسد من السلطة." لكن مسؤولين يقولون ان من غير المرجح أن يكون هناك الكثير من الحديث عن تسليح جماعات معارضة في سوريا لان الزعيمين يرغبان في الالتزام بالعقوبات الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض يوم الاثنين الى تدخل دول عربية وغربية عسكريا بما في ذلك فرض منطقة لحظر الطيران في أنحاء سوريا حيث تقول الاممالمتحدة ان القوات الحكومية قصفت مناطق مدنية كعقاب على ايواء مقاتلين. ومن ناحية أخرى سينتهز أوباما وكاميرون اجتماعات هذا الاسبوع لبعث رسالة قوية لايران من أجل "الوفاء بالالتزامات الدولية والا عليها تحمل العواقب." ويعتقد الغرب أن ايران تريد صنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران. وكتبا في المقال المشترك يقولان "نعتقد أن هناك وقتا ومجالا للمضي في الحل الدبلوماسي." وبالنسبة لافغانستان سيعد الزعيمان للقمة المقبلة لحلف شمال الاطلسي في شيكاجو "لتحديد المرحلة الانتقالية التالية". ويقول مسؤولون ان الاجتماع سيكون حيويا لضمان تجانس الموقف الامريكي والبريطاني بالنسبة لتوقيت سحب القوات. وأضاف المقال "هذا يشمل التحول الى دور داعم قبل أن يتولى الافغان مسؤولية كاملة عن الامن في 2014 وكذلك ضمان استمرار حلف الاطلسي في التزامه." ويقول مسؤولون ان من غير المرجح أن تسفر اجتماعاتهما عن تحول كبير في السياسة بأفغانستان لكنها ستسفر عن وضع خطة لسحب القوات بشكل تدريجي على مدى السنوات القليلة المقبلة وبدء تسليم المسؤولية الى القوات الافغانية. وتتزايد الانتقادات في كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا للحرب المستمرة منذ عشر سنوات في أفغانستان وما زالت طالبان تمثل عدوا قادر على الصمود. وبالاضافة الى هذا أذكى قتل جندي أمريكي 16 مدنيا أفغانيا يوم الاحد الغضب المتزايد في أفغانستان من الوجود الاجنبي. وفي الوقت ذاته تكبدت القوات البريطانية أسوأ خسارة في الارواح منذ عام 2006 في الاسبوع الماضي عندما قتل ستة جنود ليصل بذلك اجمالي عدد القتلى الى اكثر من 400 . وأظهر استطلاع للرأي لصالح كومرز/اي.تي.في نيوز أمس أن نحو ثلاثة أرباع البريطانيين يعتقدون الان أنه لا يمكن تحقيق الانتصار في حرب أفغانستان بعد أن كانت النسبة 60 في المئة العام الماضي. ويعتقد أكثر من نصف البريطانيين أنه يجب سحب القوات البريطانية على الفور. وتهدف الزيارة التي يقوم بها كاميرون -وهي الثانية منذ تولي منصبه في 2010- الى التأكيد على الوحدة بين الزعيمين. وتشمل الزيارة حفل عشاء رسميا ورحلة على متن طائرة الرئاسة لحضور مباراة لكرة السلة. وقال الزعيمان في مقال واشنطن بوست "التحالف بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا العظمى هو شراكة من القلب انطلاقا من روابط تاريخية وتقاليد وقيم مشتركة." وأضاف "لكن ما يجعل لعلاقاتنا خصوصية -وهي عامل فريد وضروري لبلدينا والعالم- هو أن جهودنا تتضافر في الكثير من المساعي. ببساطة يعتمد كل منا على الاخر والعالم يعتمد على تحالفنا."