تصاعد التأهب الغربي على خلفية التحذيرات التي أطلقتها الولاياتالمتحدة باحتمال حصول هجمات ينفذها تنظيم القاعدة، حيث دفعت واشنطن بطائرتين عسكريتين لإجلاء مواطنيها، بعد أن دعت وزارة الخارجية الموظفين غير الأساسيين بالسفارة والمواطنين إلى مغادرة البلاد فورا، في حين أجلت بريطانيا جميع موظفيها في سفارتها في صنعاء، فيما قتل أربعة مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في غارة فجر أمس لطائرة أميركية بدون طيار في مأرب شرقي صنعاء. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن طائرتي نقل عسكريتين هبطتا في اليمن، في وقت مبكر أمس لإجلاء مواطنين أميركيين، وذلك بعد دعوة وزارة الخارجية للموظفين غير الأساسيين بالسفارة والمواطنين إلى مغادرة البلاد فورا. ونقلت شبكة «سي ان ان» الأميركية عن الناطق باسم البنتاغون، جورج ليتل، إنه بطلب من وزارة الخارجية «فإن سلاح الطيران قام بنقل أشخاص خارج العاصمة صنعاء». وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد دعت رعاياها في اليمن إلى مغادرته فوراً، كما أمرت الموظفين الحكوميين غير الضروريين بالرحيل منه، بسبب ما وصفته «استمرار خطر الهجمات الإرهابية».
في السياق، أفادت مصادر محلية، أن أربعة مسلحين قتلوا في غارة وقعت فجراً لطائرة أميركية بدون طيار في مأرب شرقي العاصمة صنعاء، وقال المصدر إن الطائرة أطلقت أربعة صواريخ دمرت السيارة التي كان الرجال الأربعة على متنها، مشيرا إلى أنه تم التعرف على اثنين من القتلى هما: صالح الوائلي وصالح قوطي. وأكدت وكالة الأنباء اليمنية وقوع الغارة، موضحة أن المعلومات الأولية تشير إلى مقتل أربعة عناصر من تنظيم القاعدة بضربة جوية في وادي عبيدة بمأرب.
إجلاء بريطاني
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان لندن اجلت كل موظفي سفارتها المغلقة في اليمن منذ الأحد «بسبب مخاوف متزايدة تتعلق بالأمن». وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية «بسبب الهواجس المتزايدة على الصعيد الأمني، اجلي جميع موظفي سفارتنا في اليمن بصورة مؤقتة وستبقى السفارة مقفلة حتى يصبح في وسع الموظفين العودة».
بالمقابل، قلل وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي من تأثير الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأميركية ومطالبتها من رعاياها مغادرة اليمن فورا، معتبراً هذه الإجراءات خدمة للعناصر الإرهابية.
وقال القربي ل «البيان»: «هذه الإجراءات وقائية لحماية مواطنيها بعد رصد اتصالات لعناصر ارهابية واعتقاد الدول الغربية ان هذه التهديدات مقلقة»، واضاف «هذه التهديدات غير محددة، ولا يعلم في اي بلد ستتم، ولهذا فإن التحذير لم يشمل المقيمين في اليمن وحده، بل في بلدان عديدة في المنطقة».
واضاف «للأسف هذه الإجراءات رغم انها لحماية مواطنيهم لكنها في الحقيقة تحقق الأهداف التي تسعى لها العناصر الإرهابية من خلق جو من القلق واشاعة عدم الاستقرار، لكنها لن تؤثر على العلاقات بين اليمن والولاياتالمتحدة وبقية البلدان».
اتصالات مرصودة
في غضون ذلك، قالت مصادر أميركية إن اتصالات تم رصدها بين اثنين من قيادات تنظيم القاعدة كانت مجرد معلومة ضمن كم من المعلومات أدت إلى التحذير من وجود خطر إرهابي، وإغلاق العديد من السفارات الأميركية في الشرق الأوسط وافريقيا.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد ذكرت أن إغلاق السفارات جاء نتيجة رصد اتصالات الكترونية بين أيمن الظواهري، الذي خلف أسامة بن لادن في زعامة القاعدة، وناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، المتمركز في اليمن. وقالت المصادر الأميركية أمس إنه إلى جانب رصد رسائل بين الظواهري وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الآونة الاخيرة كانت هناك معلومات أخرى ساهمت في إطلاق التحذير الأمني.