نتنياهو: استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين هو أمر "حيوي
الاتحاد الأوروبي يقدم ضربة دبلوماسية صادمة لإسرائيل
محمود الشافعي
أكدت الصحف الفلسطينية ، أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنتيامين نتنياهو برفض استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطينى على حدود الرابع من يونيو عام 1967 يعد ضربة قاسمة وتفجيرا لجهود وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بعد ست جولات مكوكية قضاها في المنطقة منذ ستة أشهر.
فقالت صحيفة "الأيام" إنه ما أن بدأ اجتماع القيادة الفلسطينية، بعد ظهر الخميس، الماضي ، للبحث في اقتراح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، حتى صدر بيان عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد فيه رفضه التفاوض على أساس حدود 1967، وهو ما شكّل ضربةً لجهود الوزير الأمريكي.
وأوضحت الصحيفة أن مقربين من كيري أصدروا موقفًا، بعد بيان نتنياهو، قللوا فيه من احتمال دعوة وشيكة لاستئناف المفاوضات، ومع ذلك فقد نظرت القيادة الفلسطينية ومن قبل في اجتماع للجنة المركزية لحركة "فتح" في الاقتراح الأمريكي.
فيما صرح مسئولون فلسطينيون "للأيام" أن النية تتجه إلى عدم رفض الاقتراح الأمريكي، وإنما التأكيد على الالتزام الفلسطيني الكامل بالتعاون مع الجهود التي يقوم بها كيري والسعي الجاد لإنجاحها، ولكن المطالبة بأن يتضمن بعض الأسس بما يضمن أن المفاوضات التي ستجري ستكون أكثر احتمالًا للنجاح، وهو ما يتطلب ذات التعاون الذي يبديه الجانب الفلسطيني من الجانب الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أنه بعد مداولات مضنية تقرر أن تقوم لجنة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بالعمل على صياغة الرد الفلسطيني على خطة وزير الخارجية الأمريكي.
وفي نفس السياق ذكرت صحيفة "القدس" بأن إسرائيل تحدت مهمة وزير الخارجية الأمريكى بإعلان أصدرته ما تسمى 'اللجنة المحلية للتخطيط والبناء الإسرائيلية' تراخيص بناء ل 165 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنة 'النبي يعقوب'، المقامة على أراضي شمال القدسالمحتلة.
وأشار أحمد صب لبن، الباحث في شئون الاستيطان، إلى أن 'اللجنة المحلية لتخطيط والبناء الإسرائيلية' أصدرت تراخيص لبناء 16 مبنى استيطانيا جديدا في مستوطنة 'نفي يعقوب' تضم 165 وحدة استيطانية.
وأوضح لبن أن هذه الخطوة تشير بشكل واضح إلى أن سياسة تجميد البناء الاستيطاني في القدسالشرقية، هي 'سياسة لا تطبق على أرض الواقع، حتى وإن التزمت دوائر التخطيط والبناء الإسرائيلية تجاه الضغوطات الخارجية؛ من خلال التوقف عن إصدار مخططات جديدة، ولكن هذه الدوائر في ذات الوقت تمضي قدما في المخططات التوسعية للمستوطنات القائمة في القدسالشرقية..
فيما قالت مجلة "تايم" الأمريكية، إن احتمالات قيام السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين تبدو بعيدة كعهدها.
ونوهت المجلة، اليوم، إلى تمكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أخيرا، بعد 6 زيارات إلى المنطقة في أول 6 أشهر في منصبه، من إقناع المسؤولين من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن دونما تقدم يذكر على صعيد قضية الأرض.
وذكرت أن إعلان استئناف المفاوضات الجمعة الماضي، والذي يمثل ثمرة جهود كيري المضنية، جاء فاترا مشوبا بتردد من قبل الجانبين المحبطين جراء محادثات عقيمة استمرت عقدين من الزمان مستبعدة أن تستطيع الديناميكية ، التي تمكنت من إعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات ، إحراز تقدم كبير فيما يتعلق بقضية النزاع الأساسية المتمثلة في الأراضي التي يدعي كلا الطرفين أحقيته بها .
وتتبعت "تايم" تركيز الصحف العبرية الأسبوع الماضي على قرار الاتحاد الأوروبي وقف تمويل الكيانات الإسرائيلية القائمة بالضفة الغربية في نحو 200 بؤرة استيطانية أنشأتها إسرائيل على أراض هي بالنسبة للفلسطينيين جزء من دولتهم المستقبلية.
وعالميا...
رصدت المجلة الأمريكية رؤية العالم كله بما فيه الولاياتالمتحدة للمستوطنات بأنها غير قانونية، لكن إسرائيل وحدها تراها جزءا من دولتها معتبرة القرار الأوروبي بمثابة ضربة دبلوماسية صادمة أو ربما بداية للمزيد من الضربات في ظل غياب المفاوضات الرسمية.
كما رصدت المجلة رفض الإسرائيليين الاعتراف الرسمي بحدود 1967 رغم أنها كانت أساس المفاوضات على مدى عقدين، بينما رصدت على الجانب الآخر رفض الفلسطينيين إصرار إسرائيل على اعترافهم بإسرائيل "دولة يهودية" والذي من شأنه إبطال دعواهم القائمة بحق العودة.
وإذا تأملنا القضية من الجانب الإسرائيلى فنجد أن نتنياهو كان متناقضا في تصريحاته.. حيث اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين هو أمر "حيوي" بالنسبة إلى مصلحة إسرائيل مضيفا في بيان "استئناف عملية السلام يصب في المصلحة الحيوية الاستراتيجية لدولة إسرائيل".
وقال نتنياهو: "من الأهمية بمكان محاولة وضع حد للنزاع بيننا وبين الفلسطينيين، وهو أمر مهم بسبب التحديات التي نواجهها وخصوصا تلك التي مصدرها إيران وسوريا". وأعلن نتنياهو أن إسرائيل تريد "التحول دون إقامة دولة بقوميتين تهدد مستقبل الدولة اليهودية، وتريد أن تمنع قيام دولة أخرى داخل حدودنا تحت إشراف إيران" مضيفا "سأشدد على شروط إسرائيل على المستوى الأمني وعلى مستوى مصالحنا الحيوية".
وقال وزير العلاقات الدولية الإسرائيلية يوفال ستاينيتز "سيتم الإفراج عن عدد محدود من السجناء"، موضحا أن فلسطينيين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقات أوسلو في 1993 سيفيدون من هذا التدبير، وهو مطلب مركزي لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مضيفا أن إسرائيل لن تقدم أي تنازل في شأن "قضايا دبلوماسية" موضحا أن أي اتفاق لم يتم بلوغه حول تجميد الاستيطان في إشارة إلى حدود العام 1967، وهو المطلب الرئيسي للسلطة الفلسطينية.
من جانبها أوضحت ليفني السبت للقناة الثانية الخاصة في التليفزيون الإسرائيلي أن لا شروط مسبقة و"كل شيء سيطرح على الطاولة" بما في ذلك حدود 1967 والقدسالشرقية التي يسعى الفلسطينيون إلى أن تكون عاصمة دولتهم الموعودة ورحبت رئيسة حزب العمل المعارض شيلي ياشيموفيتش بما اعتبرته "فرصة مهمة"، ملمحة مجددا إلى استعدادها للانضمام إلى حكومة بنيامين نتنياهو في حال انسحاب حلفائه في اليمين المتطرف منها، وخصوصا أنهم يرفضون قيام دولة فلسطينية.
وفى سياق متصل أبدى مراقبون شكوكهم في إمكان أن تسفر المفاوضات عن شيء ملموس، وقال المعلق السياسي في الإذاعة الإسرائيلية العامة "لقد أخرج كيري من الفرن طبقا نصف مطهو.
لقد أقنع الإسرائيليين والفلسطينيين بأنه ناضج والجانبان وافقا على تناوله". وذكر معلق آخر في الإذاعة الإسرائيلية بإن إسحق مولخو الموفد الشخصي لنتنياهو كان على اتصال دائم بعريقات، مضيفا "الآن، تنضم ليفني إلى المفاوضات من دون عقد أي لقاء على مستوى القادة".